قراءة في بطولة كأس الأبطال

TT

أعادت لنا قرعة مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال سيناريو مكررا عن الموسم الماضي الذي حمل «الكلاسيكو» العنوان العريض لمواجهاته، سواء الابتدائية أو النهائية، فالأهلي والنصر التقيا في النهائي الذي فاز فيه الأهلي، والهلال والاتحاد التقيا في البداية وأول «كلاسيكو» جاء مبكرا.

السيناريو نفسه يتكرر مبكرا للفرق الأربعة السابق ذكرها، وهذا يعني أن فريقين كبيرين من قطبي جدة والرياض سيغادران جملة الفرق منذ البداية، عطفا على قوانين وأنظمة البطولة، أو حسب المثل القائل «مكره أخاك لا بطل»! الفرق الثمانية التي ستشارك في هذه البطولة الغالية على قلوبنا جميعا هي الستة الأوائل في الدوري وبطل كأس ولي العهد، وبطل كأس الأمير فيصل بن فهد «الاتحاد سابقا»، وهذه البطولة قصيرة النفس التي ستقام على طريقة الذهاب والإياب تم تقسيمها إلى مستويين متوازنين تقريبا! بقراءة تاريخية في سجلات البطولة، والتي تعد ثاني أكبر وأهم البطولات في المسابقات المحلية السعودية بعد الدوري، نجد أنها كانت قد بدأت الركض مبكرا عام 1957م، واستمرت إلى عام 1990م، ومن ثم توقفت، وذلك بسبب دمج اسم المليك خادم الحرمين الشريفين في كأس مسابقة الدوري السعودي ليصبح «كأس دوري خادم الحرمين الشريفين» آنذاك، ثم عاودت الظهور كبطولة محلية مستقلة عام 2007 - 2008م إلى الآن. خمس سنوات مضت على إعادة انطلاق بطولة الملك التي تعد كأسها الأغلى والأثمن بين كؤوس القارة الآسيوية جميعا، حيث تناوب على حصدها الشباب (مرتين) والأهلي (مرتين) والاتحاد (مرة واحدة فقط) والهلال والنصر (ولا مرة)! بمعنى أن هذه البطولة ذات طابع كيميائي حميمي كروي خاص لمن تبتسم له ومن تدير ظهرها له، وبما أن الفتح كان قد فجر هذا الموسم الكروي أقوى المفاجآت (غير المفاجئة) والمتوقعة مبكرا عموما، بحصده لقب دوري زين السعودي، وفتحه باب الأمل لباقي الفرق التي ترى في الوصول إلى القمة وخطف الألقاب مهمة مستحيلة، فالميدان - في رأيي - «جاهز» الآن، وتحديدا في هذه البطولة، مع ميزة خفتها وسرعتها (النفس القصير)، وقيسوا على الفتح وإنجازه مع بطولة النفس الطويل لتدركوا كيف أن الباب سيكون مشرعا لمن يهتم ويجتهد، ولكل مجتهد قسمة ونصيب!

فقط أتمنى أن تجد مشاركة فرق الفتح والاتفاق والرائد أو الشعلة والنصر طريقها إلى الكأس! ولم لا يكون الهلال ليكمل منظومة بطولاته والعقد الناقص من روزنامتها؟! وبصراحة أتمناه الفتح ليكمل موسم الحصاد النموذجي، استكمالا لقائمة الأفضليات غير المسبوقة له! وليجتمع الحسنيان (الدوري والأبطال) وتمثيل مشرف - بإذن الله - للوطن في دوري الأبطال الآسيوي متى حافظ النموذجي على قائمة أفضلياته! لكم تمنيت لو أن الاتحاد السعودي لكرة القدم قد أبقى على قرار الاستعانة بالحكم المحلي نافذا و«إجباريا» من دون تدخل لـ«يمكن» و«من الممكن» حكم أجنبي لتظل هذه البطولة التي هي في الأساس ذات طابع خاص على خصوصيتها المعتادة جغرافيا وتحكيميا. أقصد حتى لا يدخل للاعتقاد ولو من باب الشك واليقين، حسابات المحسوبيات والمجاملات، ولكي يتسنى للحكم السعودي استعادة بريق اللياقة الذهنية والبدنية التي يبدو أنه سيفقدها من واقع الاستعانة به في بعض المباريات الجدلية!

فهل سنرى بطلا جديدا لهذه البطولة العصية على البعض الودودة مع الآخر أم.. ؟! ألقاكم.

[email protected]