برانديللي يدرب سجناء مونزا

TT

ضاعت الكرة وقرر الفريقان استئناف المباراة بعد 30 عاما. وها هما الآن مرة أخرى وجها لوجه. إن مجموعة الأصدقاء التي كانت تلعب بقميص إنجلترا قبل 30 عاما بدأت في إحصاء اللاعبين المفقودين والراحلين والذين قهرهم الزمن. ويختلف الأمر بالنسبة للفريق الآخر الذي يبدو في أفضل حال وكأن السنين لم تمر عليه. فهو مازال فريقا شابا وقويا مثلما كان وقت إيقاف المباراة الأولى قبل 30 عاما. هذا هو جزء من «المباراة» التي تم استلهامها من رواية ستيفانو فيريو، التي سيتم تقديمها من خلال المخرج جانفيليتشي فاكيتي على مسرح فيلوريزي في مونزا يوم 13 ديسمبر (كانون الأول) المقبل تحت رعاية مؤسسة كانافو. وسيكون الدخول مجانا وسيتم جمع تبرعات لحساب اللجنة رقم 16 لمساعدة المرضى.

وسيقوم مجموعة من اللاعبين الهواة الحقيقيين من فريق كالتشيو مونزا بأداء دور الفريق المنافس لإنجلترا، بينما سيقوم بدور الفريق الإنجليزي مجموعة من السجناء بسجن «كازا تشيركونداريالي» الواقع في مدينة مونزا. وقد قدم المخرج عددا من العروض المسرحية مع بعض هؤلاء السجناء طوال السنوات الثلاثين الماضية، لكنها المرة الأولى التي سيقدمون فيها عرضا خارج أسوار السجن.

وقد تحدث جيانفيليتشي جاتشينتو مخرج العرض وإبن فاكيتي نجم الإنتر السابق قائلا في هذا الصدد: «سيتمكنون من الشعور بتقدير الجمهور بدلا من أن يشعروا أنهم الجانب الخاطئ غير المرغوب فيه داخل المجتمع. وستتاح لهم فرصة إتمام مشروع وإثبات قدرتهم على عمل شيء مفيد. إنهم جميعا ممثلون بارعون ويمتلك أنجيلو قدرات تمثيلية خاصة. وقد شاهدته يتغير طوال تلك السنوات التي قدمنا فيها معا عروضا مسرحية. وسوف يستعيد أنجيلو حريته بعد أيام قليلة من هذا العرض. ويستحق جميع هؤلاء السجناء فرصة جديدة يكفرون بها عن جرائمهم. وهذا هو المغزى الرئيسي للعمل المسرحي». ولعل الفريق الذي سيؤدي دور المنتخب الإنجليزي سيشعر ببعض الخوف وهو يرى المنافسين يتمتعون بأوفر صحة وبحماس كبير، وربما يحتاج هذا الفريق إلى من يبث الحماس في نفوس لاعبيه. وهكذا يظهر على الساحة تشيزاري برانديللي مدرب منتخب إيطاليا. وقد تحدث فاكيتي قائلا في هذا الشأن: «لا تربطني علاقة ود خاصة ببرانديللي لكنه بمجرد أن تلقى دعوتي قبلها بحماس شديد وكأنه يعرفني منذ 15 عاما. لكنه وافق على الدعوة بشرط واحد وهو ألا يقوم بالتمثيل بل قال إنه سيقوم ببث الحماس في نفوس الفريق بنفس الكلمات التي يستخدمها في الحقيقة مع اللاعبين». وسوف يصعد إلى خشبة المسرح أيضا روبرتو بونينسينيا، الذي كان واحدا من أبرز نجوم الإنتر إلى جانب فاكيتي واللذين حققا معا كثيرا من الأمجاد للإنتر في السابق.

لقد طلب جيانفيليتشي فاكيتي مع بداية بروفات العرض من الممثلين السجناء أن يتحدثوا بحرية حتى يعتادوا الوقوف على خشبة المسرح. وروى ماوريتسيو (أحد السجناء المشاركين في العرض) ذكريات عن طفولته قائلا: «في طفولتي كانت والدتي تلقي بي على السرير حتى أذهب في النوم وكانت تستخدم اسم بو نين سي نيا كأغنية لطيفة تساعدني على النوم». والآن ينام ماوريتسيو في سجن مونزا وسوف يقوم بالتمثيل على خشبة المسرح يوم 13 ديسمبر القادم وسيشعر بالخوف قبل أن يسدد ضربة الجزاء وسيحظى بمساعدة برانديللي في ذلك الموقف. إن المسرح وكرة القدم يمثلان الحياة. ويؤدي جانفيليتشي بشكل راقٍ مثل والده.