هل نحن أكبر من أن نستنسخ تجربة الإمارات؟

TT

قبل انطلاق العرس الخليجي الـ«21» في المنامة، كانت مشاعري متجهة بطبيعة الحال نحو المنتخب السعودي لتحقيق اللقب، ولكن بعد المستويات المخيبة للآمال التي قدمها أفراده، وفقدانه لفرصة الحصول على كأس البطولة، وجدتني أتعاطف مع المنتخب البحريني، بصفته البلد المضيف والفريق الخليجي الوحيد الذي لم يحظَ بشرف نيل اللقب، على الرغم من أنه كان أحد المؤسسين لهذه البطولة، والمشارك في جميع نسخها.

ولكن بعد أن لحقت البحرين بالسعودية، تمنيت صادقا أن يكون الفوز حليفا للمنتخب الإماراتي، الذي أبهر الجميع بأدائه، معتمدا على حيوية وجماعية وانضباطية شبابه للظفر بالبطولة.

في ظني أن نجاح التجربة الإماراتية هو انتصار لفكرة «التجديد» و«الاستمرارية» التي عجزت معظم دول الخليج عن تحقيقها، وذلك عندما بذر مسؤولوها قبل 8 سنوات بذرة طيبة، وأحاطوها بسياج الرعاية والعناية اللازمتين، ليحصدوا ثمرتها لاحقا في مونديال البرازيل 2014، ومن ثم في روسيا 2018.

الواقع أن التحدي الذي قادته الإمارات كان في وضع منهج عمل ثابت، سواء بقي اتحاد الكرة أم غادر، فكان أن حافظ المجلس الجديد على ما أنتجه سلفه من توليفة لاعبين منسجمة مع جهازها الفني والإداري، والمشاركة بهم في مختلف البطولات، دون إرهاقهم بـ«سيف» الحصول عليها، فكانت النتيجة أن أصبح لديهم فريق يلعب كرة سريعة وصحيحة بأقل الأخطاء، على الرغم من توفر عنصر المهارة لدى 30 في المائة فقط من أفرادهم.

في المقابل، نجد أن السعودية التي تزخر بمواهبها الكروية، بدأت في عام 2011 بتطبيق ذات النهج، عبر اهتمامها بالفئات السنية المختلفة، محققة في ذلك قفزات ملموسة، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن ذلك، باستغنائها عن بعض كوادرها الفنية والإدارية لأسباب مجهولة.

واقع الحال يقول إننا عادة ما نبدأ البداية الصحيحة، بدليل بلوغنا المباراة النهائية لبطولة أمم آسيا 6 مرات، ووصولنا لنهائيات كأس العالم 4 مرات متتالية، وتحقيقنا لبطولة العالم للناشئين في عام 1989، وتأهلنا أكثر من مرة للأولمبياد، ولكن لأسباب غير معروفة دائما ما نضل الطريق بعد ذلك، فتتبعثر جهودنا وتتفرق خططنا قبل أن نبلغ مرادنا.

الأكيد أنني لن أقول كما قال الشيخ عيسى بن راشد النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة في مملكة البحرين، إن عدم تحقيق بلاده لبطولة الخليج سببه «النحس»، ولكني سألقي باللائمة على مسيري الرياضة السعودية ممن لا يحملون رؤية واضحة لما يراد الوصول له، وإن توفرت لهم الرؤية، عدمت لديهم الحيلة والقدرة على تنفيذ ذلك، فيقعون في ذات الأخطاء التي يقعون فيها دائما، وبالتالي انطبق عليهم المثل الشعبي «من جرف لدحديره يا قلب لا تحزن».. فهل تتضافر الجهود هذه المرة لاستنساخ التجربة الإماراتية الماثلة نتائجها أمامهم، أم سيعتبروا أنفسهم أكبر من ذلك؟!

[email protected]