هل هي ظاهرة سلبية أم إيجابية؟

TT

أطلقت جماهير اليوفي صافرات الاستهجان ضد فوتسينيتش وبونوتشي في مباراة فريقها الأخيرة، وكذلك فعلت جماهير الإنتر ضد كامبياسو. ونحن هنا لا نتحدث لحسن الحظ عن تصرف منافٍ للروح الرياضية، لكن هذه الظاهرة تستحق إلقاء الضوء عليها ومحاولة معرفة تأثيرها. فهل تفيد أم تضر صافرات الاستهجان عندما تطلقها الجماهير ضد لاعبيها؟

يعتبر الكثيرون إطلاق صافرات الاستهجان «حقا من حقوق الجماهير»، يكتسبونه مع شرائهم تذاكر مشاهدة المباراة. والحقيقة أن الاستادات ليست أماكن يجب التزام الهدوء بداخلها وعدم التعبير عن الرأي، بل هي أقرب إلى المسرح، وليت البرلمان الإيطالي، على سبيل المثال، يكتفي بهذا الشكل من الاعتراض الصوتي (صافرات الاستهجان). فكما تعرفون تشهد قاعات البرلمان ما هو أكثر من ذلك بكثير من وسائل وطرق الاعتراض التي تتجاوز الحدود المقبولة في كثير من الأحيان.

ونحن لا نعترض هنا على الصافرة في حد ذاتها بقدر اعتراضنا على فحواها. فكيف ستكون الحالة المعنوية لبونوتشي الذي ستضطر جماهير اليوفي لمساندته خلال المباريات المقبلة دون كيلليني؟ وليس هناك شيء أكثر تدميرا للرياضي من ضياع مساندة جماهيره له، والعكس صحيح. ويعني هذا أن الجماهير عندما تطلق صافرات الاستهجان في وجه أحد لاعبيها لتعلن للعالم أنها غير راضية عنه تؤذي نفسها في الوقت ذاته.

لقد اعتادت جماهير الميلان، في الفترة الأخيرة، أن تظهر غضبها وعدم رضاها عن واحد من أفضل لاعبي الكرة في أوروبا خلال الـ20 عاما الماضية، وهو الهولندي سيدورف. وهو أمر عبثي بكل ما تحمله الكلمة من معانٍ. وقامت جماهير الإنتر، بالطريقة نفسها، بإجهاض وإحباط ميكايل سيلفيستري، وهو في بداية مسيرته مع الكرة، وبعد ذلك تألق اللاعب وأثبت جدارته بشكل لافت مع مانشستر يونايتد وآرسنال. فهل استفادت جماهير الإنتر من ذلك؟

وعلى الرغم من أن كامبياسو لم يعد بمستواه نفسه أثناء موسم الثلاثية، فإنه قدم لناديه الكثير ولم يبخل عليه بأي شيء، ولو أن جماهير الإنتر فكرت في ذلك لأغلقت أفواهها قبل أن تطلق ضده صافرات الغضب والاستهجان.

وربما من الضروري أن يعرف أصحاب القرار (الإداريون والمدربون) أن بعض اللاعبين يعانون، بشدة، معارضة الجماهير لهم. ويجب أن يعلم الجميع أيضا أن ثقة اللاعب في نفسه وجودة أدائه لا علاقة لهما بالملايين التي يتلقاها مثلما يعتقد الكثيرون، بل ترتبطان بحب الجماهير له والحماس الموجود لديه داخل الملعب، فهذا هو ما يصنع الفارق.

إن اليوفي ينافس بقوة على درع الدوري، والإنتر يسعى للنهوض من كبوته، ولا أعتقد أن صافرات الاستهجان ضد بعض لاعبي الفريقين ستساعد في بلوغ الفريقين لأهدافهما؛ فالغضب يعوق الإنجازات، وينطبق هذا أيضا على ملاعب كرة القدم.