هذا اليوفي رائع.. وعلى الميلان تحديد طريقة لعبه

TT

في دوري أبطال أوروبا تعادل الميلان وفاز اليوفي ولكن هل تلك النتائج ستكون كافية لعبور الفريقين من هذه المرحلة؟ مباراة الميلان أمام ملقة لم تؤكد على التحسينات التي شهدتها لقاءات الفريق الأخيرة المحلية وأثارت القلق. لقد أظهر أبناء اليغري الالتزام والرغبة في الفوز غير أن ذلك لم يكن مدعما بلعب ذي مستوى عال. صحيح أن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لمنح الاستمرارية والخبرة إلى اللاعبين الشباب الرائعين أمثال الشعراوي ودي تشيلو وبويان؛ وكما ينتظر الجميع عودة باتو وروبينهو وبواتينغ إلى مستواهم المعهود فمن المتأمل أيضا أن يحدث اندماج سريع لكل من كونستانت ودي يونغ وباتزيني مع الفريق. ولكن أكثر ما يثير القلق هي الصعوبة التي يواجهها المدرب في منح الإرشاد (طريقة اللعب) الذي يساعد أبناء فريقه. اللاعبون ليسوا هم من يتعين عليهم مساعدة طريقة اللعب، واليوم أكثر من الأمس ينبغي على طريقة اللعب منح الشخصية التلقائية والأمان إلى مجموعة اللاعبين الذين يجدون صعوبة في التواصل والانتشار بشكل جيد داخل الملعب. إن مهمة اليغري صعبة نظرا لأن الميلان منذ فترة وهو يسلك طرقا مختلفة، كان يتعين على اللاعبين حل المباريات بشكل مرتجل للغاية وتقديري. أما اليوم يحتاج الأمر إلى فريق جماعي ومرتبط ومتآزر؛ وهو الشيء الذي بإمكان اليغري فحسب من خلال عمل مهم منحه للفريق.

لاعبو الميلان يحتاجون في المرحلة الدفاعية إلى أن يكونوا أكثر تقاربا في المسافات حتى يتمكنوا من تنفيذ المراقبة والضغط ومضاعفة الجهد، مقدمين بذلك العون إلى جميع عناصر الفريق. أما في المرحلة الهجومية فيتعين عليهم أن يكونوا أكثر قربا واتصالا، مستغلين أوقات اللعب المناسبة والاستحواذ على الكرة والمرونة. هكذا فحسب سيكون بإمكان الميلان التحول من مجموعة لاعبين إلى فريق حقيقي مستفيدا من تضافر عناصره. الطريق نحو التأهل للمرحلة المقبلة من دوري الأبطال ليس مستحيلا، على العكس سيعتمد الأمر فحسب على كيفية تقديم الفريق لكرة قدم أكثر جماعية.

أما اليوفي، فقد سحق نظيره الدنماركي نورسيلاند بفضل الاعتماد على طريقة لعب صلبة والاستمرار في الضغط والضراوة والاستحواذ على الكرة وسيولة المناورة. يا له من اختلاف كبير بين مباراة الذهاب حيث كان يبدو نورسيلاند فريقا جيدا بينما كان عدد قليل من لاعبي اليوفي يصلون إلى درجة القناعة في الأداء. أما الأربعاء الماضي فقد عاد فريق السيدة العجوز إلى أداء الموسم الماضي حيث اللعب الغني بالكرات السخية والمبادرات. أبناء كونتي، على طريقة الرجال الأذكياء عرفوا كيف ينتقدون أنفسهم بعد الهزيمة التي تعرضوا لها في الدوري المحلي على يد الإنتر، وعلى الفور قاموا برد الفعل المناسب. مؤخرا، في ظل غياب كونتي عن حضور مباريات الفريق، كان يبدو أن اليوفي قد تحول إلى فريق إيطالي نمطي، يحصل على أقصى شيء بأقل مجهود. أعتقد أن لاعبي اليوفي قد استوعبوا الدرس جيدا وأنهم سيعودون لتقديم كرة القدم الرائعة التي يتميزون بها. هذا اللعب الجماعي سمح لليوفي بإخفاء الفواصل وإظهار مهارات اللاعبين. لقد شيّد المدرب آلة حربية رائعة، الجميع فيها ملتزمون بتنفيذ السيناريو المطلوب منهم، وبعدها أية نتيجة ستكون ممكنة. تنظيم وارتصاف الفريق رائعان، تماما مثل المسافات بين اللاعبين وأوقات اللعب والضغط المضاعف والقدرة على الاختيار بين تغطية المساحات والانطلاق للمراقبة. إن فرض إيقاعات اليوفي على المباراة يزيد من ثقة اللاعبين في أنفسهم ومن الحلول، وعليه تصبح أيضا القدرة على القيام بالضغط الطولي أساسية. إذا فعل يوفنتوس ذلك سينجح في التأهل للمرحلة المقبلة من الشامبيونز ليغ حتى لو كان يقع في مجموعة صعبة ومعقدة.