إجمالي الناتج المحلي ليوفنتوس لا يعرف الانخفاض، هذا هو أحد أخبار الساعة في إيطاليا.. حيث خاض الفريق ثلاث مباريات على ملعبه، وحقق خلالها العلامة الكاملة بتسع نقاط. والثلاث الأخيرة منها ذات قيمة إضافية، لا يمكن تعويضها، للثأر الرياضي، حيث جسّد زيمان مدرب روما، والذي بالنسبة لأنصار اليوفي مثل ميركل لليونانيين، دور عديم الخبرة، مما يصيب بحمرة الخجل، حيث وجد لاعبو يوفنتوس أنفسهم متقدمين بثلاثة أهداف نظيفة وقمصانهم لم تبتل عرقا بعد، علاوة على كرتين اصطدمتا بالعارضة وفرص أخرى للتهديف تم إهدارها. ولا حتى أول مباراة ودية في يوليو (تموز) الماضي، في فيلار بيروزا، أنتجت نتائج مبهجة للغاية هكذا.
ومع ذلك، ربما تتذكرون، في عشية اللقاء، كانت لدى كلا الفريقين دوافع قوية للغاية، وبعيدة تماما عن الخصومة الأيديولوجية التي تفصلهما. المديران الفنيان كانا يتساءلان في واقع الأمر إذا كان طريقتاهما في كرة القدم من الممكن أن تجدا تطورا قويا في هذا الموسم أم لا.. يوفنتوس لأن عليه مقاومة المشاركة في دوري أبطال أوروبا، والتي لم تكن موجودة العام الماضي، وفريق روما لأن درس المدير الفني البوهيمي، زيمان، يصحبه أحيانا الحديث عن هشاشة دفاعية ملحوظة. أحيانا؟ بل دائما تقريبا في بداية بطولة الدوري هذه، حيث دخل مرماه 11 هدفا في خمس مباريات، وهو أسوأ خط دفاع إلى الآن في الدوري الإيطالي، وأكثر تراجعا من فريق بيسكارا، الصاعد مع زيمان تحديدا هذا الموسم إلى الدرجة الأولى. لن نكون مبالغين إذا قلنا إن فريق روما يعاني مشكلات ضخمة في النضوج، وينبغي حلها قبل عام 2013.
فريق روما الذي بلا أمل والتائه للمدرب لويس إنريكي قد حظي إلى الآن بانفراجة أسوأ، فلم يشهد اختراقات للخطوط ساذجة للغاية هكذا، ولا حتى في ملاعب الضاحية الصغيرة. لم يكن فريق يوفنتوس يصدق ما يحدث أمام عينيه تقريبا، لكنه كآلة حرب تنتج التسريع المعتاد الذي لا يعرف الرحمة. الأمر يشبه تنفيذ حكم الإعدام أكثر من كونه مجرد فوز بهذه السهولة التي لا يمكن أن تسمح، في ظاهرها، بتفكيك الاحتياطي الفني - البدني الذي كنا نتحدث عنه. لكن لننتبه، فأمسية المجد على روما تؤكد أن فريق يوفنتوس لديه بديل واضح للركض الكثير في الملعب، ألا وهو سرعة الكرة. وهي الميزة الأبرز لدى الفرق الأوروبية الكبرى، فقد رأينا في الملعب أمس جملا تشبه ما يحدث في الـ«بلاي ستيشن».
محصلة اليوفي ثرية جدا، أيضا بسبب الاستعادة الكاملة للاعبين ظلوا لفترة طويلة في مستوى متذبذب، مثل بيرلو وماتري، وبسبب الضغط الذي يضعه الفريق على نابولي، الخصم الوحيد الذي يمكن تصديقه في الوقت الحالي من الموسم، والمطلوب منه الرد بقوة على ملعب سمبدوريا الاكتشاف.
السوابق تسمح للميلان بأن ينزع عن نفسه شهرة خيبة الأمل هذا العام والمستحقة تماما إلى الآن، ولو أخذنا في الاعتبار تكوين الفرق والتطلعات، فإن هذا العبء ينتقل من يوم أول من أمس إلى فريق روما، والذي يبتعد عنه نقطة واحدة في الترتيب (روما 8 نقاط، الميلان 7)، ويبدو بلا مصداقية. بينما في بارما رأينا أفضل أداء للميلان هذا الموسم، وبوعود ومقدمات لعب تليق بهذا الاسم. التعادل يغضب أليغري، لكنه لا يزدري الفريق هذه المرة، فالإنتاج في هجوم الفريق كان ملحوظا، ولخطأ ساذج لم يتم تعظيم تقدم البداية. طفرة المهارة الواضحة مؤثرة للغاية مع دخول بويان، حيث صار الهجوم أشبه بما عليه فريق برشلونة.
استحوذ ستيفان الشعراوي بالفعل على فريق الميلان، وهو يؤكد الشعور المحدد الذي كان لدى الجميع أنه بطل صغير، وربما صار نجما بالفعل، وقد كان في حاجة فقط، مثل كل اللاعبين الشباب، للثقة غير المشروطة، أي لا يخرج من الملعب كتغيير أول بعد ساعة فقط يلعبها. وسجل ستيفان الهدف الرابع على التوالي بسرعة وبتألق في التنفيذ يليق بمهاجم كبير. ربما أثارت الانطباع أكثر كرتان أنهاهما على طريقة الجناح الخالص، وإذا لم يحترق في شهور عديدة فسيكون هو مضاد الإحباط لجماهير الميلان.