اليوفي يحسم الدور الأول مبكرا

TT

التساؤل بدأ يتلاشى، بسبب أخطاء الملاحقين وجدارة الموجود بالفعل في الصدارة. والآن بات الأمر واضحا، الفريق المنافس لليوفي على الدرع هذا الموسم هو اليوفي، بطل الدور الأول من البطولة المحلية قبل جولتين من نهايته، الذي اكتسح ضيفه أتلانتا في أقل من نصف ساعة وحلق لأول مرة في الصدارة بفارق سبع نقاط عن الإنتر الذي تعرض للهزيمة على يد لاتسيو، وبفارق ثماني نقاط عن نابولي الذي سقط على أرض بولونيا الرائع. وهكذا، تم إغلاق الصراع على الدرع بشكل حاسم تقريبا، بينما يظل مفتوحا على مصراعيه باب التنافس على المركزين الآخرين المؤهلين لدوري الأبطال، مع زيادة ترشيح الميلان الذي عاود الانطلاق بتحقيق الفوز الرابع له على التوالي، أمام بيسكارا. ومع عدم تشتيت الذهن بمباريات الشامبيونز ليغ حتى شهر فبراير(شباط) المقبل، ودون دروغبا - البطل الذي حمل النسخة الأخيرة من كأس البطولة الأوروبية، يواصل اليوفي تجاوز خصومه ونفسه أيضا. ومع وجود كاريرا أو إليسيو أو كونتي على مقعد المدرب، اليوفي يمتلك الآن مقارنة بالموسم الماضي أربع نقاط إضافية في رصيده وثمانية أهداف إضافية وهدف أقل. صحيح أنه تعرض للخسارة هذا الموسم مرتين، بينما في الموسم الماضي ظل بلا هزيمة، ولكن الاختلاف الأكثر أهمية يوجد في العدد الأكبر من الانتصارات (أكثر من الموسم الماضي بثلاثة لقاءات) وعدد التعادلات الأقل (خمسة)، وبخطوات جديرة بفريق كبير قادر على الاحتفاظ بزمام الأمور في المسار المزدوج (الدوري المحلي والشامبيونز ليغ)، مثل برشلونة. هذا بالإضافة إلى حقيقتين أخريين أكثر إثارة للقلق في ما يتعلق بالمنافسة: بشكل عام «هذا» اليوفي الذي يلعب، هو فريق بأفضل ما تحمل الكلمة من معان وليس كائنا مجهولا مثلما كان منذ عام مضى؛ لا سيما أنه هذه المرة، على عكس الموسم الماضي حينما كان على قدم المساواة مع الميلان في عدد النقاط، يمتلك سبع نقاط فارق عن أقرب ملاحقيه. ولكن تاريخ كرة القدم يذكر أن كل العودات الناجحة كانت تبدو مستحيلة عند بدايتها، وعليه فإن الإنتر ونابولي، رغم المظهر، لديهما الحق وبالأحرى واجب عدم الاستسلام، رغم أن كافاني ورفاقه يواجهون خطورة الابتعاد أكثر عن اليوفي بعد صدور حكم اللجنة التأديبية. ولكن أيضا في أسوأ الحالات نابولي، الذي لم يخسر مطلقا على أرضه، يتعين عليه العثور مجددا على مزيد من التركيز بالقرب من المرمى لأنه أهدر أيضا أمام بولونيا الكثير من الأهداف، وعليه في النهاية نزل به العقاب من كرة خلفية مزدوجة بتوقيع كوني وهدف فوز بولونيا (3-2) بتوقيع بورتانوفا، الذي احتفل هو الآخر على أفضل وجه بنهاية مدة إيقافه، بعد أسبوع من عودة كونتي لمقعده عقب انتهاء عقوبته.

بينما ربما يتعين على الإنتر إيجاد هيكل مستقر لفريقه بغض النظر عن سمات خصومه، لأنه ليس من الممكن أن ستراماتشوني بعد 17 مباراة لم يعتمد بعد طريقة لعب وتشكيلة أساسية لفريقه، مكتفيا بالاعتماد على الأفكار الوقتية ولياقة الأفراد الذين لا ينجحون دائما في القضاء على مشكلات اللعب. وهذا أيضا يفسر الشوط الأول المجهول الذي لعبه الإنتر أمام لاتسيو، دون حتى إظهار شيء قليل من تلك الشجاعة التي بها أطلق المدرب بتهور، عبارة «اختيار فني» على الاستبعاد المتسرع للهولندي شنايدر عن قائمة الفريق. وليس من قبيل الصدفة أن أليغري، بمجرد أن وجد طريقة بديلة لطريقة لعبه المفضلة (4-3-1-2)، استطاع إعادة إطلاق الميلان الذي حصد أمام بيسكارا ثلاث نقاط غالية في تسابقه نحو المركز الثالث محليا ومحاولة تجاوز فريق روما الذي خسر وسط ضباب فيرونا على يد كييفو. ومساء السبت المقبل، سينتهي عام 2012 كرويا بلقاء روما – الميلان، أول تحد مباشر لمطاردة أحد مواضع التأهل لدوري الأبطال. منذ موسمين ماضيين، كان التعادل أمام روما يكفي أليغري للاحتفال بلقب الدرع. هذه المرة، مهما حدث، ستكون الدرع محجوزة من قبل آخرين، بل من جانب فريق آخر.