الفرعون المصري يسير على خطى شيفشينكو

TT

لو أن اليوفي يمتلك لاعبا مثل الشعراوي لكانت الدرع الإيطالية مسندة بالفعل لفريق السيدة العجوز منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني). ولو أن الميلان قادر على اللعب مثل يوفنتوس لكان أبناء أليغري الآن موجودين بالقرب من لاعبي اليوفي في ترتيب الدوري. لكن تاريخ كل بطولة للدوري المحلي يصنع، على عكس ما يقال، من خلال الأحداث الخاص به. لقد شهدنا الكثير في المباراتين الافتتاحيتين للجولة الـ13، نقصد كثيرا من كرة القدم. والخبر المثير للطمأنينة في هذه المرحلة أننا ولو لمجرد مرة واحدة كانت لدينا إمكانية مراوغة أنواع بعينها من الجدل والنفايات المتنوعة. صحيح أن تعادل اليوفي السلبي أمام لاتسيو قد يثير غضب المدرب كونتي ويوقف حماس جماهير السيدة العجوز، لكن من يتابع بوصفه مشاهدا طبيعيا لا يلاحظ أي لحظات سلبية خاصة في تعثر اليوفي هذا. فماركيتي حارس مرمى لاتسيو كان أشبه بتنين واقف بين القائمين والعارضة، واستطاع أن يصل بفريقه إلى هذا التعادل الثمين. لكن هذه النتيجة ستعيد، على أي حال، إشعال الجدل الأبدي حول اللاعب الهداف الفذ الذي تحتاج إليه ماكينة اليوفي المكتملة تقريبا. من الصعب إنكار هذا الدليل، غير أنه من الحقيقة أيضا أن اليوفي يطور آلية تهديفه من خلال متعة الاستحواذ، وهذا لأن الفريق يطلب من رؤوس الحربة ملايين التحركات السريعة داخل المباراة، لا سيما عندما تكون الكرة بين أقدام الفرق المنافسة. من المعروف أن الضمانات دائما ما تولد صغيرة، لكن حتى الآن علامات اليوفي تضمن له بسخاء درعا إيطالية ومركزا أول في الترتيب.

لكن هذا لا ينفي أن خصوم اليوفي، في أوروبا وفي إيطاليا، لا يزالون منتفخين من الآمال. وهذا في الواقع هو الخطأ الوحيد، لو جاز استخدام هذا اللفظ، للفريق الذي تتم مشاهدته منذ الدقيقة الأولى وحتى الأخيرة للمباراة ويظل نموذجا في التنظيم والقوى الجماعية.

وكذلك كان نابولي يود أيضا اللحاق بقطار المنافسين على اللقب المحلي. لكن أمل فريق ماتزاري ضاع على يد صاحب أشهر تسريحة شعر في إيطاليا (ستيفان الشعراوي)، وبسبب عدم قدرة نابولي على إغلاق المباراة عندما كان بين يديه خصم يتسم أداؤه بالهشاشة، لا سيما في المرحلة الدفاعية. تسجيل هدف ثالث لنابولي كان سيصبح بمثابة حكم نهائي على نتيجة المباراة، وقد ضاعت تلك الفرصة من بين أبناء ماتزاري أكثر من مرة، لكن على الجانب الآخر هجمات الميلان كانت عديدة لدرجة جعلت نتيجة اللقاء النهائية (2/2) خالية من الشوائب.

ولم يهدر رئيس نادي الميلان برلسكوني فرصة التباهي بعد هذه الصحوة بعد التأخر بهدفين، الأمر الذي كان يبدو نقشا على لوحة الإخفاق العالمي للفريق. ومن الممكن، في الحقيقة، أن تكون كلمات برلسكوني إلى الفريق يوم الجمعة الفائت قد بثت إلى نفوس اللاعبين حقا إحدى تلك الهزات الشهيرة التي تحتاج إليها بشدة الفرق الكروية. والآن بات من الممكن عقد الآمال العريضة على المهاجم الشاب صاحب الـ20 عاما ستيفان الشعراوي الذي بات هداف الميلان بإحراز عدد مزدوج من الأهداف. وأخيرا تمكن الفرعون المصري هذا الموسم من المشاركة المستمرة مع فريقه. ويبدو ستيفان وهو صورة سعيدة لشيفشينكو في موسمه الأول مع الميلان، ذلك اللاعب الذي تفجرت موهبته مع دينامو كييف وأقنع الميلان بشراء بطاقته وتحول إلى إحدى أساطير هذا النادي. صحيح أن الشعراوي أقل إحرازا للأهداف بالرأس عن المهاجم الأوكراني، إلا أن الفرعون المصري أكثر مشاركة في المراوغات داخل الملعب. صحيح أن ستيفان أقل قوة من أندريه، إلا أنه أكثر سرعة من نظيره الأوكراني. ثم إن مهاجم الميلان الحالي يتمتع بنفس النضارة الدؤوبة في تغيير نتيجة مباراة وبطولة دوري أيضا. لقد ذهب الميلان مطمئنا إلى النوم بعد هذا التعادل المدهش، لكنه يحمل أيضا الواجب الأخلاقي بعدم إهدار الموهبة الشابة التي يمتلكها بين صفوفه، في ترتيب الدوري هناك تسعة فرق أمام الميلان، لذا عليه الانتباه جيدا.