يوشك باتو وربينهو على العودة لبلدهما، بينما أصبح لوسيو رسميا لاعبا في نادي سان باولو. ورحل جوليو سيزار ومايكون عن إيطاليا منذ فترة طويلة. لقد بدأت البرازيل تفلت من بين أيدينا وبدأنا نفقد الكرنفال بعد أن كنا البلد الذي يضم زيكو وفالكاو ورونالدو وكاكا. ولم يبق في إيطاليا من البرازيليين الدوليين سوى هيرنانيز الذي أحرز ستة أهداف ومن بعده يعتبر نيني لاعب كالياري هو الأبرز وسجل ثلاثة أهداف في الدوري الإيطالي هذا الموسم. ومن بعدهم لم يعد هناك سوى لاعبين من الشباب (ماركوينهوس وكوتينهو وزي إدواردو وغابرييل وروبينهو). لقد تبقى في إيطاليا نحو 40 لاعبا برازيليا معظمهم متواضعو المستوى ويجلسون احتياطيا ولم يسجلوا جميعا سوى 23 هدفا في 17 مباراة. وهو تقريبا نفس العدد الذي سجله باتو وروبينهو وكاكا في أول 17 جولة في موسم 2008 - 2009 حيث سجلوا 20 هدفا. وهل تذكرون كم هدفا سجلها زيكو مع أودينيزي في موسم 1983 - 1984؟ لقد أحرز ستة أهداف في أول أربع جولات و13 هدفا في أول 17 جولة. وبدلا من تسديدات زيكو يوجد اليوم ضربات الجزاء التي يسددها مايكوسويل. وأحرز رونالدو تسعة أهداف مع الإنتر في 17 جولة في موسم 1997 - 1998، لكن الوحش البرازيلي سرعان ما سيحرز الأهداف في مرمى الأندية الإيطالية بعد أن تركنا أفضل اللاعبين البرازيليين يرحلون لعجزنا عن الاحتفاظ بهم.
ويذهب نجوم البرازيل اليوم إلى إسبانيا وإنجلترا أو يرتدون القفازات وينتقلون إلى روسيا. وسيصبحون قريبا ألد خصومنا بعد أن كانوا يملأون ملاعبنا بالبهجة. لقد تلقت شباك الميلان في دوري الأبطال هذا الموسم أهدافا من هولك (زينيت الروسي)، وتلقى اليوفي أهدافا من أوسكار (تشيلسي) وذاق مهارة ويليان الذي دفع فيه شاختار دونيتسك 15 مليون يورو عندما كان عمره 19 عاما فقط. ونحن لا نمتلك ما هو أفضل من ويليانز (أودينيزي) الذي يساوي ثلاثة ملايين يورو فقط. إن نادي كورينثيانز مستعد لدفع 15 مليون يورو ثمنا لباتو وهذا هو الشئ الجديد. فقد كنا في السابق نذهب إلى البرازيل وكأننا نذهب إلى السوبر ماركت لملء حقائبنا بالبضائع. والآن أصبحنا نحن السوبر ماركت وأصبح مسؤولو الأندية الإيطالية يسافرون من أجل البيع. ومع تدعيم اقتصادها لم تعد البرازيل تبيع لنا أفضل لاعبيها بأزهد الأسعار وأصبحنا نشترى اللاعبين من الأرجنتين. وقد سجل الأرجنتينيون 59 هدفا في 17 جولة هذا الموسم. وتعادل الأهداف التي سجلها ميليتو (8) ولاميلا (8) ودينيس (6) وصامويل (1) الأهداف الـ23 التي سجلها جميع لاعبي البرازيل في دوري الدرجة الأولى الإيطالي.
لقد اجتاح الأرجنتينيون فريق كاتانيا ومعظم أندية الدوري، في حركة هجرة عكسية مقارنة بأجدادهم الإيطاليين الذين كانوا يجتازون الأطلنطي إلى الأرجنتين بحثا عن عمل في الماضي. ويمتلك هؤلاء اللاعبون قدرة كبيرة على التحمل ويتمتعون بصبر رونكاليا وبوجوه نحتها التعب والمشقة مثل كامبياسو. إنهم علامة على تغير الزمن وعلى الأزمة الاقتصادية. فلم نعد في إيطاليا قادرين على الرقص مع رونالدينهو أو النظر إلى ابتسامة رونالدو. وأقصى ما نستطيع الحصول عليه هو الاستمتاع بألعاب كوني اليوناني الألباني الذي كان يلعب مع ريفالدو في آيك اليوناني. وهناك أيضا بيرلو الذي يصوب كرات محكمة داخل المرمى والشعراوي بأهدافه الغزيرة وتصفيفة شعره المميزة. لقد أصبحنا نصنع الكرنفال بأنفسنا، لكن الحنين إلى لاعبي البرازيل سوف يؤرقنا طويلا.