الميلان يعاني.. وأحدهم هنا أو هناك يعشق ذلك

TT

حاول الميلان، الفريق الأكثر حصولا على الألقاب في العالم، وفقا للوصف الذي يروق إلى غالياني نائب الرئيس، والذي يظل دائما حقيقة إحصائية، أن يسطر بجهده ودمه صفحته في التاريخ. فلم يتم استبعاد أي فريق من دوري أبطال أوروبا بعدما سجل رباعية في الذهاب.

وقبل يومين من وفاة الملحن والمغني الإيطالي لوتشو دالا، كان هناك توقع بتأهل بنفيكا إلى ربع النهائي. وهنا نجد الصدفة ولنغني معا ذلك المقطع من أنشودته «ميلانو: ثم الميلان وبنفيكا، حيث مدينة ميلانو التي تجتهد..». وبالفعل، لأنه على الجانب الكروي الآخر لمدينة لومباردا يوجد الإنتر الذي يحتفل «كالمجنون» بهذا الأمر، يعني هذا بالفعل أن استاد سان سيرو يعتبر هو المركز القوي المؤثر المرتبط بالكرة. لكن، في هذه الأمسية، إن الكابوس يتعلق بالميلان فقط. وبالتأكيد، إن خدعة مدينة إسطنبول 2005، عندما انتهى الشوط الأول للميلان بثلاثية نظيفة له في مباراة دوري الأبطال أمام ليفربول، وتحول المسار في الشوط الثاني إلى نجاح الفريق الإنجليزي من تسجيل رباعية. أمر لم يتمكن الفريق الإيطالي من القيام به. ولا يمكن القول إن البقاء خلال الـ45 دقيقة دون أي شيء، كما كان الشوط الثاني في المباراة أمام الآرسنال، لم ينتج تأثيرا أكثر رعبا. ولا أحد كان ليوافق على حكم من هذا النوع.

ولنتذكر مباراة الديربي في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) 1949، عندما تحولت نتيجة 4 - 1 التي حققها الميلان إلى 6 - 5 للإنتر. وتحولت أيضا النتيجة التي كانت في فيرونا عندما انقلبت نتيجة 4 - 1 التي تم تسجيلها في الذهاب أمام ديبورتيفو لاكورونا إلى إقصاء مباشر غير ممجد من البطولة. وبأمانة، كان ليكون هذا الأمر كبيرا بين جمهور تم تعرضه مرتين لخطر الوجود في دوري الدرجة الثانية والقادر على البقاء بعيدا عن درع الدوري لـ44 عاما حتى إن وصل نوردال في 1949. وهو عذاب جميل ينبغي أن نتأمله، بينما كان المنافسان التاريخيان للإنتر واليوفي يكدسان المجد والفوز بالألقاب.

وستفهمون أننا بعيدون كثيرا عن الرواية الفنية التي يحكيها لكم باولو كوندو في مكان آخر. وهنا سندخل بشكل حصري في مناخ من السحر والإلهام الذي ربما يعتبر الجزء الأهم والملموس أكثر في مسألة الشعور بكرة القدم. ورغم أوقات التألق غير العادية واللعب المذهل واللاعبين الأفذاذ الذين تم تقديمهم إلى العالم من ريفيرا إلى فان باستن، يجتمع الأحد عشر مليون مشجع في الشعور بالقلق حيث رأوا من ذلك الكثير.

وفي حقبة جاني بريرا، الصحافي والكاتب الذي أهدى للجميع لغة للحديث عن كرة القدم، تم تسمية مشجعي الميلان بـ«المفكات». وهي أداة للعمال وللأشخاص البسطاء الذين ولدوا من أجل المعاناة إذا أردنا التعبير عنها بالقليل من الكلمات. وهناك البطولات والأبطال ودروع الدوري، لكن يوجد أيضا سلسلة من الأحزان مثل تلك التي غنى عنها جاناتشي (ذلك اللاعب ريفيرا الذي لم يعد يسجل). وكل هذا كان على وشك أن يتم تجسيده في استاد الإمارات الخاص بفريق آرسنال في مدينة لندن، بإنجلترا. جدير بالذكر أنها كانت أمسية غريبة للغاية، لكن الآن يمكن لأسطورة الميلان أن تواصل مشوارها في دوري أبطال أوروبا.