الفرصة التي أهدرها الإنتر.. وركض فيورنتينا المثير

TT

ثلاثة تعادلات لليوفي ونابولي والإنتر في ديارهم تجعل كل شيء كما كان من قبل في الصراع على درع الدوري الإيطالي، مع حسرة فريق الإنتر على الفرصة المهدرة للاقتراب من المتصدر واستثناء لا يمكن التقليل من شأنه، حيث الفوز الخامس على التوالي لفيورنتينا، الذي صعد أيضا إلى المركز الثالث في الترتيب بعدما سحق أتلانتا الاكتشاف.

إن الثلاث عشرة جولة، التي تمثل ثلث بطولة الدوري، تعد قليلة للاستباق بمعرفة من سيحتفل في النهاية، وإنما لمعرفة كم فريقا يتطلع إلى اللقب، والذي ينبغي إدخال فريق المدرب مونتيلا بينها، رغم الغياب الكبير ليوفيتيتش، فإنه يبعد الآن خمس نقاط عن اليوفي. وإذا ما فكرنا في التصديات غير العادية لماركيتي حارس لاتسيو أمام السيدة العجوز، وهي سر التعادل السلبي في تورينو، فمن الجدير إبراز الاختلاف مع التعادل السلبي الآخر لحامل اللقب في فلورنسا، حيث لم يتمكنوا من التسديد مرة واحدة حتى في مرمى فيورنتينا، وليست صدفة أنه الفريق الأقل هزيمة في الدوري بعد اليوفي مباشرة. كما أنه ليس كل التعادلات (0 – 0) واحدة، وكذلك ليس كل التعادلات، فلو فكرنا مجددا في يوفنتوس ونابولي والإنتر فسندرك السبب وراء بقاء فريق المدرب كونتي في الصدارة بقوة دائما. بينما لا يواجه بوفون أي خطر، تلقى الحارسان دي سانكتيس وهاندانوفيتش هدفين، وعلى حارس الإنتر القيام بمعجزات لتجنب المزيد منها.

من السهل والساذج للغاية التشاجر بسبب الغضب مع جوفينكو حينما يتألق كافاني وميليتو، الأكثر تهديفا منه. لأن المعنى والقيمة والمقصود هو ذاته دائما، قبل الأفراد يأتي الفريق، ومن أجل توازنه الخططي، عن بعد، يؤكد فريق يوفنتوس أنه لا يزال يمتلك شيئا ما زيادة على نابولي والإنتر، رغم غياب بيرلو، لاعبه الأهم والأبرز.

ومع ذلك، في النهاية، لا يقبل أول تعادل في الدوري، لأن خطأ أستوري مدافع كالياري مع رانوكيا كان يستحق احتساب ركلة جزاء وذلك التعادل (2 – 2) الذي تم تحقيقه بشق الأنفس، بفضل تسجيل أستوري نفسه في مرمى فريقه بطريق الخطأ، وكان سيحول النتيجة إلى (3 - 2)، ليكمل بذلك صحوة كبيرة. غضب وحسرة الإنتر أكثر من مشروع، وإن كان من السليم إضافة أن الإنتر سمح مجددا بمساحات كبيرة لمن يهاجمه، مثلما فعل أتالانتا، وبعده كالياري، القادر على تسجيل هدف وينقصه لاعب، بينما كان بيزانو خارج الملعب بصورة مؤقتة.

هذا لأن الأخطاء التحكيمية، التي في الواقع منعت ركلة جزاء للتعادل (1 – 1) الممكن لكالياري في مباراة فاز بها الإنتر (2 – 0). يجب ألا تمحو أخطاء ميليتو خاصة والفريق بوجه عام، وغير قادر على إدارة، إن لم يكن على الزيادة، التقدم في ملعبه، رغم امتلاك الإنتر لتشكيل أفضل، وهو ذاته الذي تم الدفع به أمام اليوفي.

لكن، إذا كان ثلاثي الهجوم لا يعمل بنسبة 100%، بالعودة إلى الخلف واللدغ كما في أمسية تورينو تلك التي لا تنسى، فإن امتلاكه يعد رفاهية. وهذا ما يفسر مسألة أن الإنتر من ذلك الحين لم يفز مجددا، مبتعدا عن الصدارة. بينما فريق جنوا، في سادس هزيمة له على التوالي بعد الخسارة في لقاء الديربي مع سمبدوريا، يجد نفسه وحيدا في قاع الترتيب، مبتعدا دائما أكثر عن النجاة من الهبوط إلى الدرجة الثانية.