أخيرا عثر يتامى مورينهو على قائد لهم

TT

كانوا يقولون إن اليتامى الأكثر حاجة للتعزية يتصلون بمورينهو من مركز تدريب الإنتر في بنيتينا ثم يمررون الهاتف الجوال إلى خليفته كي يستمع لنصائحه. إنها أساطير ربما، لكن المؤكد هو أن جمهور الإنتر، في العامين الأخيرين، عانى بصورة لعينة إيجاد هويته في قائد جديد، بينما الجميع متوقف بصورة عاطفية عند دموع مورينهو في استاد بيرنابيو بعد الفوز بدوري الأبطال، وعند ليلة الثلاثية المجيدة. الشعور القوي هو أنه قد حان الوقت لإزالة الحداد. الشعور القوي هو أن جمهور الإنتر، بعد مباراة يوفي - إنتر الأخيرة (1-3)، مستعد للقبول، بالإجماع، القيادة الشابة لأندريا ستراماتشوني. يحظى المدير الفني بإعجاب الرئيس موراتي، الذي يتحدث عنه في كل مرة بفخر الأب عن الابن البارع، ويحظى بإعجاب الجماهير لأنه يتجه أسفل مدرج رابطة المشجعين في ملعب الميلان ويدقق حساب دروع الدوري التي حصل عليها اليوفي. ويعجب الشباب لأنه يتحدث نفس لغتهم ويتصرف بنفس طريقتهم الشبابية، وتدرب على ذلك عبر التشجيع بين الشباب. ويعجب كذلك الأجداد لأنه يحمل وجه الحفيد البارع الذي تمكن من إنجاز المهمة دون نصائح أو وصايا، بينما هو في ثياب المدرب على مقعد البدلاء يشبه المصرفي في أول يوم له على الشباك. ويعجب لاعبيه خاصة. كان هذا هو العمل العظيم الحقيقي، والاستحواذ على مجموعة لاعبي الثلاثية الشهيرة، الذين لم يهضموا حتى مدرب كبير مثل بينيتيز، وحضر المدرب الإسباني قائلا: «سنحاول اللعب أفضل وإلى الأمام». أفضل من مورينهو؟ نحن من فزنا بكل شيء؟ إلى الأمام أكثر؟ نحن من فتحنا العالم بالانطلاقات العكسية السريعة؟ كذلك أيضا الأشياء الجديدة التي علمها لهم غاسبيريني لاقت أزمة رفض. بينما ستراماتشوني الشاب قد دخل بين أولئك اللاعبين مثل احتياطي يبلغ من العمر 25 عاما في الجندية. «هذا سنأكله»، هكذا اعتقد اللاعبون القدامى في بنيتينا. كان يريد تلقين كرته الهجومية الخاصة به، ورسم على لوحة الشرح طريقة 4 - 2 - 3 - 1. بعدها تلاءم مع عادات فريق، لا يعشق التدرب الكثير على عاتقه ويفضل أن يكون لديه الكثير منه للانطلاق مجددا. وجهز طريقة 3 - 5 - 2 التي تضمن أقصى تغطية، وأكد الأقدميات الخالدة لزانيتي وكامبياسو. بدا هذا للبعض استسلاما وإنكارا لأفكاره الخاصة. وعلى العكس، بينما كان يفوز من خلال كرة فريقه المفضلة، كان يربي كرته الخاصة في بنيتينا، في انتظار اللحظة المناسبة لإطلاقها. في ظل الانتظار، يوما بعد يوم، اكتسب تقدير الكتيبة وبذكاء وجد المفتاح للحصول على أقصى استعداد من جانب اللاعبين، بخلاف ما تم مع بينيتيز وغاسبيريني. وفي الواقع، معه، قبلوا اللعب بالدفاع بثلاثة لاعبين، وحينما أمر «في تورينو، سنهاجم بثلاثة رؤوس حربة ونقدم مباراة»، لم يرفع أي من الحرس القديم يده. كان الساحر يخبر بيتشيكلي مرارا وتكرارا «أنت أفضل من غارينشيا». وكان مورينهو يصل إلى قلب إيتو لإجباره على القيام بدور الجناح. حصل ستراماتشوني على أقصى تضحية من بالآسيو وميليتو وزرع أول إعلان في قلب الإنتر وقال: «سنقدم المباراة في ملعب حامل اللقب». أطاعه الفريق، وتقدم أمتارا، والآن يعلم أنه يمكنه القيام بذلك مع كل الفرق لأنه فعله مع الفرق الأقوى. وهكذا، يغير ستراماتشوني، في صمت، عادات المنزل من أجل فرض كرته الشجاعة الخاصة به. نادي الإنتر يثق بهذا الشاب المنحدر من روما ويعمل أكثر من أي منتم لميلانو، ويمكنه فك ألغاز فريق فاسلوي عن ظهر قلب لأنه درسها كما لو كان ريال مدريد. في ذات يوم، جذبت السيدة إرمينيا زوجها أنجيلو موراتي، رئيس نادي الإنتر السابق والتاريخي، إلى مدينة تستاتشو بروما، حيث كان فريق أمبروزيانا متسيدا للمشهد ونقلت إليه العدوى التي أدت بعدها إلى شراء نادي الإنتر، وبالتالي فجر سيرة مجيدة. لا شيء غريبا إذا كان فريق ماسيمو، ابن أنجيلو، لديه إمبراطور من روما اليوم.