القحطاني اتحادي.. ونور هلالي؟

TT

لن أتفاجأ يوما لو شاهدت ياسر القحطاني أو محمد الشلهوب بقميص نادي الاتحاد، وفي الوقت نفسه لن اتفاجأ لو شاهدت محمد نور أو سعود كريري يختمان حياتهما الرياضية في الهلال.. كما أنني لن أتفاجأ لو شاهدت أبو تريكة بقميص الزمالك مثلما شاهدنا الأخوين حسام وإبراهيم حسن اللذين كانا من رموز كرة الأهلي يلبسان القميص الأبيض..

نعم إنه زمن الاحتراف، وفيه لم يعد مقبولا أن يكون هناك ولاء لقميص واحد طيلة العمر، رغم أن الولاء أمر جيد، ولكن في النهاية لنكن واقعيين.. فالأمعاء في قلب الإنسان تتعارك، فما بالكم بلاعب يقضي 10 سنوات أو 15 سنة في ناد واحد تتغير فيه إدارات ومدربون ومديرو كرة ويأتي محترفون ويغادر آخرون، وقد يركنه مدرب على صفوف الاحتياط، وقد يأتي آخر ولا يستغني عنه؟!..

وإذا اتفقنا أن الموهبة هي هبة من الخالق عز وجل، وهي محدود بمدة زمنية لا تتجاوز السنوات العشر (نجومية) كحد أقصى، ما بين العشرين والثلاثين، وأن معظم لاعبي كرة القدم في العالم ليسوا أطباء ولا مهندسين ولا محامين ولا أصحاب مهن، ونادرا ما يكونون خريجي جامعات ولا يوجد لهم أي تأمين صحي ولا معاش تقاعدي ولا يوجد من يدافع عنهم يوم يعتزلون.. صحيح أن بعضهم يتحول للتحليل التلفزيوني الذي بات يدر الكثير من المال، لكن ليس كل المعتزلين يصلحون للشاشة، أو يعرفون دهاليز الكلام التحليلي.. إذا اتفقنا على ذلك فإنه ليس لدى أي لاعب سوى أن يؤمن مستقبله ومستقبل أسرته خلال هذه السنوات العشر التي تتفجر فيها موهبته ويكون فيها «سلعة مطلوبة وبشدة»، لأن كرة القدم لا ترحم، ولا مجال فيها لمن يتدنى مستواهم أو تخفت نجوميتهم.. وها نحن نرى سعد الحارثي ومالك معاذ عندما هبط مستواهما كيف خفتت عنهما الأضواء وبالتالي الأموال، ولم يجدا حيزا كي يجاريا مواهب الشبان الصاعدين بقوة، فباتا حبيسين لمقاعد الاحتياط رغم التاريخ الكبير سابقا..

لهذا لم أستغرب ذهاب أحمد الفريدي للاتحاد وأسامة هوساوي للأهلي، والحبل على الغارب، والقائمة مرشحة لأن تكون طويلة، ولن تكون هناك أي خطوط حمراء من يوسف السالم ليحيى الشهري وربيع السفياني وأي موهبة مطلوبة في السوق لمن يدفع أكثر ويقدّر أن المحترف المحلي أو العربي قد يكونان أفضل بكثير من الأجنبي الذي ندفع له بالأربعة والخمسة ملايين يورو، بينما لاعبنا ينتظر حسنات وهبات ونخوة أعضاء الشرف الذين «يحردون ويغضبون ويعطون ويمنعون»، أو ينتظر بقية عقده أو مستحقاته خاصة أن الشكوى للاتحاد السعودي أو الفيفا قد تعني خسائر معنوية وخلافات شخصية مؤثرة على المستقبل المهني أكثر مما ستعود على صاحبها بالفائدة..

نعم للاحتراف الحقيقي ولا للعواطف وتبويس الشنبات وتمسيح الذقون.