الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن الإفلات بالصدارة

TT

الوقت لا يزال مبكرا للحديث عن الإفلات يتغير المدربون على المقعد ويتبدل اللاعبون داخل المستطيل الأخضر ولكن لا تتغير عادات فريق يوفنتوس الإيطالي الذي يستمر في تحقيق الفوز والبقاء منفردا على قمة جدول الدوري المحلي بأفضل خط هجوم وبأفضل خط دفاع وبأفضل نتيجة فوز تحققت حتى الآن على فريق نابولي الذي عاد إلى المركز الثاني محليا بعد ثلاث جولات نازع فيها فريق السيدة العجوز على القمة بسبب هذه الخسارة الثقيلة الأولى له في الدوري.

يحتفل اليوفي ويستمتع لاتسيو الذي تمكن أولا من إذلال الميلان بثلاثة أهداف ثم واجه خطر ردة الفعل القوية للعائد أليكساندر باتو ورفاقه، إزاء الهزيمة الخامسة التي يتعرض لها فريق ماسيمليانو أليغري في آخر ثماني مباريات، على الرغم من تأكيد الثقة في مدرب الفريق. حالة تقليدية لمقعد متزعزع ولكن أدريانو غالياني لا يتوقع وجود بدائل حاليا.

من أنطونيو كونتي إلى ماسيمو كاريرا ومن كاريرا إلى أنجيلو اليسو، لا يعد، على العكس، مقعد مدرب يوفنتوس فحسب مجرد تناوب إجباري بين مدربين الفريق بل هو أحد أسرار هذا اليوفي الذي وصل إلى المباراة رقم 47 دون هزيمة في الدوري المحلي.

وخلال لقاء نابولي الفائت لم يشعر لاعبو اليوفي بالرعب سوى في الشوط الأول من كرة ثابتة لعبها كافاني وانتهت في العارضة، فقد استطاع لاعبو حامل اللقب الإيطالي خلال دقيقتين فحسب تحويل تعادل سلبي متوازن إلى فوز مثير بثنائية نظيفة، بفضل لاعبين كانا حتى دقائق قليلة سابقة يجلسان على مقعد البدلاء خلف أنجيلو اليسيو: تصويبة بالرأس لكاسيريس، الذي دخل إلى الملعب بدلا من أسامواه، وتسديدة بالقدم اليسرى لبوغبا، الذي نزل إلى الملعب في مكان أرتورو فيدال، وتم تفعيل اللعب عن طريق آخر عضوين تم تسجيل أسمائهما في جمعية هدافي اليوفي لهذا الموسم، والتي بعد ثمانية لقاءات في الدوري المحلي وصل عدد أعضاء إلى 12 لاعبا، وهو ما يزيد بواحد عن عدد لاعبي فريق بأكمله وأقل بثمانية لاعبين فحسب عن رقم البطولة الفائتة القياسي (20 لاعبا).

إن ما يقدمه اليوفي حاليا هو الدليل على أن وج,د هداف، مثل إبراهيموفيتش أو إدينسون كافاني أو ميروسلاف كلوزه، بين صفوف فريقك ليس كافيا للابتعاد عن الملاحقين، وهذا لأن كرة القدم لعبة جماعية الأكثر أهمية فيها هو وجود تنظيم كبير به الكثير من البدائل، وبشكل خاص في الدوري الإيطالي من المهم امتلاك أفضل خط دفاع.

دون ما يطلق عليه «اللاعب الكبير» وعلى أي حال دون الاعتماد على إنتاج المهاجمين، حيث إن أفضل هدافي اليوفي هما جيوفينكو وبيرلو برصيد ثلاثة أهداف وهو ما يعادل نصف ما سجله كافاني، استطاع فريق السيدة العجوز حفر لأول مرة أخدودا مهما، أيضا على المستوى النفسي، بين المركز الأول والثاني الذي يشغله أكثر منافسيه اعتمادا. وعلاوة على ذلك حصد اليوفي أيضا نصف نقطة لصالحه في حال انتهاء الدوري بتساوي الفريقين في عدد النقاط، إلا إذا خسر يوفنتوس لقاء العودة أمام نابولي نتيجة أكبر من 2-0.

إذن بات من السهل حاليا الحديث عن هروب فريق السيدة العجوز بقمة الدوري، أو على أي حال عن بطولة محلية متجهة ناحية فقدان الاهتمام. من السهل فعل ذلك غير أن خطأ، لأن نابولي تحديدا أثبت لتوه أنه قادر على اللعب بقدم المساواة مع حامل اللقب المحلي، حتى وإن كان لم يتمكن من تعميق الكرات أو الاستفادة من الاحتياطيين على مقاعد البدلاء، بدءا من إنسيني. ولكن هذه الهزيمة بإمكانها أن تقدم يد العون، لا سيما إذا احتفظ والتر ماتزاري بطمأنينته الرائعة التي ظهرت في تصريحاته عقب المباراة. هذا على الرغم من أن لاتسيو، الذي حلّق عاليا مؤخرا مثل نسر أكويلا الأوليمبي وبات الآن على بعد نقطة واحدة من نابولي، ربما لن يقنع بالمركز الثالث.