«خبرة الاتحاد».. تقرب المسافة!

TT

بغض النظر عن الطريقة التي أحدث بها هزازي (نايف) كينونة هدفه القضية باليد أو الرجل أو ببركة «النواصي والأقدام» أو تقدير الحكم القطري عبد الله البلوشي، فإن نقاط الذهاب ذهبت مجتمعة للاتحاد، والاتحاد في عرف آسيا صاحب دار وقرار وبطل شبه موسمي كحضور، وكسجل ذهبي تكفي الخبرة العريضة التراكمية التي يمتلكها بالشكل الذي يؤهله وبجدارة للبقاء ضمن محيط كبار القارة وسادتها!

لن أطيل المديح بحسن الاتحاد، كونه تفوق في حصة الذهاب بـ0/1 على شقيقه الأهلي، وهو الهدف الذي اختلف البعض حول شرعيته ومشروعية تسجيله ضمن الأهداف القانونية، لكنه احتسب بتقدير وتوقيت الصافرة القطرية، وأبصر النور بالسجلات القارية، فضلا عن هدف آخر سقط من تقدير ورؤية الحكم كآخر ورقة خريف موسمية، علما بأن تساقط أوراق الخريف تحكيميا عادة عالمية «يسعودها البعض» بشكل انتقائي صعب العدول عنه! كان الله في عون حكامنا، فعلى الرغم من أخطاء الأجانب فإن العين عليهم فقط!

برأيي ما دامت الظروف مجتمعة هي ذاتها إيابا، وإن احتسبت المباراة على أرض الأهلي، فإن «الخبرة التراكمية» الاتحادية ستكون الفاصل، عطفا على سنين المشاركة والتمرس، وقياسا عليها سنين الغياب والجفاف الأهلاوية قاريا!

فنيا، التنبؤ المبكر «بمزاج» كرة الاتحاد والأهلي أشبه بالتنبؤ بطقس لندن المتقلب، غير أن نواحي أخرى بإمكانها إعادة التوازن وخلط الأوراق مجددا، فلو أحرز الأهلي هدفا مبكرا وآخر ستعود الحياة للاخضرار من جديد بالبيئة الأهلاوية، ما لم يستمر الاتحاد في التماسك والثقة المستمدين من واقع خبرته العريضة بآسيا وفرقها وكيمياء التأهل والقفز على الحواجز!

كنواح سيكولوجية، الاتحاد كان بطلها ونجم شباكها، ومع هدف (البركة) الأصفر لربما زادت في مقابل جرعات الضغوط النفسية الأهلاوية بغية تعديل الكفة، فلا أكثر ولا أهم من حالة الرضا و«السلام الداخلي» لدى عناصر الاتحاد والاطمئنان متى ما استمر الفريق في تصعيد موقفه الإيجابي من هذه البطولة وتفعيل خبرة السنوات وتعويض ما فات!

ومباراة الأربعاء المقبل بين الفريقين يجب أن تكون استمرارية للتعاطي المثالي كحالة تناول داخل الملعب أخلاقيا وتعاونيا وأخويا عطفا على أن الفريقين ممثلان للكرة السعودية قاريا، أما فنيا فإننا نهيب بالفريقين الارتقاء بمستوى الأداء بالشكل الذي يشجع على تشكيل نويات طموحات وآمال مبكرة في اللقب عطفا على أن الصورة تكاد تكون شبه محسومة كمقابل وطرف بالنهائي لكرة شرق آسيا من خلال أولسان الكوري الذي تفوق على نظيره /3!!

بصراحة، لقاء الذهاب كوضع فني كان مملا للغاية وفقيرا فنيا لدرجة الاكتئاب من حالة الغياب الثنائي عن المشهد المعتاد كتنافس محلي ثنائي ضدي بالمسابقات السعودية، لدرجة جعلتني أتخيل منتخبنا المتعب (فنيا) ينازل ظله المنهك (معنويا)، وهما وجهان لعملة تدني المستوى الفني والأداء المنتظر والمطلوب من فريقين «قدر» أحدهما سيرتقي به لنهائي القارة وتمثيل آسيا، وكيف لا يكون و«المقابل» منتظر أن يكون ندا قويا وخصما مجمل القراءات الابتدائية تدلل على صعوبته في حال تأهله رسميا، (أولسان) ممثل كوريا وشرق القارة التي سحبت البساط والقوة و«العصمة» الآسيوية من كرة الغرب التي باتت تغير من أبطالها بسرعة عقارب الساعة وزمن لعبة الكراسي الموسيقية؟!

أنقذونا يا أبطال الكرة السعودية بفريق «يحترم» قاريا ويشجع على الحضور عالميا في أكبر التظاهرات!