سبعة قتلى في مصادمات عنيفة بين قوات الأمن المصرية وأنصار الرئيس المعزول

TT

القاهرة: محمد عبده حسنين
أسفرت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن المصرية وأنصار للرئيس المعزول محمد مرسي عن مقتل سبعة وإصابة المئات. وتفجرت الأحداث الليلة قبل الماضية واستمرت حتى فجر أمس، حيث حاول أنصار للرئيس السابق قطع طرق رئيسية في العاصمة القاهرة وإحداث أعمال شغب. وقالت مصادر أمنية إنه تم القبض أكثر من 400 شخص من مؤيدي الرئيس السابق المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تسببوا في أحداث عنف للمطالبة بعودته.

وواصل منتمون إلى تيار الإسلام السياسي أمس اعتصامهم بميداني «رابعة العدوية» (شرق القاهرة) وميدان «نهضة مصر» (الجيزة)، لليوم التاسع عشر على التوالي للمطالبة بعودة مرسي إلى الحكم. وهدد المعتصمون أمس بمزيد من التصعيد في الأيام المقبلة لشل حركة المرور في القاهرة، ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي التي تبث منها غالبية قنوات التلفزة الفضائية الخاصة، للاحتجاج على ما سموه «التغطية الإعلامية المضللة».

وكانت مسيرة لمؤيدي مرسي قد تحركت مساء أول من أمس عقب صلاة المغرب من ميدان رابعة العدوية (مقر اعتصام الإسلاميين) إلى ميدان رمسيس وأعلى كوبري «6 أكتوبر» بوسط العاصمة وانضم إليهم عدد من المتجمعين أمام مسجد «الفتح» بميدان رمسيس، بحوزتهم سيارة محملة بالطوب، وقاموا بعمل حواجز أعلى الكوبري بهدف غلقه وتعطيل الحركة المرورية أعلاه.

وقال شهود عيان إن مؤيدي الرئيس السابق قاموا بالتعدي على مبنى قسم الأزبكية المجاور ورشقوه بالحجارة وزجاجات المولوتوف، كما أحدثوا فوضى مرورية كبيرة في تلك المناطق والمحاور المؤدية لها نظرا لقيام السيارات بالسير عكس الاتجاه، ما أدى إلى اشتباكات عنيفة بينهم وبين الأهالي وقوات الأمن التي قامت بفضهم عن طريق إلقاء الغازات المسيلة للدموع.

وبينما استمرت الاشتباكات حتى فجر أمس الثلاثاء، قام نحو 300 من مؤيدي مرسي بالاختباء داخل مسجد «الفتح» في قلب ميدان «رمسيس» بعد اشتباكات عنيفة مع أهالي المنطقة والباعة الجائلين، ولم يخرجوا إلا بعد صلاة الظهر بعد وصول مسيرة لجماعة الإخوان تمكنت من تأمينهم.

وأعلن الدكتور خالد الخطيب رئيس الإدارة المركزية للرعاية الحرجة والعاجلة عن وفاة 7 أشخاص وإصابة 261 آخرين في أحداث الاشتباكات التي وقعت فجر أمس بميدان «رمسيس» وأعلى كوبري «6 أكتوبر» وميدان «النهضة» أمام جامعة القاهرة وشارع «البحر الأعظم» بالجيزة، وأوضح أن 137 من المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تحسن حالتهم، ويتبقى 124 ما زالوا يتلقون العلاج. لكن الدكتور هشام مرزوق منسق المستشفى الميداني بـ«رابعة العدوية»، أكد أن عدد المصابين وصل إلى 647 حالة، بينهم نساء وأطفال، مستنكرا «تخاذل جهاز الإسعاف في نقل الحالات المصابة».

من جهته، أكد مصدر أمني مسؤول أن قوات الأمن قامت بإلقاء القبض على 401 شخص ممن سماهم «مثيري الشغب» خلال الاشتباكات التي شهدتها القاهرة الليلة قبل الماضية، وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق، وفقا لـ«وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية.

وأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق عاجل في أحداث الشغب أمس بين المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي والأهالي وقوات الشرطة التي حاولت أن تفض الاشتباكات. وطلب النائب العام المستشار هشام بركات من النيابة المختصة سرعة مخاطبة وزارة الداخلية على الفور، لاستعجال التحريات للوصول إلى مرتكبي تلك الواقعة محل التحقيق والمشاركين فيها بالتحريض أو المساعدة.

وكلف بركات النيابة بالانتقال إلى المستشفيات وسؤال المصابين ومناظرة جثث القتلى وندب الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة والتصريح بالدفن عقب ذلك. وأكد النائب العام أن النيابة العامة عازمة على المضي في إجراءات التحقيق بشكل محايد وبالدقة اللازمة وصولا لوجه الحق وتحديد المسؤولين عن تلك الوقائع الإجرامية وتقديمهم للعدالة، على حد قوله.

وفي السياق نفسه، أعادت القوات المسلحة أمس انتشار عناصرها في محيط مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة السادس من أكتوبر، تحسبا لمحاصرة مؤيدي الرئيس السابق لها. وقامت عناصر من المنطقة المركزية العسكرية بأخذ أماكنها حول المدينة لتأمينها، وأحاط عدد من المدرعات سور المدينة من جميع الجهات، فيما تولت عناصر أخرى تأمين المدينة من الداخل.