قلت إن الاتحاد أول نادٍ سعودي يتخلى مضطرا عن النظام الشرفي الوحيد القديم المتمثل في الاعتماد على دعم كبار أعضاء الشرف، وعليه فإن عميد الأندية السعودية سيكون أول نادٍ يدخل مرحلة الاستثمار، فلا خيار لديه في ظل توقف أعضاء الشرف عن الدعم، وفي ظني أن بقية الأندية ستلحق بالاتحاد ولن يطول الوقت؛ لأن الظروف تغيّرت وأعضاء الشرف في معظم الأندية لم يعودوا قادرين على تقديم الدعم المطلوب، وهناك من هو غير مقتنع أصلا بالمنهج القديم، حيث يمثل عضو الشرف ثقلا كبيرا من جميع النواحي.
دفع الاتحاد ويدفع ثمنا غاليا لهذا الابتعاد المفاجئ لعضو شرف كبير، في حين لا تزال الأندية المنافسة تنعم بالدعم الكبير، خاصة أندية الأهلي والشباب والهلال، ولا شك أن الدعم المالي ينعكس على النتائج، ولذلك لا يستغرب المتابع حين يتراجع الاتحاد وتطول فترة غيابه عن البطولات؛ لأن المسألة ببساطة أن الأندية السعودية الكبيرة لا تزال تعتمد على الدعم الشرفي أولا وعلى «الراعي» الرسمي ثانيا، ولأن ما يقدمه هذا «الراعي» أقل بكثير من حجم الإنفاق؛ تظل الأندية غير قادرة على الاستمرار دون مشكلات مالية، إلا أن توقف الطموح فيما يتعلق بالمنافسة على البطولات.. وفي ضوء ذلك، فإن الأندية، وفي مقدمتها الاتحاد «الضحية الأولى»، مجبرة على البحث عن مصادر تمويل جديدة وخوض تجربة صعبة مختلفة تتطلب التخطيط والصبر والاحترافية والمنهجية، على أن لا نغفل أهمية الرقابة؛ لأن النادي ليس ملكا لأحد.. يتعين على الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تكون أكثر جدية من ناحية مراقبة الجانب المالي في الأندية إلى أن يصدر نظام استثماري واضح وتتساوى الأندية الكبيرة في هذا الجانب. أعود للاتحاد وأؤكد أن النادي بحاجة أكثر من أي وقت مضى لعودة الأمير طلال بن منصور، وهو أول من ينطبق عليه المرجع الأول أو القيادي الأول وكبير أعضاء الشرف، بغض النظر عن الدعم المالي؛ ذلك أن الاتحاد وأي نادٍ آخر بحاجة إلى وجود قيادي بارز وموجه و«حلال مشاكل».
يفترض أن يبدأ الاتحاد مرحلته الجديدة ابتداء من الموسم المقبل وخزينته خاوية، لكن كيف ينجح النادي الجماهيري دون قائد؟!
* إدارة نادي الاتحاد كانت أشجع وأجرأ الإدارات الاتحادية عندما قررت الاستغناء عن أسماء كبيرة من نجوم الفريق حان الوقت كي تغادر وتحل أسماء واعدة.
كنت من أوائل من طالبوا بالتغيير، بيد أنني أرى أن طريقة التغيير لم تكن جيدة، كما أن التوقيت لم يكن مناسبا. قرار رائع شوّهته الطريقة والتوقيت، ومن هنا كانت الزوبعة والضجة الكبيرة. وكان بإمكان الاتحاديين اللجوء للإحلال بهدوء وبلا إعلان وصخب، وفي نهاية الموسم حيث الغربلة المتوقعة.
الاتحاد بحاجة أكثر من الأهلي والهلال والنصر إلى الحيوية.. إلى تجديد الدماء.