محترف واحد (احتياط) لا يكفي!

TT

بفوارق مختلفة فنيا وعناصريا سيكولوجيا وتصنيفيا يلتقي منتخبنا الوطني الأول منتخب الكونغو ضمن أيام الفيفا الأحد المقبل بأهداف مختلفة وطموحات شتى! وطنيا (سعوديا) رايكارد أعد العدة للمواجهة الودية (الوسطية) بكل شيء بمعسكره المقام بمدينة الـ3 ملايين نخلة (الأحساء) شرق السعودية، من جهتنا ودية كالكونغو وسابقاتها مهمة بالشأن (الخليجي) ومن ثم (الآسيوي) المقبلين ابتداء من بداية 2013، قاريا وضعت القرعة منتخبنا بمجموعة الموت-الحديدية مع منتخبات العراق والصين وإندونيسيا وبجولة سريعة بتصنيف تلك المنتخبات نجدها تقع بالإطار (الثمانيني) عدا إندونيسيا التي تتعدى ذلك بمراحل (قد) لا نبتعد عنها (والله لا يجيبه من يوم)!!

منتخب الكونغو الذي سنلاقيه وديا مسن تصنيفيا (ثمانيني) أيضا، العراق والصين معروفان قاريا ولكن الخوف من أن يأتيك منتخب كإندونيسيا بمفاجأة لا يعمل لها حساب.. كل شيء متوقع بعالم مزاج الكرة المتقلب!

رايكارد الذي جدد الاتحاد السعودي لكرة القدم الثقة فيه أكثر من مرة كتأكيد على أهمية الاستقرار الفني للمنتخب وإعطاء المدرب الوقت والفرصة لإخراج كل ما لديه وهذا ليس موضوعنا، ما يعنينا بالتشكيل المتغير كل مرة هي الاستراتيجية فقط التي يتم من خلالها اختيار الأسماء، ففي الوقت الذي يؤكد فيه رايكارد أكثر من مرة على مسألة التواصل والشفافية بين الأجهزة الفنية والإدارية والطبية بالمنتخب ونظيراتها بالأندية نجد أسماء تنضم ومن ثم يتم استبعادها بحجة الإصابات، وأستغرب عن مسألة الاستكشاف المتأخرة؟!!

تشكيلة منتخب الكونغو تضم بين طياتها محترفين بإنجلترا كوست هام وفرنسا وألمانيا واندرلخت البلجيكي وتونس بمعنى مجموعة محترفين بدوريات (لها صوت) بالمقابل كم محترفا لدينا؟! إنه محترف واحد أسامة هوساوي و(احتياط) بفريق اندرلخت البلجيكي ومنذ ضمه لم يلعب سوى مباراتين حتى أن الفريق يفكر بالاستغناء عنه مقابل مبلغ مالي كبير وبالوقت نفسه اللاعب يطالب بقيمة عقد كبيرة وهو الذي انتقل للفريق البلجيكي بمبلغ (زهيد) ولا يكاد يذكر ليحترف خارجيا!!

أستغرب ممن يستغربون من وضعية منتخبنا كتصنيف عالمي وتراجعه المستمر!! ولا أدري لأي درجة مئوية سنصل؟! ومن تدهور نتائجه وخروجه المخجل وتفكير قائمة المؤثرين كرويا فيه بهذا الشكل؟! أسامة هوساوي ما هو سوى نموذج من نماذج كثيرة لمسميات من جوانب أخرى كالتدريب مثلا، فسامي الجابر الذي انتقل للجهاز الفني بأوكسير الفرنسي أيضا مدرب (مستمع) بالمعنى بالمتعارف عليه، أو بمعنى أصح احتياط (على الركن)، ومن دون عقد موقع، ومع ذلك (المطلوب) والمهم في الموضوع يكون لدينا محترف خارجي حتى لو من دون صفة أو (جدوى) رسمية، وما فائدة تلك (الوجهنة) و(الفشخرة) والزوابع الإعلامية التي تصاحبها إذا لم تكن تستند على أسس فنية صحيحة أو جدوى حقيقية وتكون داعمة للعنصر نفسه ولكرة بلاده، أعتقد أن تجربة الاحتراف الخارجي أثبتت فشلها لدينا بكل اقتدار نتيجة الفكر الخاطئ والاختيار المتسرع والبحث عن واجهة (تمكيج) الواقع الذي نحن فيه! وباختصار، أنا ممن يؤمن بأن تجارب الاحتراف الخارجي الأخيرة لدينا أصبحت مجرد جسر (كوبري) لإعادة (المنتج المحلي) لمكانه الطبيعي محليا ولما هو أسوأ مما كان عليه، العبرة بمن يتعلم، ويبدو أن (الاستثناء) لم يتجاوز أحدا! مع الأمنيات لمنتخبنا بالتوفيق وتحقيق النتيجة والمستوى المطمئن لمستقبل أفضل بالاستحقاقات المقبلة خليجيا وآسيويا!

[email protected]