(احتراف الكباري).. أضغاث أحلام!

TT

لا أعلم أي ذهنية مصاحبة تلك التي أصبحت ترافق حالات احتراف لاعبينا السعوديين خارجيا لتذهب بها بخانة الظنون اللصيقة (بالخيانة الاحترافية) أو لاحتراف الكباري الذي أصبح القناع الابتدائي الذي يرتدي من خلاله اللاعب الملامح الأولية لوجهته التي يريد الوصول إليها على طريقة (المحلل الشرعي) التي يجيزها النظام!

لا أعلم أيضا أي ارتباط (كوميدي) بظاهره (تراجيدي) بحقيقته بين فرص لاعبينا خارجيا وبين جسور الانتقال للأندية المنافسة؟! فغالبا ما تنتهي قصة (ولع) اللاعب الوهمية (وهيامه) بالاحتراف الخارجي للانتقال لناد محلي آخر آخرها كبري انتقال أسامة هوساوي من الهلال للأهلي مرورا بمحطة أندرلخت البلجيكي!

دراما احتراف هوساوي بدأت بقصة الحلم المنتظر الذي صرح به اللاعب أكثر من مرة ونيته المعلنة بالاحتراف الخارجي مع وعود لصيقة بالبقاء هلاليا بالمحيط المحلي، غير أن تلك النظرة - القناعة ما لبثت أن تحولت لواقع تعايش معه اللاعب كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء!!

فاللاعب منذ انتقاله لبلجيكا بصيغة المحترف كان مغيبا عن مباريات الفريق ومجمد على دكة الاحتياط والجهاز الفني غير مقتنع به تماما ليس (كموهبة) فحسب بل (كنوية كروية ابتدائية) يرى أنه لا يمتلك معظم أساسيات كرة القدم!! وفوق ذلك (كبر السن) كزمنية عمرية تعدت إمكانية الصقل والتطوير!

ما أستغربه ليست قناعات المدرب ولا رأيه الذي يصادق منطقيا على حقيقة ومتطلبات المحترف الحقيقي الذي يود الوصول إلى أعلى مستوى استفادة وإفادة ونجاح، ما أستغربه أن رأي المدرب والقائمين على الفريق جاء متأخرا وعلى حساب لاعب دولي يمثل بلاده ومفترض أنه يزاول الكرة على الدوام!

إذن ما الذي دعا أندرلخت لخوض تلك المغامرة المحسوبة مع لاعب يدركون تماما عدم جدواه الفنية؟! نعود لخانة الدوافع الاقتصادية (التسويق) بيع السلعة على أصحابها بعد نقلها للخارج كمنتج (أجنبي) قابل للبيع! مليون ونصف يورو لأندرلخت من وراء انتقال هوساوي للأهلي وهو الذي كان قد انتقل إليه (بالمجان) قبلا!!

فشل احتراف اللاعب السعودي خارجيا ليس جديدا وسلسلة لحالات سابقة شبيهة (متفق عليها)، الكاسب الأول النادي المستفيد ماديا ومن ثم اللاعب والخاسر ناديه الذي يقابل بالظلم والنكران وبحالة كالهلال الذي دفع ضريبة تعامله السلبي وتركه للأمور تسير لما آلت إليه! وهو درس مفترض أن تستوعبه الإدارة الهلالية وغيرها من الإدارات!

ويتبقى السؤال هل احترافات (الكباري) حققت النجاح المطلوب للاعب أو للنادي المنتقل إليه؟! برأيي فشلت فشلا ذريعا والأمثلة حية ومرئية ومشاهدة قبلا، فجل تلك (احتراقات) تنتهي للاشيء! لكنها بنظرهم خصوصية ويجب أن تعامل معاملة (أضغاث الأحلام) ومفترض أن لا تتجاوز حديث اللاعب مع نفسه!!

وما أنا مقتنعة به كاحتراف أن تجربة اللاعب الزمنية متى ما تعدت سن (الصقل الاحترافي) الـ17 - 19 سنة فهي تجربة فاشلة من أساسها ومجرد (كبري اصطناعي) لتحوير وجهة اللاعب لجهة أخرى!

مستقبلا أتمنى أن نرى موهبة سعودية (أهلا للاحتراف) عمرا وموهبة وذهنية ولو بأحد أندية التهيئة الأوروبية كالفرنسي أو الهولندي..، تمهيدا للوصول لأعلى! كم هو مشرف أن نرى أسماء عربية بأندية أوروبية لها وزن كالويجان أتلتيك الإنجليزي الذي يلعب له العماني علي الحبسي، والآرسنال الذي لعب له المغربي مروان الشماخ، غرناطة الإسباني الذي احترف فيه الجزائري حسن بيدا!

[email protected]