مدرب خاص لدفاع الهلال

TT

منذ أن عرفت الهلال قبل أكثر من 30 عاما، وهو الفريق ذاته الذي يمتلك خطا دفاعيا لا يشق له غبار، وفي سنوات طويلة، كان هذا الخط هو المورد الرئيسي لدفاعات المنتخبات السعودية المختلفة.

المفارقة أن الفريق، رغم قوته الدفاعية، كان - على الدوام - لا يجيد سوى اللعب بطريقة هجومية، سواء كان يمتلك خطا هجوميا قويا أو متواضعا، متقدما في المباراة أو خاسرا فيها؛ لذلك حرصت إداراته المتعاقبة على استقطاب أبرز المدربين العالميين ذوي النزعة الهجومية، أمثال كندينو، وجويل سانتانا، وبلاتشي، وأوسكار، وباكيتا، وأخيرا غيريتس، لتوائم إمكانات لاعبيها.

الغريب أن الهلال بعد رحيل الروماني كوزمين أولاريو في موسم 2009 - وإن حافظ الفريق على نهجه الهجومي - أصبح يعاني خللا واضحا في دفاعاته، بشكل جعل الوصول إلى مرماه أمرا تجيده جميع الفرق، المتقدمة منها في سلم الترتيب والمتأخرة.

هذا الأمر، وإن لم يظهر بشكل جلي في فترة البلجيكي إيريك غيريتس، لقدرة الفريق في تلك الفترة على التسجيل العالي، ظهر بعد ذلك بشكل واضح مع الألماني توماس دول، والتشيكي إيفان هاسك، والفرنسي أنطوان كومبواريه؛ ما تسبب في خسارة الفريق كثيرا من النقاط التي أضعفت موقفه في كثير من البطولات.

ولعل ما حدث للهلال بالأمس أمام العين الإماراتي في أولى مباريات دوري أبطال آسيا يصب في الاتجاه ذاته، غير أن هذه المرة كانت الخسارة مقرونة بسوء تقدير إمكانات الفريق، عندما أوعز الكرواتي زلاتكو داليتش للاعبيه باللعب بطريقة دفاعية لم يألفوها يوما، فكانت النتيجة أن استقبلت شباكهم 3 أهداف مع الرأفة، بعد أن كان الفريق متقدما بهدف منذ أولى دقائق المباراة.

واقع الحال يقول إن إدارة الكرة في نادي الهلال تبحث دوما عن أجهزة فنية تناسب قدرات لاعبيها، وتبذل في سبيل اعوجاج مواقع الخلل في فريقها الكثير، كالتعاقد مع محترفين أجانب لشغل مواقع الضعف، وجلب مدربي لياقة لتهيئة اللاعبين بدنيا وفنيا للمباريات والبطولات المختلفة، والاستعانة بمدرب خاص للحراس؛ لرفع كفاءة حراسها، وفي أحيان أخرى تتم الاستعانة بمستشارين نفسيين لإعداد اللاعبين ذهنيا، فلماذا لا تستعين بمدرب خاص لتنظيم عمل خط الدفاع في الفريق، خصوصا أن كثيرا من الفرق العالمية أصبحت تستقطب نجوما عالميين للإشراف على خطوطها الضعيفة.

يدلل على ذلك تجربة سامي الجابر مع أوكسير الفرنسي عندما استعان به الجهاز الفني للإشراف على خط هجوم الفريق، فكانت النتيجة - حسب صحيفة «لانوفال روبيبليك» - أن أوكسير يعيش مفارقة غريبة، يمتلك ثاني أضعف خط دفاع ورابع أفضل خط هجوم، فهل تبادر إدارة نادي الهلال إلى معالجة هذا الخلل بجلب مدرب يعيد تنظيم عمل خط دفاع فريقها، أم ستظل تدور حول المشكلة دون أن تضع يدها على مكمن الخلل؟!

[email protected]