الإنتر يعاني مشكلات توازن.. ونابولي عاد للصراع من جديد

TT

عادت عصا مواجهة اليوفي مجددا بين يدي فريق نابولي الذي تجاوز عقبة كالياري عبر هامسيك الذي لا ينتهي وحمل نفسه على بعد نقطتين عن السيدة العجوز المتربع في الصدارة منفردا. هذا بينما سقط الإنتر الذي كان ليقلص الفارق مع اليوفي لنقطة واحدة لو فاز، في بارما، ويصير ضحية أكثر دائما للعنة استاد يوفنتوس. ربما شعر ستراماتشوني بالندم لخرقه محظور عدم خسارة اليوفي في ملعبه، مثل أحد الأهرام المقدسة. وبعد الفوز في تورينو، حقق الإنتر نقطة واحدة في ثلاث مباريات، لكن لا دخل للعنة في هذا.

كل شيء منطقي للغاية، فالإنتر كان ولا يزال لديه مشكلات في التوازن ولم يتم حلها بعد، وستراماتشوني هو من يدرك ذلك، وقد تحدث في هذا الأمر طويلا عشية المباراة. مع الاعتماد على ألفاريز بدلا من كاسانو، حاول المدير الفني تحقيق حماية أكبر لخط الدفاع، الذي عانى أمام أتلانتا وكالياري. لكن هكذا صار ميليتو وبالاسيو، غير ممكن الوصول إليهما، فالشق الهجومي منعدم تقريبا. وبمجرد أن حاول خط الوسط بقيادة كامبياسو التقدم في الشوط الثاني، تجاوز سانسوني بمسافة 40 مترا من دون أن يعيقه أحد ونجح في التسجيل. إنها حدود تنظيمية داخل الملعب يمكن تجاوزها فقط من خلال حالة بدنية رائعة وأداء شرس من جانب جميع اللاعبين، مثلما حدث مع اليوفي. لكنّ هناك خطرا أن تصبح هذه المباراة حالة فردية، فلا يمكن الاعتقاد بتكرارها، أيضا بسبب السن المتقدمة لنجوم كثيرين.

من جزيرة سردينيا، بعث نابولي برسالة غنية بالمعاني، فقد فاز على ملعب ملتهب، من دون أيقونة الحظ كافاني، ومن دون أفضل صانع أهداف لديه (بانديف)، ومن دون أسد مثل كامبانيارو. وفاز بمباراة صعبة، متحملا المعاناة، ومقلصا لحجم الضرر، ليضرب بعدها في اللحظة المناسبة، بالصبر والبرود (والقدر الطيب) الذي عادة ما يصحب الكبار. مقارنة بالأربع عشرة مرحلة الأولى بالموسم الماضي، لدى ماتزاري سبع نقاط إضافية هذا العام، وهو مؤشر أن نابولي، الذي يتموضع في مكانة عالية، جاهز لترك عامل ملعبه الخاص ومحاولة الانقضاض على القمة، من دون عبء الشامبيونزليغ، والتي على العكس قد تضغط على اليوفي. لكن للقيام بذلك عليه استيعاب درس كالياري المختفي وراء الأرقام الرائعة، فهناك حقيقة ينبغي التركيز عليها وهي أن كالياري لعب بشكل أفضل. مع فقد الثنائي (كافاني - بانديف) قرر ماتزاري لعب المباراة بإنسيني فقط كرأس حربة، المدعوم من هامسيك. ولفترات طويلة خلال المباراة، كان أسلوب اللعب هو الكرات الطويلة من كانافارو، في تخلٍّ واضح عن أسلوب اللعب الأرضي، أيضا بسبب استسلام الظهيرين المخيب للآمال. لو استثنينا كرة إنسيني الرائعة واصطدمت بالعارضة، عانى نابولي كثيرا في الوصول إلى المرمى. وفي الشوط الثاني، بعد ثوانٍ قليلة من نزول فارغاس (مهاجما إضافيا، أخيرا)، خلق نابولي فرصة ضخمة وبعدها بقليل أحرز التقدم. هذا هو درس كالياري، فالثانية الأخيرة من المباراة يتطلب الأمر روحا شجاعة، تلك التي لم يتحلَّ بها نابولي في تورينو، كي نكون واضحين. ويتطلب كذلك مهارة أكبر في المناورة، فالشجاعة الخططية والمهارة في خط الوسط هما سلاح اليوفي بطل إيطاليا. وهنا ما ينبغي أن يتطور فيه نابولي إذا كان يريد الوصول إلى الصدارة والحفاظ عليها. كان هدف هامسيك المتكرر دائما كافيا، بينما يكون كافاني كافيا بوجه عام، لكن لا يمكن أن تكون مسألة عازفين منفردين دائما. ينبغي لفريق نابولي أن يطور الأداء الجماعي وعلى ماتزاري مساعده في ذلك، بإدارة المبادلات بين اللاعبين أفضل، بغض النظر عن اعتقاد اللاعبين الذين لا يمكن تعويضهم.

في هذا السيناريو، يتعثر المتصدر (حقق 4 نقاط في 4 مباريات) والمتخبطون خلفه، يبدو فيورنتينا، الذي حقق نقاطا أكثر في المباريات الخمس الأخيرة (13 نقطة) ويملك مهارة وروحا، أكثر كثيرا من مجرد غريب في المراكز الأولى.