الإبعاد.. ترحيل بنكهة الطرد!

TT

أثارت الإدارة الاتحادية بقرارها الاستغناء عن الثلاثي محمد نور وحمد المنتشري ورضا تكر، الذي جاء في صورة إجازة ممتدة إلى نهاية الموسم؛ الزوابع والاحتجاجات، خاصة أن قرارها ذاك فسر على أنه «طلاق بائن بينونة كبرى» أو ترحيل نهائي وبلا عودة!

السؤال المطروح حاليا: هل الإدارة أخطأت باتخاذ القرار كخطوة جريئة يراها البعض تأخرت بعض الشيء أم في آلية تصدير القرار الانفعالي، خاصة بعد رباعية الهلال؟! قد نختلف مع الإدارة الاتحادية في آلية القرار وطريقة تقديمه، سواء للإعلام أو للجمهور، والذي يعارض شق كبير منه الاستغناء عن «أسطورة» كمحمد نور، ويقف تيار شرفي لا يستهان به ضد الطريقة «اللاأخلاقية» التي تعاملت من خلالها إدارة الفايز مع النجوم المبعدين!

كخطوة احترافية تستهدف المصلحة العامة الإصلاح والتطوير.. أنا مع قرار كهذا، ومن حق الاتحاد كنادٍ أن يبحث أصحاب الحل والربط فيه عن حل مناسب لإعادته لوضعيته المعهودة بالشكل الذي يرونه مناسبا بين الكبار، خاصة فيما يتعلق بسياسة الإحلال، والاختلاف هنا ليس على السياسة، لكن على طريقة التعاطي معها، والتي يرى البعض أنها كان يمكن أن تكون «مهضومة» لو حدثت كإحلال تدريجي بعيدا عن الفجائية أو الصورة «العنترية» التي استشعرت من الجميع واستهجنوها!

منطقيا وبالعقل الذي نثق جميعا بأنه لا يتفق مع «العاطفة المؤججة» في الوسط الاتحادي، قرار الإدارة احترافي ومن حقها تصعيد جيل شاب يأخذ فرصته ويقدم الجديد، وأعيد التأكيد على سلبية الإحلال المفاجئ كزمنية وآلية! المثلث الخطير حاليا في إشكاليات الوضع الدائر والخلاف بين الإدارة واللاعبين المبعدين والثوار جمهور الاختلاف والمعارضة وكيفية تهدئة وضع كهذا! برأيي أن سبب كل تلك الزوبعة ليس الإحلال ولا الإبعاد بقدر ما هو في أزمة الاقتناع والقناعات بين الإدارة ومعارضيها من شرفيين ترى فيهم إدارة الفايز والجمجوم «محرضين» أو جمهورا، وهو ذاك الشق العاطفي الذي يتفاءل بالكيمياء الإيجابية لنور في المباريات، وأصبحت الأوضاع بالتالي إما مع أو ضد، مع الإدارة وضد المبعدين، أو العكس، وما يتبعها من سلسلة وقفات نفس واختلافات! الغريب أن الإدارة بعد قرارها «الانتحاري» بالاستغناء عن نجوم الخبرة المخضرمين تحاول إرضاء المعارضين أو الثوار و«المغضوب عليهم» المبعدين بوعد حفل اعتزال أسطوري لن يتكرر في ملاعب الكرة السعودية بالنسبة لنور مع أنه «حق وواجب» في حق نجم لا يتكرر كمحمد نور وتضحياته «جمايله» وتفانيه في خدمة فريقه طوال سنوات، ما يعاب على الإدارة كما أعيد مجددا آلية تنفيذ القرار و«التغليف الطفولي» لزوابعه بغية تهدئة الأوضاع وامتصاص الغضب! وإن كان كل ذلك خارج إطار العرف الرياضي الاحترافي المنطقي المعهود فلكل زمن دولة ورجال وهي حقيقة أجدها منطبقة على كرة القدم ونسيجها الكيميائي المتغير «نفعني وأنفعك» المتبادل بين اللاعب والنادي، فالأندية بحاجة للاعبين شباب حيويين «ديناميكيين» يضيفون النتائج والبطولات للنادي باستمرار، والعكس فاللاعبون بحاجة لأندية تضخ لهم الرواتب والأموال أولا بأول لتتدفق ولا تؤخرها.. إنه عالم الاحتراف الذي لو فهمناه وطبقناه بحذافيره لما وصلنا إلى هذا الحال المتردي!

وليست النهاية لنور أو رضا أو المنتشري، فأرض الله واسعة والرزق الحلال يطلب ولو في الصين، وهم مطلوبون بعيدا عن الاتحاد!!

[email protected]