الإنتر يعاني فراغا في قيادة الوسط

TT

كانت تبدو بداية تجاوز مفاجئ، وعلى العكس كانت بداية لمزيد من التراجع الأكثر إثارة للدهشة. منذ ذلك الفوز المستحق (3-1) الذي قطع فترة طويلة من عدم الهزيمة ليوفنتوس من شهر مضى، اختفى فريق الإنتر، الذي اختنق بدوامة من الإشادات، إذ خسر خارج ملعبه، حيث فاز دائما من قبل، أمام نابولي وبارما، وسجل آخر هدفين له على ملعبه من كرات سجلها لاعبو الخصم بطريق الخطأ في مرمى فريقهم، ليتعادل أمام كالياري ويفوز على باليرمو أول من أمس، في الأمسية التي تحقق فيها الرقم القياسي في عدد الأهداف (39) مثلما لم يحدث منذ عامين. والمعنى: أربع نقاط في أربع مباريات، في متوسط نجاة من الهبوط وليس متوسط درع دوري.

صحيح أن فريق يوفنتوس أيضا، قبل الفوز الساحق بالديربي الأخير أمام تورينو، لم يقدم ما هو أفضل في الأربع مباريات السابقة لهذا اللقاء، لكن مع ميزة القدرة على التباطؤ عن المحافظة على صدارته ومع عذر ارتباط الشامبيونز. بعدما تأهل مبكرا إلى الدور التالي في الدوري الأوروبي، وبانطلاقته القوية من الفوز في تورينو الذي ألصق به صفة غريم اليوفي، كان فريق ستراماتشوني في الظروف النفسية المثالية لإكمال التجاوز، أو على الأقل للبقاء خلف أبطال إيطاليا.

إذا كان الترتيب، رغم الهزيمة الثانية لبوفون ورفاقه أمام الميلان، يخبرنا اليوم أن الإنتر نزل إلى المركز الثالث، خلف نابولي، ومجددا بفارق أربع نقاط عن اليوفي كما الحال قبل المواجهة المباشرة بينهما، فلا يمكن أن يتحمل الحكام الذنب. ولا حتى غياب كاسانو الموقوف، لأنه مع وجود اللاعب المهاري المنحدر من باري بالملعب جاءت الهزائم أمام روما وسيينا وأتلانتا. كما هو الحال دائما، ينبغي الذهاب إلى ما وراء الأفراد، لأنه أولا ينبغي وجود توازن الفريق، الذي يضاف إليه أداء الجميع. ومن وجهة النظر هذه، مثلما أدركنا من المباريات الأولى، حينما تواجد شنايدر، بدا ثلاثي الهجوم ترفا به مجازفة، والذي قسم الإنتر إلى جسدين في غياب قلب وسط حقيقي.

الدوافع القوية جدا في تورينو، حيث أخفق يوفنتوس في مضاعفة النتيجة في الشوط الأول المنتهي بتقدمه، ضاعفت طاقات لاعبي الإنتر، مثلما حدث مع لاعبي الميلان. لكن بعد ذلك، من دون نفس الدوافع، وأمام خصوم يركضون أكثر ويغطون المساحات أفضل، عانى زانيتي ورفاقه، سواء حينما كان عليهم الدفاع أو بناء الجملة الخططية، كما رأينا أمس أمام باليرمو، وخاصة إذا لم يصنع بالاسيو وميليتو الفارق، وانظر للصدفة هما أصحاب الأهداف في مباراة تورينو أمام اليوفي.

علاوة على عناد ستراماتشوني، الملتزم بشدة بثلاثي الهجوم بغض النظر عن من يؤدونه من اللاعبين، ينبغي التأكيد هنا على خطأ الإدارة أيضا، التي لم يحل محل باتزيني المنتقل إلى الميلان هذا الموسم بمهاجم قادر على إراحة ميليتو، المضطر للعب رغم الآلام. لهذا السبب، يبدو التهميش الفني والإداري لشنايدر غير مناسب وفيه إيذاء للنفس أكثر، بينما فيورنتينا ينهي الجولة متعادلا مع سمبدوريا ليبتعد بذلك عن الإنتر.

وهكذا، يصير تحدي مساء الأحد في سان سيرو، أمام نابولي المنطلق بقوة مجددا، اختبارا مهما لمعرفة ما إذا كان الإنتر يمكنه العودة لتحدي يوفنتوس، أو إذا كان عليه الرضا بالدفاع عن المركز الثالث على الأقل.