مرارة الأحداث.. وبطولة الدوري الإيطالي

TT

ما بين الاستقالات ومرارة الأحداث غير الرياضية التي أسفرت عنها تحقيقات فضيحة المراهنات والتلاعب بنتائج المباريات، سنحاول في السطور القليلة المقبلة التركيز على بطولة الدوري الإيطالي وتحليل حالة أبرز الفرق المنافسة على اللقب المحلي: اليوفي هو المرشح الأكبر لحصد الدرع. فقد أمتع انطونيو كونتي وأبناؤه الجميع في الموسم الفائت بالأفكار والمهارة في اللعب وروح الفريق الواحد. وكان الأساس في ذلك إدارة نادٍ واعية ومنطلقة نحو المستقبل وذات رؤية أكاديمية للشباب. فريق السيدة العجوز يقدم كرة قدم متقدمة تسمح للعناصر الفردية باكتساب تحسينات كبيرة. يوفنتوس اليوم لديه ميزة كبيرة عن باقي الفرق الأخرى بغض النظر عن حملة الشراء التي لا تتماشى بشكل مناسب مع الهدف العام لكرة القدم. كان على اليوفي القيام بشراء كافاني أو يوفيتيتش طالما ليست هناك أموال للوصول إلى الآخرين.

أما الميلان فقد تعين عليه وأراد تغيير عنوانه؛ حيث قامت إدارة النادي ببيع أكبر نجمين بالفريق السويدي زلاتان إبراهيموفيتش والبرازيلي تياغو سيلفا. الميلان ما زال فريقا منافسا وخبرة نائب رئيس الميلان تعد ضمانا. ولكن حدثت خسارة في المهارة الفردية التي ربما يمكن تعويضها فحسب من خلال فكر جديد في اللعب يكون أكثر تنظيما ولامعانا. ماسيمليانو أليغري مدرب كبير، والآن يتعين عليه التعبير عن نفسه كمؤلف وقائد للأوركسترا، ولكن ذلك كله مع وجود عائق الفريق الذي اعتاد أكثر على حل مشكلاته من خلال العناصر الفردية. ولو استطاع أليغري استخراج المهارات من عناصر فريقه سيكون ذلك كافيا لبقاء الميلان منافسا في الدوري المحلي. ولقد كنت أتمنى أن يقدم الميلان برنامجا مستقبليا أكثر في سوق الانتقالات الصيفية من خلال شراء بعض اللاعبين الشباب (مثل فيراتي وإيمبولي).

بينما قام الإنتر بتغييرات كثيرا ولكنه في مرحلة البحث عن الرابط الذي يحسن من خلاله أداء لاعبيه والنتائج. وقد منح ماسيمو موراتي، رئيس النادي، الثقة إلى المدرب الشاب اندريا ستراماتشوني الذي أظهر ما يتمتع به من شخصية وقدرة كبيرة على تغيير طرق اللعب، والآن سيتعين على أندريا تقديم أداء لا يبالغ في الاعتماد على العناصر الفردية ولا العكس. إن ضم كل من بالاسيو وسيلفيستري وغارغانو وبيرييرا لن يكون كافيا لإعادة إطلاق الإنتر إلى داخل روح الفريق الملائمة وطريقة اللعب الأكثر قربا إلى الكرة الجماعية، لا سيما مع وصول أنطونيو كاسانو إلى الفريق. الإنتر اليوم بات رهانا.

أما نابولي الذي تخفف من عبء المشاركة في دوري الأبطال، ومع فريقه الذي تم تدعيم لسنوات بهذا البطل الصغير انسيني، فبإمكانه أن يطمح في الصراع على اللقب المحلي حتى النهاية مع اليوفي والميلان. ومدرب الفريق والتر ماتزاري لديه الأفكار الواضحة: فالجميع عليه أن يصارع دون وقوع مفاجآت في خط الدفاع والهجوم بهجمات مرتدة سريعة وحيوية. انسيني بإمكانه أن يصير الاكتشاف الكبير لهذا الموسم. نابولي هذا فريق يعتمد بشدة على الطاقات والقدرات الفنية فضلا عن مهارات اللاعبين الرائعين مثل كافاني وهامسيك. أما روما بقيادة الأستاذ زيمان فينتظره بقلق شديد جميع من يعشقون كرة القدم الاستباقية والمتواصلة والجدير بالأبطال. فالفرق التي يتولى تدريبها زيمان تبحث دائما عن السيطرة على الملعب والاستحواذ على الكرة وأن يكون لها المبادرة. فالهدف هو اللعب من أجل الفوز وتدريب اللاعبين على الكرة الهجومية والتحرك والمؤازرة. حسن اختيار التوقيت المناسب وسرعة التحرر من الرقابة الدفاعية واستخلاص الكرة من الخصم هي من امتيازات هذا المدرب الكبير. روما فريق شاب سيتعين عليه أن يزرع كثيرا حتى يحصد ولكني أعتقد أنه لن يصيب أحدا بالملل. الكرة الجماعية ترى في زيمان وكونتي اثنين من المفسرين لها، وأتمنى أن يحاكيهما الكثيرون من مدربي الفرق الإيطالية.