حدس برانديللي منح دفعة للنزعة الجديدة

TT

ماذا يحدث للكرة الإيطالية؟ هل تتحول من الإنفاق ببذخ إلى التوفير، ومن القديم إلى الحديث؟ هل هذا التحول يعتمد فقط على الموقف الاقتصادي العابر، أم على مستقبل لم يكن ممكنا توقعه حتى شهور مضت؟ دائما ما كنت أعتقد أنه في إيطاليا لا يتم لعب كرة قدم من أجل الشباب، حيث كان هناك قليل من الصبر والتخطيط، وكان يتم وصفها دائما بأنها كرة قدم أكثر ميلا للأداء الفردي، والدفاعي، وبعيدة عن الاستمرارية والمتعة. كما كانت غائبة فكرة مهمة للعب يمكنها إعطاء شخصية وتطور للاعبين الشباب. منذ شهور قليلة فقط ذكر الاتحاد الدولي لكرة القدم أن الأندية الإيطالية هي ثاني أكبر أندية أوروبا سنا، وأسوأ منا قبرص فقط.

منذ 15 شهرا تقريبا كان ينبغي على تشيرو فيرارا، المدير الفني السابق لمنتخب الناشئين تحت 21 عاما، طواف ملاعب دوري الدرجة الثالثة لرؤية شباب في سن مناسبة لمنتخب الناشئين لإيطاليا. في مارس (آذار) 2011، لعب أمام ألمانيا التي تقدم لاعبين برصيد 250 مشاركة في دوري الدرجة الأولى لديها، بينما نحن نصل بعشرة لاعبين فقط! في فبراير (شباط) 2012 لعبنا أمام فرنسا التي كان لديها 13 لاعبا يشاركون بصورة أساسية في الدوري الفرنسي حينها، و3 شاركوا من قبل في دوري أبطال أوروبا، بينما كان لدينا نحن ديسترو فحسب الذي يلعب في صفوف فريق سيينا. يوم الأحد الماضي، في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، تحقق ما كان يبدو غير وارد بالمرة منذ ستة شهور، فقط لعب دي شيليو والشعراوي وفلورنزي، وكابوانو، وفيري، وديسترو، وإيموبيلي، وسامبيريزي، وفابريني، أساسيين، ولحق بهم خلال سير المباراة ماروني ورومانيولي، علاوة على العديد من الشباب الأجانب. كما لا ينبغي نسيان بالوتيلي، وبوريني، وفيراتي، الذين يلعبون لأندية أوروبية كبيرة (مانشستر سيتي وليفربول وباريس سان جيرمان) ويتقاضون رواتب ضخمة. لو تسلل إلى الأندية الإيطالية الشك في أن اللجوء إلى الشباب هو ضرورة أكثر من كونه إرادة، فإن هذا الحديث لا يسري على الأجانب أو اللاعبين أصحاب الرواتب المرتفعة (مثل ديسترو أو الشعراوي). بالطبع مناجاة وحدس مديرنا الفني تشيزاري برانديللي تجاه الشباب قد منحت دفعة مهمة علاوة على كونها قيمة لحركة منتخبات الشباب بأسرها. فالنتائج الطيبة التي قدمها ديسترو ودي شيليو وفلورنزي تكسب الجميع شجاعة.

إبداع يوفنتوس لإنشاء أكاديمية تتم فيها الدراسة والتدريب مثير جدا، ومع ذلك، لأن هذه النزعة قد تلقى استمرارية وجودة، فإن المزيد من الاستثمارات ستكون أساسية، وتأهيل مدربي قطاعات الناشئين أكثر، ووضع حد للصفقات الوحشية لضم شباب أجانب عديدين ومنح منهج لعب يكون الخط الذي يتبعه الجميع. الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ومنتخبات الشباب ملتزمة بإقامة نحو مائة مباراة دولية لاكتساب الخبرة. ولا بد من شكر اتحاد الكرة والأندية على كل هذا، حيث يساعدوننا ويتعاونون حتى تكون علامة «صنع في إيطاليا» أكثر تحديثا دائما.