أمور كثيرة وراء مشكلة اليوم بين أبيتي ورابطة الأندية

TT

كنا قد نجحنا للتو في استخراج ذلك التميز «على الطريقة الإيطالية» من كرة القدم الخاصة بنا، التي تدهورت شعبيتها في العالم بأسره بصورة كبيرة. هو الوحيد، للأسف، القادر على تلخيص المشكلة التي تقرأون عنها في الصحف هذه الأيام بعد ساعات قليلة من صافرة انتهاء آخر مباراة لبطولة أمم أوروبا 2012. وأراد رئيس اتحاد الكرة الإيطالي جانكارلو أبيتي إنفاق الرصيد الذي اكتسبه للتو من منتخب برانديللي نحو الرأي العام باختيار خصمه، رابطة أندية الدوري، بسبب تلاشي دورها وانصرافها عن شؤون المنتخب الإيطالي. ولم يكن رد فعل بيريتا، رئيس الرابطة، إلا أن يتماشى مع نغمة التلاسن بين جانبين.

ماذا يعود من كل هذا على 24 مليون متحمس أو أكثر تابعوا مباريات الآزوري؟ يبدو لنا صعبا تخيل أنه مع ورشتي عمل زيادة وحضور رؤساء الأندية الإيطالية إلى غدانسك أو كييف كنا لنحقق أداء أفضل في النهائي. كما أنه تقام القليل جدا من ورش العمل في إسبانيا، وإنجلترا وحتى في ألمانيا، فتكدس جداول مواعيد المباريات يمثل عبئا على الجميع. ومع ذلك فإن رئيس اتحاد الكرة ينطلق من حقيقة راسخة، وهي أن وحدة مساعي الكرة الإيطالية تعادل تلك الأكثر نزاعا باتحاد ملاك أحد البنايات. كما أنه صحيح بما لا يدع مجالا للشك أن الفقر التخطيطي من جانب الرابطة في السنوات الأخيرة له تأثير كبير، على كل الجبهات. لكن في داخل اتحاد الكرة أيضا تتستر مشكلات ومحاذير متقاطعة، فهناك أيضا الشلل والهيمنة اللذان يعيقان خطوات فعلية إلى الأمام بخصوص الإصلاحات اللازمة لبطولات الدوري، ولقطاعات فنية وإدارات تابعة، ولوائح جديدة. دائما ما تمنينا لو أن صرامة أبيتي التوضيحية عقب مباراة النهائي في كييف طالت مشكلات أخرى في الحياة الكروية، بدءا من اقتراحات بخصوص المادة الأخلاقية، التي تمثل المشكلة الحقيقية للكرة الإيطالية، والتي يخرج من جروحها الغائرة فضائح من كل نوع منذ سنوات.

نحاول أن يفهم بعضنا بعضا على الفور، لا أحد يمكنه أبدا التشكيك في أن المنتخب الإيطالي يعد مصحة أولية للكرة الإيطالية. هناك ألف سبب، لكننا نذكر الأول منها فقط، فهو الرمز الوحيد للوحدة الواقعية لهذا البلد الغريب (وبهذا الشأن، إذا كان هناك من يعارض المنتخب فهي مشكلته ولا مفاجأة في ذلك، فنحن في إيطاليا لسنا متفقين على أي شيء). إذن، من يضر بفريق برانديللي بصورة مباشرة أو غير مباشرة يستحق أن يوضع في ظروف لا تجعله يسبب ضررا. لكننا نخشى أن تأخذ المشكلات اتجاها آخر مغايرا تماما، فالأمر يتطلب توافقا شاملا، الذي لا يبدو حتى في الأفق، وعن المنظومة الكاملة لهذه الرياضة، التي لا يمكن أن تكون مجرد تجارة. وبالتالي لا بد من الجلوس من أجل الإصلاحات، إلا أنها حقيقية، ولا يعد الجلوس هنا مرادفا للرمال المتحركة، التي يكون فيها كل شخص مستعدا للتخلي عن أي شيء من أجل المصلحة العامة. لنرتب الأمر هكذا: إذا كان «البوح العظيم» من جانب أبيتي والجدل الذي ترتب عليه سيكون له قوة فتح طريق جديد، فمرحبا. إلى الآن، للأسف، لا نزال عند نقطة الصفر.