ازدحام صفوف أي فريق لكرة القدم بالنجوم من فئة «السوبر ستار» قوة هائلة وأساس للتفوق؛ حتى وإن كان هذا التميز العناصري وحده لا يضمن ولا يحقق الإنجاز؛ لأن للفوز متطلبات وشروطا أخرى مهمة.
العناصر (اللاعبون) هم الأساس، وتأتي بعد ذلك العناصر والأطراف الأخرى، وكذلك العوامل المتعددة، حيث لا بد من اكتمال العناصر والعوامل معا لكي يحقق الفريق أهدافه. ومع ذلك يمكن القول إن لمقدرة اللاعبين مؤشرات مهمة، ومن خلالها يبدأ التقييم الفني. أسوق هذه المقدمة وصورة وتاريخ وإنجازات وشهرة المنتخب البرازيل أمامي.
في مرحلة النجم الأسطوري بيليه كان من حوله ومن جيله مبدعون، أمثال جارنشيا وديدي وفافا وأماريلدو وسانتوس ثم جارزينو وتوستاو وريفلينو وكلودوالدو. وفي مرحلة زيكو كان هناك إيدر وسقراط وفالكاو وجونيور، وفي مرحلة رونالدو كان هناك روماريو وريفالدو ورونالدينو، وأخيرا كاكا، ثم بدأت مرحلة غياب الأسماء الثقيلة البارزة عالميا التي بالإمكان وضعها مع الأسماء السابقة!
صحيح أن كرة القدم الحالية تغيرت كثيرا، متجهة للأداء الجماعي مع مزيد من الاهتمام بالجوانب كل التي تشكل أهمية بالغة لأي مدير فني؛ إلا أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال إلغاء أو تجاوز أهمية الأساس الذي يكمن في كفاءة ومقدرة اللاعبين، أي تصنيفهم فرديا «عادي وماهر وبارع ومبدع وأسطوري».
عطفا على ذلك، لا أستغرب حين يأتي المنتخب البرازيلي العريق صاحب الإنجازات الأكبر عالميا في الترتيب الـ«18»، ويتصدر قائمة التصنيف منتخبات إسبانيا وألمانيا والأرجنتين وإنجلترا وإيطاليا، واللافت للنظر أن كل هذه الفرق سبق أن فازت بكأس العالم. النجوم الأبرز عالميا هذه الأيام يمثلون هذه المنتخبات، بدليل أن المنتخب المتصدر يضم أفضل النجوم حاليا، أمثال تشافي وإنييستا وكاسياس وفابريغاس وديفيد فيا وغيرهم، في حين لا يزال ميسي يغرد وحده مسخرا كل طاقته لخدمة برشلونة، مع وجود أسماء جميلة من نجوم الأرجنتين معه، وإن كانوا أقل كفاءة ونجومية.
أين هي الأسماء البرازيلية التي يشار إليها بالبنان؟!
بالتأكيد: لا توجد. ولذلك ابتعدت البرازيل كثيرا، والأسباب متعددة، لكنني هنا أركز على مسألة أهمية المقدرة الفردية التي لا يمكن إطلاقا إهمالها.
ولو أردنا تطبيق هذه الحقيقة على أي فريق لتوصلنا إلى هذه النتيجة، مع الاعتراف كما أسلفت بضرورة الالتفات للعناصر والعوامل الأخرى التي يضعها أي خبير أو مدير فني في الاعتبار.