خدعوك فقالوا بطولة

TT

كنت أرى، وسأبقى عند رأيي، أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اتحاد عاجز عن إدراك الطريقة الأفضل لقيادة الكرة في أكبر قارات العالم، ومتخلف في رؤيته وبطولاته، ومتخبط في الكثير من قراراته.. وأقول هذا الكلام وأنا أدعي صداقتي للكثير من رجالاته العرب، لكن الاتحاد ليس للعرب فقط، بل القوة الأكبر فيه هم هوامير شرق آسيا الذين تركوا لنا القيادة في الكثير من المراكز لكنهم أيضا يتحكمون في الكثير من المفاتيح.

وما دمت أتحدث عن الخديعة فليس سرا أن مقاعد دوري أبطال آسيا التي تم اعتمادها بناء على معايير احتراف يابانية التصميم لم تكن لدى الجميع «حقيقية» باعتراف رئيس الاتحاد الموقوف محمد بن همام، وحتى باعتراف الكثيرين ممن لم يحبوا أن يعلنوها صريحة عبر وسائل الإعلام لكنهم يقولونها بقوة في الغرف المغلقة، لا بل وكان هناك مقترح لنصف كرسي للأردن وفيتنام وأستراليا وتايلاند لكن تم رفضه بالنسبة للأردن وفيتنام، وأعتقد أنه تمت الموافقة على أستراليا وتايلاند رغم أن أندية أخرى من دول مثل العراق والكويت وسوريا نالت كأس الاتحاد ولم تحترف ولم تطبق المعايير فتم منعها من دوري الأبطال، فهل الأمر خيار وفقوس؟!

وآخر تخبطات الاتحاد الآسيوي بطولة غرب آسيا، التي كانت في السابق تقام للمنتخبات الأولى، وأعتقد أنها كان فيها وقتها الكثير من الإثارة، وحسب علمي فهم أصروا هذه المرة على مشاركة المنتخبات الأولى ولهذا لم تشارك الإمارات التي كانت تريد المشاركة بالرديف، ولهذا لم تشارك أيضا قطر، لكن المشاركين الحاليين أيضا لم يشاركوا كلهم بمنتخباتهم الأولى باستثناء الكويت وفلسطين ولبنان واليمن والبحرين وربما سوريا التي غاب عنها أساسيون كثر، لا بل وصل الحال إلى أن بعض المنتخبات شاركت بلاعبين ليسوا أساسيين حتى في أنديتهم مثل السعودية، أو بمنتخبات رديفة مثل إيران والعراق والأردن.. ولهذا كانت السعودية وإيران أول الخارجين رغم أن الأخيرة هي البطلة أربع مرات وهذه هي أول مرة تخرج فيها من الدور الأول في سبع بطولات، والأنكى أنني كنت في الكويت يوم الخميس، أي قبل 48 ساعة من انطلاق البطولة، ولم أشعر للحظة بأن هناك من يتحدث عن غرب آسيا التي يحمل الكويتيون لقبها، علما بأنني كنت في مناسبة رياضية وبين رياضيين، ومن شاهد الملاعب شبه فارغة سيعرف أن البطولة لم تحظ بالاهتمام الجماهيري المطلوب رغم أنها تأتي قبل بطولة الخليج وتضم منتخبات وصلت إلى كؤوس عالم ونالت كؤوس آسيا والخليج. وبالمحصلة شاهدنا وما زلنا نشاهد بطلة عاجزة بمنتخبات هجينة اللون والتركيبة، علما بأن الفترة مناسبة جدا لمثل هذه البطولات لو تم الإعداد لها بشكل أفضل وتم إجبار الجميع على لون واحد من المشاركة ومن لا يريد فهذا شأنه، لكن لا نقبل أن يتم المزج والخلط بين رديف وأساسي في بطولة بحجم غرب آسيا، وأعتقد أننا نستحق اتحادا قاريا صارما وحازما وعادلا بين الجميع في كل شيء، بدءا من تطبيق المعايير وانتهاء بلجانه وبطولاته ورجالاته.