التجديد أعاد المنتخب!

TT

تجديد فروح فمستوى ففوز فوضعية جديدة، أهلت الأخضر لاعتلاء قمة مجموعته بالتصفيات الآسيوية، تلك التي تجمعه بالعراق والصين وإندونيسيا ضمن المجموعة الحديدية الأقوى!

روح جديدة تولدت من تيار التغييرات الذي عصف بأجهزة المنتخب الأول، فنيا وإداريا ولاعبين فندهم الشارع الرياضي (بالمستهلكين) والمنتهية صلاحيتهم!! روح جديدة صنعت منتخبا بهوية جديدة وروح وإصرار لأسماء واعدة لديها مخزون حيوي تقدمه بجعبتها الدولية، تتوقد حماسا وعزيمة و(هنا الفرق) بين من أطفأت السنين والمشاركات حتى لا نقول النكسات جذوة حماسهم وأحرقت تحفيزهم أضواء النجومية والفلاشات ولم يعد لديهم ما يقدمونه وبين من يريد تحقيق ذاته عبر بوابة منتخب بلده محفزا بإحساس جديد بالمسؤولية المضاعفة مسؤولية سمعة وطن ومسؤولية الارتقاء بنتائج كرة الوطن! ومسؤولية الثقة التي أعطاها له ولي الأمر وهذه وحدها مسؤولية وأمانة وعمق حسي وفني كبير!

تخبطات رايكارد وقناعاته الذاتية (البائسة) خاصة بمسألة اختيار اللاعبين بمزاجية لا تشبهها سوى تلك العقلية الهولندية التي غضت الطرف عن حيوية وديناميكية وفعالية أسماء كانت جديرة بالانضمام للمنتخب عطفا على تميزها مع أنديتها بالدوري وباقي المسابقات المحلية، وضمه لأسماء رأس مالها (صيتها الماضي) بناء على شعبية بنى عليها هو إسقاطاته المستقبلية غير أنه هو أول من سقط بتلك البئر التي حفرها للأسماء التي أعادها مجددا للمنتخب فخيبت أمله وأملنا جميعا!!

وحتى لا نقف عند الماضي كثيرا ونمارس جلد الذات المعتاد، أود الإشارة إلى أن فوزنا على الصين ليس كل شيء، فالصين ليست تلك الجملة الكروية المستحيلة التي لا تهزم، هي مجرد مرحلة (انتقالية) منطقيا الفوز بها مهيأ، عطفا على ظروف تقلبات الطقس الفني ورياح التغيير الإدارية والعناصرية، فالانتصار صنعته روح الحس الجماعية وروح النظرة الموحدة والهدف الوطني الأحادي التوجه بمختلف الاتجاهات بما فيها الإعلامية، فالخطاب الإعلامي نجح في برمجة نفسه مع الانطلاقة الجديدة متناسيا إخفاقات الماضي وقافزا عليها!

فوزنا على التنين ليس سوى ردة فعل إيجابية (اعتبارية) لا ينبغي أن تكون (وقتية) ولا مؤقتة بل مستمرة ومتنامية ومتصاعدة وهو ما يتطلبه العمل بالمنتخب من تطوير وتحسين وتنمية ومعالجة مستمرة للأخطاء التي كلفتنا كثيرا!

لوبيز كارو لا يملك عصا سحرية تصنع الفوز دائما، هو فقط وضع يده على مكامن الخلل والمشاكل الفنية للمنتخب لا تعالج بمباراة أو اثنتين بل تحتاج لوقت وتنقيب مستمر أفقيا وعموديا، بمعنى التنقيب عن أسماء واعدة تفيد المنتخب وإخراج أفضل ما لديها من إمكانيات لخدمة كرة الوطن!

الطريق لا يزال طويلا بالتصفيات ولا ينبغي أن نكون (عاطفيين) أكثر من اللازم لنتابع المضي في مسير ثقافة القطيع المستمرة لدى البعض مع.. مع أو ضد.. ضد!! منتخبنا تخطى مباراة وما زال أمامه مباريات أخرى، هي من يقرر وضعية المستقبل القاري بالتصفيات مع النهائيات القارية بأستراليا 2015!

بركة التجديد لا ينبغي الركون إليها، فمسؤولية بناء منتخب يحترم ويقف على أقدامه من جديد مهمة زمنية، تتخللها جملة من الأعمال التطويرية والتنقيبية كما ذكرت للبحث عن الأفضل! هي مجرد مباراة حصد ثلاث نقاط، لكنها حملت في طياتها عنوانا عريضا قوامه رد الاعتبار، واستعادة الثقة أمام الذات أولا والإمكانيات ثانيا والقناعات ثالثا والرابعة سلامتكم!

[email protected]