المرشح السعودي.. لماذا الآن؟

TT

من المفترض أن يتم الإعلان رسميا عن ترشيح السعودي الدكتور حافظ المدلج لمنصب رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو المنصب الشاغر منذ إيقاف رئيسه القوي (القطري) محمد بن همام إلى استقالته لاحقا. وما بين الإيقاف والتحقيقات والاستقالة بزغ نجم الصيني جي لونغ الذي قيل إنه لعبة بيد أشخاص آخرين ومنهم رئيس الفيفا سيب بلاتر وبعض الجهات العربية، وهو ما دعا محمد خلفان الرميثي الرئيس السابق للاتحاد الإماراتي لكرة القدم لمهاجمة أول ثلاثة أشهر من خلافة الصيني قائلا: «إن وجوده خطر كبير، وإن الاتحاد الآسيوي بحاجة إلى رجل قوي صاحب كفاءة وخبرة وتجربة وعلاقات جيدة، ويملك الشجاعة للوقوف أمام الأخطاء، والعمل على تصحيحها ولا يسمح بتكرارها، كما يجب أن يكون مؤهلا للعمل على خدمة الكرة في القارة، وليس خدمة مصلحة خاصة وجهة معينة»... كلام الرميثي يختصر كل شيء وما يجري في الكواليس، لهذا سارعت الإمارات لترشيح نائب ابن همام (ورئيس الاتحاد الحالي خلفا للرميثي) الأخ يوسف السركال الذي يحارب على جبهة إقناع «معارضي ابن همام من العرب» أنه ليس نسخة كربونية منه، لهذا جاء التوجه الكويتي من الشيخ أحمد الفهد وشقيقه طلال بدعم المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، فصار لدينا ثلاثة مرشحين عرب في مواجهة مرشح صيني أراه من دون نقاش الأوفر حظا للفوز حتى بدعم من أصوات عربية خليجية وسط حالة التخبط التي نتابعها حاليا.

وهنا يأتي السؤال: لماذا المرشح السعودي أيا كانت هويته في هذا التوقيت المتأخر؟ خصوصا أن السعودية تترأس الاتحاد العربي لكرة القدم وكل العرب شرقهم وغربهم منضوون تحت هذا الاتحاد بمن فيهم المنضمون إلى اتحاد غرب آسيا الذي يترأسه الأمير الأردني علي بن الحسين، وهل ترشيح المدلج دليل الفشل في الوصول إلى حل توافقي بين الشيخ سلمان والسركال أو من يدعمهما، لهذا تدخل السعودية لأول مرة في تاريخها بمرشح للرئاسة؟

شخصيا، وفي ظل الصورة الراهنة التي نراها من دون وجود شروحات سرمية من الاتحاد العربي أو غرب آسيا، أعتقد أنه يجب أن تكون هناك دعوة فورية وعاجلة ليجتمع الكل تحت مظلة الاتحاد العربي للخروج بمرشح واحد ينال قطعا أصوات 12 دولة عربية قادرة على أن تشكل ثقلا كبيرا على حسم الكرسي الآسيوي، رغم أن بعض العرب يقولون إن أيام ابن همام لم تكن لصالح العرب نهائيا، لا تحكيميا ولا تنظيميا، بل من استفاد منها هم الأستراليون بالدرجة الأولى الذين دخلوا آسيا عنوة وغصبا عنا وبدعم مباشر من ابن همام، وسيتأهلون لكؤوس العالم عن قارتنا الأسهل... واليابانيون الذين وضعوا خارطة الاحتراف على هواهم ودول مجموعة آسيا، التي استضافت أربع منها مجتمعة كأس أمم القارة في بادرة تاريخية غير مسبوقة ولن تتكرر بعد فشلها الذريع، وأيضا الهند التي توجت بطلة لكأس التحدي وشاهدناها في كأس الأمم وسط غياب أسماء طنانة رنانة من أجل أرضائها بحجة دعم دول المنطقة.

أنا شبه متأكد أن العرب لن يفوزوا بهذا المقعد ما دامت كلمتهم مشتتة والكل يرفض التنازل أو حتى مجرد النقاش حول من يبقى ومن يتراجع.