أول ناد سعودي «استثماري»!

TT

أتوقع أن يكون عميد الأندية السعودية الاتحاد أول نادٍ يتجه لتطبيق نظاما جديدا يعتمد على الاستثمار بنسبة 100 في المائة. والحقيقة أن الاتحاد مُكرَه لا بطل، وقد فرض الواقع نفسه، وبات الاتحاد مفلسا وعاجزا، وهو، قبل أن يكون أول نادٍ يجبر على الاستثمار، يُعتبر أول نادٍ يسقط من الكبار.

سيسجل التاريخ أن الاتحاد دخل مرحلة جديدة بعد أن ابتعد «الداعم» الذي اعتمد عليه النادي لسنوات، وقبل ذلك اعتمد على الأمير طلال بن منصور وعدد من أعضاء الشرف الذين كانوا قادرين على تقديم الدعم المالي الذي يناسب ويكفي المرحلة ويسد الحاجة.

انتهى هذا العهد، والبقية على الطريق، ولن يطول الانتظار. سيلحق الهلال والأهلي والنصر والشباب بالاتحاد؛ لأن مرحلة جديدة يجب أن تبدأ، إلا إن بدأت الخصخصة، وتلك حكاية أخرى، ويبدو واضحا أن الحل في ظل صعوبة تطبيق الخصخصة أن تبدأ مرحلة الاستثمار الذي يتكيف ويتفق مع أنظمتنا؛ لأن الأندية السعودية تنضوي تحت لواء الرئاسة العامة لرعاية الشباب.

وأسأل بهذه المناسبة: أين الأمير عبد الله بن مساعد؟! أعني: أين وصل مشروعه الكبير الخاص بالاستثمار في الأندية السعودية؟!

لقد حان الوقت لفرض واقع جديد.

ولأن الاستثمار قد بدأ وطال انتظار الخصخصة، أتمنى أن تتدخل الدولة في مسألة الرقابة. لا بد على الرئاسة العامة أن تدخل الأندية وتراقب بدلا من هذه الفوضى التي بدأت مع بداية الاستثمار الجزئي. وإذا كان الدعم المالي سيتوقف، فإن الأندية لن تكون ملكا لأفراد ولا يحق لأي شخص كان أن يوقع العقود ويعقد الصفقات في الخفاء بلا رقيب أو حسيب.

توقف أعضاء شرف الاتحاد عن الدعم قد يكون خيرا، وتبدأ مرحلة جديدة تعتمد على الاستثمار الذي يجب أن يكون مدروسا ومحسوبا تحت إشراف الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ لأن الأندية في هذه الحالة لن تكون مملوكة لفرد أو أفراد. وإلى أن تتحرك الرئاسة أسأل كيف سيخوض عميد الأندية السعودية هذه التجربة؟ بل كيف يبدأ هذه المرحلة التاريخية التي فرضت نفسها؟!

أتفق مع هؤلاء الذين قالوا إن صغارنا الذين ذهبوا إلى أوروبا لن يستفيدوا فنيا بدرجة كبيرة بقدر ما ستكون الفائدة لوكيل اللاعبين واللاعب نفسه ماليا بعد العودة للملاعب السعودية. اللاعب لا يتعلم إلا في سن مبكرة، ولو كانت الأندية قد اهتمت بمن هم في سن الـ12 لما كانت هناك حاجة لذهاب هؤلاء الصغار.

كنت أتمنى لو ذهب أحد نجومنا للإفادة والاستفادة، وهذا هو النجاح بعينه، أما تجربة الصغار، أمثال الحافظ وصالح الشهري وعبد الله عطيف وصقر عطيف والبرناوي والسحيمي وإبراهيم الإبراهيم وقصي الخيبري، أظن أنها ستكون مفيدة من ناحية تعلم الانضباط والوقوف على ثقافة كروية مميزة، لكن تطوير المهارة التقنية يجب أن يكون في مرحلة مبكرة، ومع ذلك أرجو أن أكون مخطئا ونرى المقبلين من أوروبا وقد استفادوا فنيا.

[email protected]