بين التمرس والطموح «المقعد سعودي»!

TT

حجزت الكرة السعودية لنفسها مقعدا مضمونا وثابتا كطرف في النهائي الآسيوي الكبير بدوري أبطال آسيا وضربت موعدا مؤكدا مع تفاصيل جزئيات نهائي القارة الصفراء التي شاحت بوجهها المنهك المتعب بعيدا سنوات من جراء الإعياء الشديد الذي شهدته كرة إحدى دول غربها (السعودية) التي تراجعت كثيرا السنوات الأخيرة مخبرا ومظهرا أندية ومنتخبات، غير أن بشاير خير باتت تلوح حاليا بالأفق القاري المتسع بغية إحداث تغيير ولو طفيف على الجين الخارجي (الدولي)، شمس الآمال بدأ ظهورها على الصعيد الجزئي الروافد المغذية لعمل المنتخبات (الأندية) والأكيد والمفيد أن ترجمة عمل الأندية وترجمان بنائها ونجاحها سيصبان في مصلحة الوطن والممثلين له كل المنتخبات والتي ستجتمع تحت معطفه الكبير!

منتصف الأسبوع الجاري ستلتقي الواجهتان المشرقتان (آسيويا) والممثلان العملاقان اللذان شرفا كرة بلادهما حتى الآن بدوري القارة الاتحاد والأهلي في لقاء ذهاب الدور نصف النهائي والذي يقف على ضفته المقابلة بودنيكور الأوزبكي وأولسان الكوري الجنوبي و«آه» وأعوذ بالله من كلمة «لو» لو تأهل الهلال بديلا عن ممثل كوريا لكنا امتلكنا حظوظا أكبر في النهائي!

وبنظرة شبه تكاملية (بصراحة) كتمرس وحضور قاري وتعود على أجواء مباريات دوري الأبطال الآسيوي كل عام مع ما تحتويه من ضغوطات وتحديات الاتحاد بمقابل الأهلي المقبل بقوة والرغبة بإثبات الذات وجدارة الوصول لهذا الدور وتتويج العطاء الفني المميز من بداية الموسم للآن! أتحدث عن التاريخ كعدد مرات مشاركة وتحقيق اللقب ووصول!

فنيا فمن وجهة نظري أن كلتا الكفتين متساوية خاصة أن أدوات «ترجيح» الكفة أو حتى «ميلانها» تكاد تكون واحدة! وإن اختلفت اللهجة الذهنية التدريبية للمدربين «الموفقين» حتى الآن في قيادة قطبي عروس البحر جدة لبر الآمال العريضة، فالإسباني «كانيدا» والتشيكي «غاروليم» ينتميان للمدرسة الكروية الأوروبية وإن فرقتهما المسافات إلا أن الصبغة واحدة والمركب الكروي الكيميائي هو نفسه!

اتحاديا الأنباء لا تزال تلوح بغياب «العريس» نايف هزازي عن الديربي الآسيوي في مقابل تضارب الأنباء حول مشاركة السفاح فيكتور سيموس بداعي الإصابة، الفريقان أغلقا التدريبات منذ وقت مبكر في وجه الإعلام والجماهير بداعي الإصابة، وربما كانت «أنباء الإصابات» لدى الطرفين لعبة إعلامية لا أساس لها المراد منها التضليل فقط!!

مع مطلق تطلعاتنا للقاء كروي كبير فالواجهة آسيوية والصيت سعودي والمنظور قاري والمأمول الارتقاء بمخرجات الكرة الخضراء وتحسين مظهرها ولا ننسى التذكير بضرورة الارتقاء بمفهوم المنافسة بين الفريقين فنيا ومظهريا كونها مباراة متابعة على المستوى القاري بعيدا عن الشحن والتوتر وتشويه مظهر مباراة عائدها الصحي لصالح الكرة السعودية أولا وأخيرا!

ولا ننسى أن البدايات مهمة دائما (فالأولات الروابح) كما يقولون، وكثيرا ما تؤثر مباريات الذهاب على سيناريو الإياب تؤثر سيكولوجيا على عناصر الفريقين بالسلب أو الإيجاب، تؤثر على خطط المدربين وتعيد لخبطتها ومن ثم ترتيبها وتشكيلها باتجاه الناتج المطلوب، ولا أشك ولو قليلا أن إدارة الفريقين سواء الأهلي الأمير فهد بن خالد أو الاتحاد المهندس محمد الفايز عملتا على تجهيز كل التحضيرات المطلوبة غير أن أمورا أخرى «قد» تحضر وتعمل على تحوير مسار النقاط لجهة ما لها علاقة بالتوفيق و«ربما» الخبرة و«الأكيد» الروح والحماس وقبلهما الثقة بالنفس!