«نزق» جماهير الرياض

TT

ينتظر أن تزين جماهير الكرة السعودية اليوم نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والنصر، كأول لقاء يجمعهما على نهائي بطولة، بعد لقائهما الأخير في أبريل (نيسان) 2008 على كأس الأمير فيصل بن فهد، والذي انتهى نصراويا بنتيجة 2-1.

هذا اللقاء الذي سيرعاه الأمير سلمان بن عبد العزيز، يتوقع أن تعد له إدارة استاد الملك فهد الدولي وشركة «صلة» الراعية للمباراة، برامج وفعاليات تليق بهذا الحدث، وخاصة أنها أول بطولة تسجل باسم راعي المباراة، وثالث أهم بطولات الموسم الرياضي بعد كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري «زين».

اللافت أن إدارة الفريقين اتخذت كافة الإجراءات الفنية والإدارية الكفيلة بتقديم نهائي يليق بقطبي الكرة السعودية، غير أن ذلك في تقديري ليس كافيا لدى الكثير من الجماهير الرياضية لحضور المباراة، حيث يتوقع أن تكون هناك مساحات كبيرة في الملعب غير مشغولة، عطفا على «نزق» جماهير الكرة في الرياض.

وعندما أقول «نزق جماهير الرياض» لا أجد أنني مجاف للحقيقة، فقد شاهدنا الكثير من مباريات هذا الموسم والذي قبله، وقد لعبت وسط حضور جماهيري هزيل، لا يليق بتاريخ وجماهيرية أندية العاصمة (النصر والهلال والشباب)، ولا بحجم المسابقات التي تشارك فيها، ولا الملاعب الموجودة بها، هذا إن لم يكن حضورها سلبيا، إما بمغادرة المدرجات قبل نهاية المباراة، وإما بتشجيع الفريق المنافس لها، إذا ما تعرض فريقها لأي تعثر.

الغريب أن جماهير هذه الأندية في المناطق الأخرى يختلف موقفهم وتعاملهم عن نظرائهم في الرياض من حيث الوجود المكثف في المدرجات أو المساندة الإيجابية لتقديم أفضل المستويات، الأمر الذي دعا إدارة ناديي الهلال والنصر، وأعضاء الشرف فيهما، إلى الاستعانة بجماهيرهم من خارج الرياض لحضور المباراة مع تأمينهم لتذاكر المباراة مجانا.

المفارقة أن إدارة المنتخبات لاحظت الأثر السلبي الذي تحدثه جماهير الرياض على لاعبي المنتخب، فآثرت منذ سنوات إقامة معظم مبارياتها الودية والرسمية خارج العاصمة، لإضفاء مزيد من الروح الإيجابية على مشاركات المنتخب الدولية، كما حدث مؤخرا عندما أقامت مباراة الصين على ملعب الأمير محمد بن فهد بالدمام، وقبل ذلك في الأحساء والطائف وجدة.

الأكيد أن الكرة السعودية على مستوى الأندية والمنتخبات تمر بمنعطفات كثيرة منذ سنوات، ولكن هذه المنعطفات لم تمنع جماهير الكرة في جدة ومكة والدمام والأحساء ونجران والقصيم من حضور مباريات فرقها وتقديم الدعم والمؤازرة لها، في موقف لا يمكن وصفه بأقل من أنه مسؤول.. فمتى تعي جماهير الرياض أن كرة القدم ليست سوى وسيلة للتسلية والترفيه تنتهي بانتهاء صفارة الحكم ولا تحتمل كل هذا التشنج والنزق؟

[email protected]