يا ليتها ما كانت!

TT

يوم تأهل فريقا الاتحاد والأهلي السعوديَين لنصف نهائي دوري أبطال آسيا تباينت مشاعرنا بين الفرح، لضمان بطاقة عربية سعودية في المباراة النهائية، والإحباط لأننا سنخسر واحدا منهما.. وللأمانة فأنا شخصيا لم أتوقع أن يصل الشحن النفسي والمعنوي والجماهيري بين الطرفين إلى هذه الحدة، بعدما ساهم بعض «الزملاء»، من حيث يدرون ومن حيث لا يدرون، في زيادة النار لهيبا.

الأكيد أن البعض تسلحوا بشعارات الحب لناديهم، وحملوا أقلامهم ومحابرهم، بارزوا بها من يقفون في الصفوف المقابلة، فصرنا بين مبارزين وساحات وغى، وحتى تصفية حسابات، وزاد الطين بللا الخطاب المسرّب من الاتحاد السعودي للاتحاد الآسيوي (حتى لو كان بحسن نية)، ثم مسألة العمد في مناطق جدة، الذين تحولوا لموزعين لبطاقات دخول الملعب نيابة عن نادي الاتحاد، وسمعنا عن موقف حازم تجاه هذه الخطوة، لأن العمد لا يتبعون لرعاية الشباب أساسا بل لوزارة الداخلية.

ألم يكن بالإمكان أن نترك الأمور تسير على طبيعتها ذهابا وإيابا حسب قوانين الاتحاد الآسيوي الذي يلعب الفريقان تحت مظلته في هذه المباراة؟ ولماذا نحب دائما أن تتم معاملتنا بأشكال مختلفة عن القوانين التي ساهمنا بشكل أو بآخر في صياغتها طالما نحن جزء من منظومة الاتحاد القاري؟

ألم يكن ممكنا أن نترك البطاقات تباع بطريقتها الآسيوية المعتادة حتى لو وصل بعضها لمشجعي الأهلي، لأن بيوت جدة أساسا فيها من نفس العائلة من يشجع الأهلي ومن يشجع الاتحاد، وما زلنا نتذكر أنه في الموسم الماضي كان إبراهيم هزازي أهلاويا يواجه شقيقه نايف في الاتحاد!

طالما الأماكن معروفة، فلن يكون سهلا على مشجع أهلاوي أن يجلس بين الاتحاديين، والعكس سيكون صحيحا في مباراة الإياب، وكما تدين تدان، والمسألة أبسط من أن يتم تعقيدها بهذا الشكل لتصبح قضية كبرى ينشغل بها الجميع، بدلا من انشغالهم بالمستوى الفني الذي نتوقعه في المباراتين.

حتى بعض المهمين في الناديين وجدوها فرصة لزيادة أعداد متابعيهم على «تويتر» (الفولورز) بإشعال حروب صغيرة بين بعضهم، ناسين أو متناسين أن جمهور كرة القدم عاطفي بامتياز، وأن النكتة قد تشعل فتيل معركة، فما بالكم بشتيمة؟!

شخصيا لن أكون أهلاويا أكثر من الأهلاويين، ولا اتحاديا أكثر من الاتحاديين، ولكني أقول لبعض الزملاء (الإعلاميين): «اتقوا الله فيما تقولون وما تكتبون، وفكروا أبعد من أنوفكم قليلا.. فكروا بالمصلحة العامة بمنظورها الأكبر وليس بالمصلحة الشخصية بمنظورها الضيق».