فريق روما لا يزال يبحث عن هويته

TT

كان بإمكان مباراة اليوفي - روما أن تصبح الأم الروحية لكل مباريات الدوري الإيطالي هذا الموسم، فقد جمع اللقاء بين الفريقين الإيطاليين الأكثر طموحا نحو كرة القدم الشاملة والأكثر بحثا عن فرض طريقة لعبهما، واللذين يحاولان ممارسة كرة القدم الإيجابية والمستمرة والهجومية. لقاءات هذين الفريقين لم تكن قط مملة ولا شحيحة، فهما يحتقران الأساليب الخططية السلبية ويعتقدان أن أفضل نهج خططي هو فرض طريقة لعبك مع الثقة بأن ذلك هو السبيل لتوسيع نطاق المهارات الفردية واحتمالات النجاح، وهو أيضا أفضل ترياق لإيقاف الخصم. إنهما فريقان يعتقدان في طريقة عملهما ولديهما مشروع طموح، لو نجح قد يحملهما إلى قمة الكرة الأوروبية.

لقد استطاع أنطونيو كونتي وزيمان الفوز ببطولات الدوري في الموسم الماضي (الدرجة الأولى والدرجة الثانية) بشكل غير متوقع بفضل اللاعبين المتحمسين والفعالين وبفضل أفكارهما في اللعب. وبهذا المفهوم ارتفع مستوى اللاعبين وتحسنت مهاراتهم وثقتهم بأنفسهم وعقليتهم. ولكن للأسف مباراة مساء السبت الفائت استمرا فحسب 3 - 4 دقائق، ثم ضرب إعصار السيدة العجوز لاعبي فريق روما الذين وقفوا مذهولين أمام ما يحدث. كل ذلك حرم عشاق كرة القدم الممتعة من قضاء أمسية كروية كان من الممكن أن تصبح فريدة من نوعها.

والآن بات زيمان هدف الانتقادات، ولكن هل المدرب هو فعلا سبب المشكلة في فريق روما؟ لا أعتقد ذلك. المشروع الخططي الطموح يتحقق فقط إذا حظيت بالصبر وكذلك بلاعبين متحفزين تماما للبحث عن التفوق ومؤثرين في المشروع الخططي للفريق، وبعد ذلك فحسب أصحاب موهبة أيضا. زدينيك هو أستاذ لكرة القدم، انظروا إلى إنجازه الأخير مع فريق بيسكارا في الموسم المنصرم، ولكنه ليس ساحرا. كرة القدم الشاملة تتطلب لاعبين يجيدون القيام بالمرحلتين (الهجومية والدفاعية) ويعرفون كيف يوجدون في موقف إيجابي سواء والكرة بين أقدامهم أو دونها بطريقة تجعل خطوط الفريق دائما متقاربة ومتماسكة وبإمكانه العمل على أفضل وجه. ويتعين على الـ11 لاعبا المشاركة في اللعب بسخاء وإدراك لواجباتهم.

ربما لم يكن الوقت كافيا لتعلم كل ذلك بالنسبة لفريق روما، ومن المحتمل أن بعض اللاعبين ما زالوا في حاجة إلى الخبرة، وقد تكون الحالة البدنية للفريق ليست ممتازة، ولكن هناك أيضا بعض اللاعبين الذين ليس بمقدورهم ولا يمتلكون السمات اللازمة لتقديم كرة قدم تعتمد على الحركة. قد يتعين على دي روسي وتوتي الوجود في المراكز المفضلة بالنسبة إليهما، غير أن أسلوب اللعب هو الطريق السليم للنجاح كما يؤكد فريق اليوفي وأفضل التجارب خلال الـ20 سنة الماضية. لقاء السبت الفائت ينبغي أن يكون بالنسبة لفريق روما كالدرس التحضيري، بينما بالنسبة لأبناء السيدة العجوز هو تأكيد على عمل غير عادي يقدمه فريق يوفنتوس خلال تلك الفترة.

لقد كان اليوفي متماسكا ومنظما ومرتبا مع إدراكه لكل المعارف الخاصة بكرة القدم الحديثة. أبناء كونتي كانوا يعلبون عن ظهر قلب ويستمتعون ويثقون بأن طريقة لعبهم سترافقهم وتؤيدهم. وقد يشكل هؤلاء اللاعبون اليوم الوحدة الجماعية الأكثر أهمية وحيوية في أوروبا. وعلى الناحية الأخرى من ملعب مباراة السبت الفائت كان هناك مجموعة من اللاعبين لم يصلوا بعد إلى مستوى فريق كرة القدم. وعليه بالطبع لم تكن هناك مباراة! على أية حال، في اليوم الذي سيعمل فيه لاعبو روما بنفس التزام اليوفي ويتعلمون كيف يهاجمون ويدافعون بشكل جماعي دائما في ظل وجود كل عناصر الفريق الـ11 في أماكن إيجابية سواء بالكرة أو دونها، حينها سيقدمون هم أيضا عروضا كروية ممتعة ويحصدون نتائج غير متوقعة مثلما حدث مع لاعبي اليوفي بقيادة كونتي وفريق بيسكارا بقيادة زيمان من قبل.