ثلاثية نصراوية.. إلا إذا!

TT

موجة عريضة «جدا» من التفاؤل تسود الأوساط الجماهيرية النصراوية، تتمثل في قدرة فرقتها «الكارينيوية» المتطورة كثيرا في الأسابيع الأخيرة على إسقاط ندها التقليدي فريق نادي الهلال، في نزال نهائي كأس ولي العهد، الذي يقام غدا «الجمعة» على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض.

تقابل كل ذلك حالة من الترقب والقلق الجماهيري الهلالي «على غير المعتاد، خصوصا في السنوات الأخيرة»؛ خشية أن تقع فرقتها «الكمبوارية» المتردية، وبصورة تدعو إلى الشفقة؛ جراء الأخطاء الإدارية الفادحة في كل ما يسوق لإسقاط زعيم الكرة السعودية من مكانته المعروفة والمعهودة إلى متاهات تجاوزها منذ فوزه ببطولة الدوري السعودي الممتاز عام 1977! حيث كانت نقطة الانطلاق لتزعم الكرة السعودية.

وعندما تذهب الترشحات إلى قدرة النصر على إعادة ذكريات الثلاثيات الحاضرة ثلاث مرات (3-1) في النهائيات أمام الهلال من «نهائي كأس الدوري التصنيفي 1976».. مرورا بـ«نهائي كأس الملك 1981» حتى «نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين 1995».. فضلا عن «نهائي كأس الملك 1987» هدف لصفر برأسية ماجد عبد الله الخرافية!

إن هذه الترشحات «لا» تستند «فقط» إلى تاريخ يتفوق فيه النصر على الهلال في النهائيات؛ حيث لم يخسر فيها سوى نهائي البطولة العربية 1-2 في ملعب الملك فهد بالرياض 2001. والنهائي الشهير «لدى الهلاليين» في ملعب جدة عام 1989.. عندما سقط بطل الدوري «المرشح الأقوى» بثلاثية غير متوقعة، تناوب على إحرازها مدافعو الهلال: حسين الحبشي، وعبد الرحمن التخيفي، وحسين البيشي «!!!» بقدر ما تستند الترشحات إلى التباين الفني الكبير «جدا» بين نصر متطور وهلال متدهور.. بإقرار عقلاء بني هلال الذين يقرون بأن منافسهم أفضل.

نتائجيا.. في المباريات الثلاث الأخيرة لكل فريق.. النصر «هو» مَنْ هزم الهلال دوريا.. والنصر «هو» من قلب تأخره أمام العربي الكويتي إلى فوز قاتل «3-2» في كأس الاتحاد العربي، قبل أن يعود محليا ليكسب الاتفاق دوريا بثنائية السهلاوي أمام منافسه «الأقرب» الشباب «3-2»، وهو المتقدم في الشوط الأول كل ذلك بعدما سحب مدربه «زلاتكو» الثنائي الهداف القحطاني ياسر برباعية لهدفين.. لم يكن مقنعا للنظار والمراقبين والمحللين وحتى الدورية يكون الهلال قد خسر مباراتين من نزالاته الثلاثة الأخيرة!

هنا.. وبكل الحياد والعقلانية والهدوء.. نقول في مجمل الأحوال: «أوضاع النصر الإدارية والتدريبية والعناصرية والنتائجية في المباريات الأخيرة - على الأقل - أفضل بكثير من أحوال نده ومنافسه التقليدي الهلال! لذا مَنْ يذهب لترشيح النصر للفوز بهدفين أو بثلاثة أهداف، لا يرتكب إساءة بحق الفريق الزعيم، أو يقدم مجاملة «غير مبررة» للعالمي! هذه هي واقعية الأحوال عشية نزال النصر مع الهلال؛ لكن هل يعني كل ما سبق أن فوزه الأخير «محال»؟!

الأكيد «لا» ليس مستحيلا.. ففي عام 1989 كان النصر بطلا للدوري بجدارة؛ لذا رشحناه لضم الكأس للدرع؛ ولكن ما الذي جرى؟!

لقد أسقط الهلال النصر بأكبر خسارة «كأس» للأخير أمام الأول بثلاثية نظيفة تناوب على إحرازها مدافعون ثلاثة، اثنان منهم لم يزره، شباك النصر «البيشي والتخيفي» لا قبل ذلك النهائي ولا بعده!

تلك التجربة تجعل الناقد العاقل الذي يتعلم من التاريخ يقول: ثلاثية النصر أقرب.. إلا إذا... «؟!» تكررت أحداث مباراة أقيمت قبل 24 عاما، فعندها «قد» تحضر روح هلالية «فجائية» تهطل لتنسف تفوق تاريخ وحاضر النصر على الهلال في النهائيات، مع الأمنيات بنهائي خيالي يفوز فيه الأفضل والأجدر!

[email protected]