الميلان لا يحتاج الموهبة فحسب

TT

انتزع الميلان التعادل الأخير بأظافره في إحدى مباريات النجاة الكثيرة التي يتعين عليه مواجهتها في الدوري الإيطالي. ومن يعتقد أن هذا إنجاز سيئ يرد السوء بالفريق الذي سطر التاريخ الكروي للربع الأخير من هذا القرن باتخاذ أهداف غير واقعية. ويمكن لهذه المهمة المحدودة أيضا، المناسبة لقدرات الفريق، أن تثير الحماسة إذا لم نرض بعام من المرحلة الانتقالية والأخطاء. شريطة أن نحد من الأخطاء التي حدثت في الشوط الأول من مباراة باليرمو، في ظل الدفاع الضعيف بخمسة لاعبين وعدم القدرة على الضغط على الخصم من دون توفر حلول علاوة على غياب مخيف للتفاعل في الملعب والأفكار والاندفاع. ولقد حصد الأداء الجيد لفريق باليرمو في أول 45 دقيقة النتيجة الجيدة وشكر خصمه.

وأيدت حكم عهد مضى، ولكنه حاضر دائما في الأذهان، أن ثلاثة أرباع الفريق نجح في إنقاذ الميلان مع حارس كبير ولاعب قلب هجوم ممتاز، وساهم ظل باتو وصد أميليا بشكل حاسم في دفع الميلان كله من نافذة طابق مرتفع، ولكن بالأسفل وصل مونتوليفو ليبسط له سجادة النجاة مثل أبطال رجال الإطفاء بهدف مثل أنبوب الأكسجين الذي أهدى للميلان الحياة من جديد.

واضطر أليغري بكل سرور إلى قلب الخطة (للنهوض) بإخراج باتو الثابت وإدخال بويان، الذي لم يكن أبدا ظاهرة، ولكن مهاجما جيدا بالتأكيد ونشط بشكل خاص. ومن أجل إظهار ذلك يتعين على المهاجم الشاب لعب خمس أو ست مباريات متتالية، كما كان ذلك مناسبا للمهاجم ستيفان الشعراوي في العام الماضي. كما دفع المدرب أليغري بالهولندي إيمانولسون في محل فلاميني الأقل نشاطا منه. واستخدم أليغري أيضا المهاجم باتزيني في محل مدافع عديم الفائدة. ومن ثم استعاد الميلان الركض والدفاع العالي والرغبة في البقاء على الأقل.

ولم يكن التعادل مضمونا على حد المساواة، ولكن بدا قابلا للتصديق مع كل دقيقة مضت من المباراة. ونجح الفذ الشعراوي في تحقيقه بتسجيل الهدف السابع له في هذا الموسم مع الإلهام المطلق لهذا الموسم، وهو أمر منصف. ولكن يبقى الميلان في المرتبة قبل الأخيرة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي من حيث عدد اللاعبين الذين نجحوا في تسجيل أهداف، وهم أربعة لاعبين فقط. أما عن باقي الفريق فيعمل قليلا وبشكل سيئ.

وبعد مرور 70 يوما من الموسم، من الحماقة أن نتحدث بعد عن فريق الميلان الذي يبحث عن هويته بعد الاستغناء عن أقوى اللاعبين في الصيف الأخير. وليس هناك تشكيلة جديرة بهذا الاسم تنزل إلى الملعب من دون أفكار جيدة حول كيفية اصطياد الكرة بغض النظر عن الأفراد. ومع هذا الفريق (علاوة على مائة مليون يورو إجمالي رواتب أكثر بكثير من خصوم الأمس) يتعين على المدرب تقديم المزيد.

وعلى هذا النحو خسر المدرب غاسبريني وفريق باليرمو فرصة مهمة، ولكن كان على الفريق بذل المزيد عندما كان يعاني في الملعب. وهكذا هي كرة القدم في عمق ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي.