الإنتر يحتاج للظهور بقوة أمام الفرق الصغيرة

TT

فريق كبير أمام الفرق الكبرى، لقد صفع الإنتر أيضا نظيره نابولي وأسدى معروفا إلى اليوفي المتصدر، الذي ارتفع فارق النقاط بينه وبين فريق والتر ماتزاري إلى خمس نقاط ورسخ أقدامه في مقدمة الدوري بفارق أربع نقاط عن الوصيف الحالي، فريق ستراماتشوني، مثلما كان الحال عشية اللقاء المباشر بين الفريقين (اليوفي والإنتر) منذ قرابة شهر مضى. وتحت رحمة المشاهد التي فتحت الطريق السريع أمام فوز لاعبي الإنتر، الذين كانوا جاهزين لاغتنام الضربة الركنية التي لعبها كاسانو عن طريق هجمة غوارين ولم تأخذهم الشفقة في مضاعفة النتيجة بهدف ميليتو، جاءت المكافأة لصالح الإنتر، ولكن دون تقليص حجم فريق نابولي، الذي ظل في المباراة حتى الثانية الأخيرة من عمرها.

إذا كان هناك من اتهم نابولي بالتفريط المبالغ فيه، عندما انكسرت سلسلة نتائجه الإيجابية المتتالية في بداية هذا الموسم على أرض اليوفي، فهذه المرة ماتزاري لعب مباراة الإنتر برأس مرفوعة، مضيفا مهاجما (بانديف) في مكان مدافع (غامبيريني) في بداية الشوط الأول، في محاولة بائسة لتعويض الهدفين اللذين تقدم بهما الإنتر. كانت مباراة محفزة وممتعة مثل الخدمات التي كان ينقلها الصحافي الرياضي جوسيبي فيولا، الذي رحل عن عالمنا منذ 30 عاما في نهاية مباراة الإنتر - نابولي أيضا، وكان تحديا رائعا في الدوري الإيطالي المنخفضة قيمته، وجاء أيضا بعد 24 ساعة من لقاء روما - فيورنتينا الممتع. وإذا كان هدف التعادل قد تلاشى من بين أقدام نابولي، بعد إدراك كافاني هدفه المعتاد، فإن الشخصية التي ظهر بها نابولي حتى النهاية هي بمثابة دعوة إلى عدم اعتباره مقصى بشكل نهائي من المنافسة على الدرع الإيطالية الحالية، الأمر بات أكثر صعوبة، ولكنه لم يعد مستحيلا بعد. ولهذا السبب، يحسن لاعبي الإنتر الفعل بإيمانهم بهذا الفكرة وليس لأنهم تغلبوا بالفعل على اليوفي وسط جمهوره، وعليه لو ظهر إنتر ستراماتشوني كفريق كبير دائما وليس فحسب أمام الفرق الكبرى، كل شيء سيصبح ممكنا بفضل أيضا النضج الذي أظهره ستراماتشوني، الذي برع في إعادة تصميم الإنتر خططيا وفنيا. وأول تحرك اتسم بالبحث عن الفوز هو التخلي عن ثلاثي الهجوم، حيث التضحية الأولية بالمهاجم بالاسيو في بداية الشوط الثاني والدفع بكاسانو الذي ساعد في تماسك الفريق، محررا بذلك القدرة الاندماجية لغوارين، الذي كان حاسما بالفعل بدخوله أمام اليوفي. التحرك الثاني من جانب مدرب الإنتر، والأكثر مفاجأة من التصرف الأول، هو الدفع بكامبياسو في وسط خط الدفاع بدلا من الموقوف صامويل مع التخلي عن سيلفيستري المخيب للآمال. وكما يحدث غالبا، كانت الجائزة من نصيب الفريق الأكثر جراءة، حتى وإن كان هدفا الفوز اللذان جاء مع أول تسديدتين نحو مرمى الخصم ليسا نتاج الحظ، بل هي القدرة المثالية على اغتنام الفرص، الأمر الذي افتقد إليه نابولي بالفعل خلال المباراة، رغم أرقام إنسيني في اللقاء. ولكن حتى تجربة القوة هذه التي قدمها الإنتر، لم تنجح في تدمير حفل عشاء اليوفي الذي احتفل في باليرمو بعودة مدربه أنطونيو كونتي إلى مقعده بعد توقف أربعة أشهر بفوز ثمين أكبر بكثير مما تعبر عنه نتيجة المباراة الـ(1 - 0) بتوقيع ليشتستانير. لاعب الجناح السويسري الأكثر براعة دائما، الذي سجل أمام بارما أول أهداف فريق اليوفي في هذه البطولة المحلية، خلال فترة وجود كاريرا على مقعد مدرب الفريق، أعاد أمام نابولي تكرار المشهد من أجل فتح حقبة جديدة ليوفنتوس هذا الموسم، وأخيرا تحت قيادة المدرب الأساسي للفريق.

هذا بالإضافة إلى سابقة تحمل الأمنيات في طياتها، لأنه منذ عام مضى، بفضل النقاط الثلاث التي حصدها اليوفي من باليرمو استطاع فريق كونتي أن يتخطى الميلان، الذي تعرض للخسارة على أرضه من جانب فيورنتينا، وحلق نحو الدرع الإيطالية. ولكن حينها، كانت هناك 7 مباريات فحسب متبقية على نهاية دوري الدرجة الأولى الإيطالي، بينما هذه المرة نحن لم نصل بعد إلى منتصف الطريق. حتى إن كان في النهاية، ومع عودة كونتي إلى مقعده، بزغ سؤال جديد: هل سيصبح منافس اليوفي على الدرع هو اليوفي ذاته؟