ميلانو تحتفل بالكريسماس على طريقتها الخاصة

TT

لأول مرة في بطولة الدوري هذه، حقق فريقا ميلانو، الإنتر والميلان، العلامة الكاملة معا لجولتين متتاليتين. وتشدو الجماهير بأغاني سوق أعياد الميلاد الشهيرة. وعلى هذا الصعيد فإن فريق المدرب كونتي متوحش. وكان قطبا مدينة ميلانو هما الوحيدان اللذان تمكنا من إلحاق الهزيمة به، بفضل عصارة من الدوافع الشرسة. المشكلة هي النجاح في إخراجها بهذه الصورة في كل المواجهات. بينما يوفنتوس يقوم بالشيء ذاته بوجه عام، أيضا مع كييفو أو سيينا المتواضعين، فهذا هو كنز كونتي الحقيقي. بعد تجاوز الانتصار في تورينو، تعرض الإنتر لفراغ مخيف في الهواء، ووجد أليغري نفسه يطلب شراسة هجومية مرات كثيرة. وبعد تسجيل قوة الروح (انتفض الميلان في كاتانيا وتورينو، وكافح الإنتر وعانى مع نابولي)، يتطلب الأمر الآن استمرارية في الأداء وتطورا في اللعب، حيث يتقدم يوفنتوس بيرلو كثيرا، إلا أن فريقي ميلانو أحرزا تقدما. بعدما خرج من غياهب بداية الموسم، والتي كان يبحر فيها بالرؤية العادية (4 - 2 - 4. والدفاع بثلاثة لاعبين..)، وجد أليغري في طريقة 4 - 3 - 3 الأسلوب الأمثل لتحقيق النتائج، ويغلق الثغرات الدفاعية في الوقت الحالي، وحدد في دي شيليو ومونتوليفو والشعراوي وجه المستقبل الذي عدل مسار الحاضر. وغير الإنتر من أدائه باستمرار. فيما لجأ سترامتشوني إلى الدفاع بثلاثة لاعبين، وها هو الثلاثي في تورينو، وها هو غوارين خلف رؤوس الحربة. ويحتاج لهوية لعب قوية، ولا بد أنه يدرس تغييرات في اللاعبين وطرق اللعب بشأنها، مثل اليوفي الذي يمتلك ظهراء لا يمكن تغييرهم، يمكنه التسلح بثلاثي، لكنه ما زال مرتبطا بفكرة 3 - 5 - 2.

الفكرة المهيمنة للإنتر يمكن أن تكون الطريقة التي لعب بها أمام نابولي (3 - 4 - 1 - 2)، حيث الدفاع الثلاثي، صاحب العشرة انتصارات، ولاعبو الوسط الذين يغلقون المساحات وظهراء شرسون، وغوارين صانع ألعاب ذو القوة البدنية لتمرير الكرات الذهبية إلى المهاجمين أو إنهاء الهجمة، لكن أيضا من أجل إسعاف وسط الملعب في مرحلة التغطية، و2 من بين بالاسيو وكاسانو وميليتو في الملعب، والثالث جاهز للنزول خلال المباراة. في هذا البناء بإمكان ستراماتشوني إدخال تغييرات (ثلاثي الهجوم حينما يكون ممكنا) ولاعبين، وعلى سبيل المثال العائد كيفو، ولاعب قلب وسط ذي مهارة (هل يكون باولينهو؟)، واحتياطي لميليتو. وللمستقبل، مايسترو الوسط الذي يغيب في منطقة غارغانو. لو وفى برلسكوني بالأحلام التي يبوح بها (من بالوتيللي إلى ما دونه)، فإن فترة الانتقالات الشتوية قد تقوي الميلان أيضا، والذي يبحث عن لاعب وسط مهاري وسريع على طريقة ماركيزيو في اليوفي، لكن لا يجب أن ننسى أن لديه هداف دوري الدرجة الأولى الإيطالي إلى الآن، الفرعون ستيفان الشعراوي، وهو أمر ليس بقليل. يمتلك الإنتر قوة شخصية فريدة، ففي الواقع يفوز بالمواجهات الكبيرة المباشرة. ولتأخذوا ظهيري الجهة اليسرى كونستانت وبيريرا كمثال، حيث يستعيدان الآن مصداقية بعد بداية صعبة، وهما رمز تكوينين تم تجديدهما جذريا والزمن فقط القادر على صقلهما.

مع حماس، هوية في اللعب، لاعبون جدد في أزمة وآخرون قادمون، فإن فريقي ميلانو يمكنهما التطور أكثر. وسنرى إلى أين. أظهر الموسم إلى الآن أن اليوفي أقوى ويلعب أفضل، لكنه قال أيضا إنه يمكن أن يخسر، وإنه بعد إنجاز (تشيلسي) قد يدفع الثمن (ميلان - يوفي). السيدة العجوز عاشقة للشامبيونزليغ بحرارة، وفي الربيع المقبل سينقسم قلبها إلى جزأين، فيما لن يهدر الإنتر نفس المشاعر في الدوري الأوروبي.