«ريكارد والشباب».. الوطنية والمسؤولية!!

TT

افتتح منتخبنا الوطني الأول ساعات الميلاد الأولى للعام الهجري الجديد 1434 بصفحة بياض نقية خالية من الشوائب، بعد أن استضاف منتخب الأرجنتين بالعاصمة السعودية الرياض في لقاء ودي اختتم بناتج سلبي رقما وإيجابي مغزى!

فالتعادل السلبي للمنافس كان فوزا لمنتخبنا نظير المستوى الخيالي الذي ظهر عليه الأخضر كمستوى غائب منذ سنوات!! وجملة العناصر التي وجدت طريقها أخيرا للتوافق بعد جملة تجريبات ريكارد وهوايته المعتادة في الضم والإبعاد!

الحدث ابتدأ بقدوم الضيف للرياض وحفلة الاستقبال «الفضائحية» صراحة والتي نقلت على الهواء مباشرة من خلال شاشة «الرياضية» السعودية، والتي كشفت النقاب عن كثير من السلبيات والنواقص والفوضى والعشوائية التي تحفل بها جملة تعاملاتنا المحلية، و«الاختلاف» أن أغلبية تلك المخالفات تتم من تحت الستار لكنها افتضحت «فضائيا» والشواهد عدة!

نعتب على قناتنا «الرياضية» وهي الناقل الرسمي الحصري الوحيد لتلك الودية في نقطة غياب التنسيق والتحضير والترتيب المبكر وعمل بروفة لكل ما يتعلق بكيفية استقبال فريق عالمي يأتي للمملكة بعد سنين غياب تفوق العشرين.. وأتساءل: إذا كنا عاجزين عن وضع آلية واحدة لاستقبال فريق واحد فما بالك لو استضفنا حدثا عالميا كبيرا ومنتخبات عدة من جديد؟!

وبالأمانة ليست «الرياضية» وحدها المسؤولة عن كل تلك الفوضى التي تابعها العالم بأسره وهو يترقب وصول منتخب عريق لمنطقة الشرق الأوسط وتحديدا المملكة!! فهناك جهات ذات علاقة وعليها المسؤولية نفسها، كالشركة المكلفة بإحضار الفريق والتفاوض معه وتعاون الجهات المختصة بالمطار.. و.. فوضى البدايات أفرزت لدينا انطباعا بأن ما سيحدث ليلة المباراة سيكون الأسوأ!! كالعادة زيادة موسمية مستمرة في هرمونات «مركبات النقص» المتأصلة في كل منتج المحلي بما في ذلك المنتخب الذي أسهمت نتائجه المتأخرة الأخيرة في فرط نشاط حركي لمركبات هذا النقص لدى الشارع الرياضي والإعلامي.

لكن مخرجات العمل الفني لريكارد وفرقته (الهارمونية) الشابة أثبتت العكس، وخالفت كل التوقعات والتخمينات التي كانت تمهد لهزيمة نكراء على وزن خماسية الإسبان!!

منتخبنا الجديد (الوليد) عاد وتصالح مع نفسه ونتائجه بكاريزما الواثق المنتصر، وأحرج نجوم المليارات بتطبيقه المتقن للانضباط التكتيكي الذي نجح في التخطيط له ريكارد ووجوهه الشابة التي أبهرت المدرج السعودي كما الأرجنتيني «الهوى» الوطني «الهوية».. وحزت بنفسي رؤية أعلام الأرجنتين و«البارسا» والريال في المدرجات السعودية، وإن كان المقابل فريقا عالميا عريقا ونجومه يلعبون لأندية عالمية تمثل هوسا للشباب كالريال وبرشلونة وبوكاجونيورز والميلان..!! فالانتماء للوطن وتشجيعه أهم وأبدى!

مفترض أن ريكارد وقد وصل لهذه التركيبة العناصرية المتوازنة أن يثبت عليها ويعمل على تطويرها وإخراج أفضل ما لديها! كزيادة مخزون اللياقي وزيادة الحلول الإدراكية الميدانية!!

ولمن يطالب بالثقة (أقول) الثقة ليست منحا توزع، بل هي شعور ذهني ونفسي يكتسب (تلقائيا) مع الأداء والنتاج الجيد. ثقوا بأنفسكم وإمكانياتكم ليثق بكم الآخرون، ولا «تلومونا»، فمع النتائج الأخيرة المخيبة أصبحنا بحالة «فوبيا» من تصدير الثقة أو الشعور بها!

قمة العطاء الفني كمستوى للمنتخب أمام الأرجنتين ذكرتني بمباراتنا المبهرة الودية أمام إنجلترا بويمبلي في 1998!! صدقوني الذاكرة البشرية لا تحتفظ بالجروح فقط، فدائما للذكريات «الطيبة» محل!

الجرعة الدولية (الودية) مهمة للشباب لزيادة مناعته الخارجية أمام الفرق الكبيرة والاعتياد على الخطاب العالمي الكروي.. وكل عام ومنتخبنا بخير وتطور وانتصار!

[email protected]