وفاة محسون جلال تفتح ملف تكريم رواد العمل الاقتصادي في السعودية

TT

فتحت وفاة الدكتور محسون بهجت جلال احد اوائل الاكاديميين الاقتصاديين في السعودية يوم امس الاول الاربعاء ملف تكريم رواد دنيا الاعمال والاقتصاد في السعودية الذين عاصروا التجارب الاولى في مسيرة النمو في هذا البلد، حيث اعتبر الاصدقاء المقربون من رجل الاعمال والاقتصادي السعودي البارز الراحل الدكتور محسون بهجت جلال انه لم ينل ما يستحقه من تكريم، وبما يليق مع مكانتة العلمية وانجازاته الادارية على مدى سنوات عمله مدرسا في جامعة الملك سعود، واثناء توليه مناصب قيادية في مجالس ادارة عدد من الشركات الصناعية الكبرى.

وقال الدكتور اسامة عبدالرحمن، احد الاصدقاء المقربين من الراحل والذي عاصره في مراحل عدة لـ «الشرق الاوسط» «ان الدكتور محسون لم ينل حقه من الوفاء لما قام به، ولم ينل حقه من التكريم، فمن خلال معرفتي بالفقيد التي تعود الى العام 1962 عند لقائي الاول به خلال دراستي على يده يوم كان معيدا في جامعة الملك سعود، وقد عرفته عن قرب، ولمست فيه الصدق، والصراحة، والموضوعية، والعفوية، وحسن السجية، وحسن السريرة، وطهارة النفس، واتمنى ان لا ينسى الذين درسهم الفقيد، وقد درس جيلا، ان لا ينسى فضله، وان ينكر جميله، فقد كان مخلصا في عمله، مخلصا في اداء رسالته على اكمل وجه.

واشار الى ان الدكتور محسون اعتمد اللامركزية من خلال تفويض زملاء العمل باداء مسؤوليات واعطائهم فرصة المشاركة في صنع القرار، وهو ما اسيء فهمه من قبل البعض، الذين اعتبروا هذا الاسلوب تفريطا بينما يعد في الحقيقة تعزيزا لمشاركتهم في صنع القرار في المؤسسة او الشركة.

ووصف الدكتور اسامة الراحل بانه محب للتنقل من عمل الى عمل، وكأنه يرغب في خوض تحديات مختلفة، وكان الراحل قد ووري الثرى مساء اول من امس الاربعاء في تونس التي اختار الاقامة فيها خلال السنوات الماضية.

ومن جانبه قال المهندس عبدالسلام حداد الذي كان الفقيد قد تولى تربيته منذ صغره كونه زوجا لوالدته حتى ان الاول يخاطبه حتى مماته «بوالدي» ان الكثير من الذين يتعاملون مع الراحل في شركة التصنيع الوطنية التي صاحب فكرة تأسيسها يحتفظون بعلاقة قوية معه، واستمروا في التواصل معه وزيارته بشكل جماعي حتى بعد تقاعده من الشركة، مما يدل على علاقته الودية مع مرؤوسيه.

وقال ان معاناة الراحل مع المرض بدأت في العام 1983 عندما تعرض لاول مصاعب في القلب، اعقبها عملية في القلب في العام .1999 يشار الى ان الفقيد حاصل على عدد من الاوسمة الاجنبية في تايوان واندونيسيا ومالي وتونس.

وكان الفقيد قد بدأ حياته العملية بالتدريس بجامعة الملك سعود في العام 1961 بعد تخرجه من جامعة القاهرة، ثم تفرغ للتحصيل العلمي وعاد اليها عام 1976 كأستاذ بعد حصوله على الدكتوراه. واختير في العام 1975 كنائب رئيس ومدير عام للصندوق السعودي للتنمية، وفيما بين عامي 1978ـ1981 مثل السعودية في صندوق النقد الدولي. واختير أيضا عضواً باللجنة الفنية بالهيئة العليا للنفط. ورأس مجلس إدارة مؤسسة الإستشارات السعودية لمدة خمسة أعوام، وتمتع بعضوية مجلس إدارة البنك السعودي الدولي والشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك.