خروج الإنتر المؤلم يدعو لتغيير كل شيء

TT

امتلأ استاد سان سيرو بالدموع، بدءا من كامبياسو ورانييري وصولا إلى الجماهير، عقب خروج الإنتر من ثمن نهائي دوري الأبطال على الرغم من فوزه على مرسيليا 2-1، فلا يعد كرما دخول غرفة تبديل ملابس الإنتر بعد مباراة من هذا القبيل لكي تشير إلى النتيجة السلبية الصادمة، لأن علينا احترام الجهد المبذول والتعب والإحباط والألم الذي يعاني منه الفريق الذي آمن بقدراته طوال المباراة وبذل حقا أفضل ما بوسعه في الملعب. وإن أبعاد الاستبعاد الذي يدعو للسخرية (بدءا من الفرصتين المهدرتين بجنون حتى هدف برانداو القاتل في مرمى الإنتر) لها ثقل عظيم كجبل إفرست على كاهل مايكون وزملائه في الإنتر.

وعلى العكس لإعطاء كل ذي حق حقه يتعين على المراقب الخارجي أن يطلق على الأشياء أسماءها الحقيقية، ليدعو هذا الموسم بموسم الفشل على المستوى الفني والخططي، ابتداء من فوضى فورلان وتسريح المدربين بعد أول عاصفة تهب، والاستثمار غير الموفق في سوق الانتقالات دون ومضة أمل (بدءا من كاستانيوس حتى ألفاريز) والاستغناء عن إيتو والاحتفاظ بكبار السن المنهكين، وطريقة اللعب المجهولة التي تاهت بين أرقام طرق اللعب المختلفة من دون معنى والتغييرات الكثيرة غير النافعة. فإذا وضعنا كل هذا في صف واحد فسنجد أنها معجزة أيضا أن يمتد الحلم بالصحوة المفاجئة في صفوف الفريق حتى منتصف شهر مارس (آذار) الحالي. وبالنسبة للمدرب رانييري «الذي يجعل كل شيء عاديا»، فقد اكتفى بإدارة ما تبقى من قوة في عضلات لاعبيه. ومن الصعب توجيه تهم بعينها إليه، ولكنه بالطبع لم يعرف ولم يتمكن من ابتداع شيء ما.

وقد خرج الإنتر الذي كان يسيطر على دوري الأبطال منذ عامين من الدور الـ16 على يد فريق فرنسي متواضع يمر بأزمة أكثر من تلك التي يمر بها الإنتر ذاته، كما تظهر ذلك الهزيمة المتتالية في آخر أربع مباريات. كما يعد صحيحا أن موراتي، رئيس الإنتر، قد رأى لاعبيه يبذلون كل ما بوسعهم في الملعب في أهم مباراة هذا الموسم، ولكن المشكلة أكبر من ذلك بكثير، فإن كل ذلك الجهد المبذول يعد قليلا في اللحظة الحالية. وإن هذه الدورة التي يمر بها الفريق المسيطر سابقا لا تسمح له بتقديم اللاعب الذي يتغلب على الخصم بالمراوغة بالكرة التي تصنع التفوق العددي في الملعب، والتي تنطلق من العمق إلى لعب الكرات العرضية. وفي الواقع قد ظهر لاعب ما قبل عدة دقائق من انتهاء المباراة، ذلك اللاعب يُدعى زانيتي الذي يبلغ من العمر 38 عاما، ولا يمكننا أن نجزم بأنه سيظل قائدا للإنتر في المستقبل.

ويتعين على الإنتر الآن تقبل الواقع بكل قسوته لأنه الطريق الوحيد لتفادي تكرار الخطأ في الموسم المقبل أيضا. وقد تذكر الكثير كيف أن التجديد كان من المفترض أن يبدأ عقب انطلاق الصافرة النهائية في مباراة الذهاب بعد هزيمة الإنتر. كما نذكر النظرية القائلة بأن أحدا لا ينجح في تاريخ كرة القدم، ولكن تمثلت المشكلة من وجهة نظرنا على نحو آخر مرتبط بالاستمرار في العيش في ذكريات الماضي، وبشكل خاص تلك التي تخص مورينهو، وعند هذه النقطة فقدت البيئة الحالية قدرتها على التجديد ومهدت الطريق لانقلاب كلي في التاريخ. ونذكر ميليتو ومايكون وزانيتي ذاته في هذا الموسم المؤلم، بعدم تمكنهم من التسجيل، وعلى العكس اختلفت قصة شنايدر حتى وإن كانت النهاية واحدة، فبدلا من أن يمثل بطاقة عبور الإنتر من هذه الأزمة كان رمزا للهزيمة. وقد كانت تصريحات المدرب مؤثرة فحسب منذ القليل من الأيام الماضية حينما ذكر رؤيته «لشنايدر الحقيقي» في الملعب فقط قرب نهاية المباراة، بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من مسيرة هذا الموسم. إذن لن يكون هناك مستقبل لعناصر الفريق الحالي، ولكن من الطبيعي أن يصبح هناك مستقبل للإنتر، لكن من خلال التغيير الكامل لكل شيء.