حكومة الببلاوي تضم 35 وزيرا وتؤدي اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت

TT

القاهرة: محمد حسن شعبان
أدت حكومة الدكتور حازم الببلاوي اليمين الدستورية، أمس، أمام الرئيس المصري المستشار عدلي منصور، رغم اعتذارات اللحظات الأخيرة لبعض مرشحيه. ويدفع تشكيل الحكومة بالعملية السياسية إلى الأمام، بما يفرض واقعا جديدا على الأطراف المتصارعة في البلاد، ويعزز من مشروعية خطوة الجيش بعزل محمد مرسي استجابة لضغط شعبي جارف، وهو ما رجح المراقبون أن ينعكس على زيارة كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى القاهرة التي وصلتها أمس.

وتجاوز الببلاوي، وهو اقتصادي مخضرم، ارتباك اللحظات الأخيرة بعد اعتذر عدد من الوزراء؛ أبرزهم: الدكتورة إيناس عبد الدايم التي أعلنت تراجعها عن تولي وزارة الثقافة من دون إبداء أسباب. وينتظر الببلاوي أعباء سياسية واقتصادية وأمنية جسيمة. وقال مراقبون إنه انتقى لوزراء المجموعة الاقتصادية عددا من أفضل الخبرات التي تولت تلك الحقائب منذ ثورة 25 يناير.

ورفض حزب النور السلفي في بيان له، أمس، التشكيل الوزاري واعتبره تكرارا لأخطاء الماضي، في إشارة إلى إصرار الرئيس السابق مرسي على تعيين وزراء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقال «النور» الذي رفض المشاركة في الحكومة إنها «تعبر عن فصيل سياسي واحد (في إشارة إلى القوى المدنية)».

وتضم الحكومة الجديدة سبعة وزراء محسوبين على «جبهة الإنقاذ الوطني»، هم: الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التعاون الدولي، وحسام عيسى وزير التعليم العالي، والدكتور أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعي، وكمال أبو عيطة وزير القوى العاملة، ومنير فخري عبد النور وزير الصناعة، وطاهر أبو زيد وزير الرياضة، وخالد تليمة نائب وزير الشباب.

وأبقى الببلاوي على خمس وزراء من حكومة الدكتور هشام قنديل، هم: وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي، ووزير الداخلية محمد إبراهيم، وأحمد إمام وزير الكهرباء، وهشام زعزوع وزير السياحة، وعاطف حلمي وزير الاتصالات. وتراجع نصيب المرأة في حكومة الببلاوي لحدود الثلاث حقائب بعد اعتذار عبد الدايم، وتولت مها الرباط وزارة الصحة، وليلى راشد وزيرة للبيئة، ودرية شرف الدين الإعلام.

من جانبه، نفى القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي أن يكون الببلاوي عرض على حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة، أي حقيبة وزارية في الحكومة الانتقالية وأضاف أن حزبه كان سيرفض لو كان عرض عليه.

وعزز ظهور الفريق أول السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، لأداء اليمين أمام المستشار منصور من موقف الجيش. وعقب زيارة وليام بيرنز، نائب وزير الخارجية الأميركي، إلى القاهرة أول من أمس، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن كاثرين آشتون، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تعتزم لقاء القيادة السياسة الجديدة اليوم (الأربعاء).

وتعد زيارة آشتون أول زيارة من نوعها لمسؤول أوروبي منذ عزل مرسي، ونقلت الوكالة المصرية الرسمية على لسان مصادر دبلوماسية بالقاهرة قولها إنه من المنتظر أن تقوم آشتون بتأكيد دعم الاتحاد الأوروبي لمصر في إطار السير تجاه الديمقراطية والمصالحة الوطنية.

وسعى الببلاوي أن تكون مشاركة القوى الإسلامية في حكومته مدخلا لتحقيق المصالحة الشاملة، لكن رفض الإسلاميين من شأنه تعقيد الملف الشائك. وقال أحمد المسلماني، المستشار الإعلامي للرئيس المؤقت، إن المصالحة الوطنية التي أعلنتها الرئاسة ليست بديلا لمطالب الشعب، وليست جلسات حوار سياسي يتم فيه تقديم مكاسب ما أو تنازلات لأي طرف ليقبل الاشتراك فيها.

وتابع المسلماني: «خارطة طريق الدولة المصرية المعاصرة واضحة ورسمها الإعلان الدستوري، وسفينة الوطن انطلقت ولا مجال لعودة عجلة التاريخ للخلف»، في إشارة إلى عزم الرئيس المؤقت تجاهل الاعتراضات التي يثيرها حزب النور وبعض النشطاء المحسوبين على القوى المدنية.

وقال المسلماني في مؤتمر بقصر الاتحادية (شرق القاهرة)، إن المصالحة لها أبعاد نفسية واجتماعية وأخلاقية وتستهدف الترميم النفسي لرأب الصدع وتحقيق التوافق الذي يحقق السلم الأهلي، مشيرا إلى أن مؤسسة الرئاسة تتواصل مع جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في الحوار، مضيفا: «لا نريد أن تمضي مصالحة ثم يريد طرف التربص بالآخر، ونأمل أن تصل المصالحة إلى السلام الأهلي».

وفي غضون ذلك، أعلن المسلماني أيضا تعيين الدكتور عصام حجي مستشارا علميا للرئيس، مشيرا إلى أنه كان يعمل في وكالة «ناسا» الأميركية للفضاء. وعصام حجي هو ابن الفنان التشكيلي الكبير محمد حجي، ولد عام 1975 وحصل من جامعة القاهرة على بكالوريوس في علم الفلك، ارتحل بعدها إلى باريس طلبا للعلم واستكمالا لدراسته، فحصل على الماجستير في علم الفضاء سنة 1999، ثم تبعها بالدكتوراه من نفس الجامعة سنة 2002 وهي أول دكتوراه مصرية في علم اكتشاف الكواكب والأقمار.