صدام حسين كما يتذكره أحد أصدقاء الطفولة وزملاء الدراسة

هوايته الأثيرة صيد السمك بالقنابل وأقصى أمنياته امتلاك سيارة جيب وبندقية وناظور

TT

حتى الآن لا يعرف الكثير عن شخصية الرئيس صدام حسين في طفولته وصباه، فمعظم الذين رافقوه وعرفوه عن قرب في تلك الفترة ماتوا مبكراً ميتات غير طبيعية (حوادث سيارات، قتل غامض)، ولم يبق غير اثنين او ثلاثة كانوا قد غادروا العراق وعاشوا في الخارج منذ السنوات الاولى لوصول صدام الى السلطة عام .1968 ومن هؤلاء الاعلامي والشاعر العراقي المعروف ابراهيم الزبيدي الذي عمل في اذاعة وتلفزيون بغداد منذ الخمسينات. وهو كان زميلاً لصدام حسين في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية في تكريت وبغداد وصديقاً شخصياً له ولابن خاله، عدنان خير الله طلفاح الذي كان وزيراً للدفاع ومات في حادث تحطم هليكوبتر في الثمانينات.

ومنذ فترة عكف الزبيدي على تدوين مذكراته التي يسرد فيها ما اختزن في ذاكرته من تجربته الاعلامية والسياسية والثقافية. واحتوى العديد من فصول المذكرات معلومات غير مسبوقة عن الرئيس صدام حسين وشخصيته وسلوكه وعلاقاته في سني الطفولة والشباب، وهو ما نرى ان له قيمة ثمينة في هذه الفترة بالذات تساعد على فهم ما يجري في العراق الآن وما جرى خلال العقود الثلاثة الماضية.

«الشرق الأوسط» اختارت عدداً من اوراق الاستاذ ابراهيم الزبيدي التي ستصدر قريباً في كتاب بعنوان «دولة الاذاعة.. مشاهدات وذكريات»، وهي الاوراق التي تتضمن ذكرياته عن صدام حسين والمقربين منه.

* مدينــة منسيــة

* نادرا ما كان أسم تكريت يذكر في صحيفة أو إذاعة، هنا أو هناك. فهو لم يكن يرد إلا حين يُذكر صلاح الدين الأيوبي ومكان ولادته بالصدفة فيها، أو حين تروى أبيات شعرية لأبي نواس يمتدح فيها تكريت بجودة خمورها أيام العباسيين. تكريت ليست سوى مدينة صغيرة فقيرة مهملة لا يميزها شيء عن باقي مدن العراق، خصوصا في زمن الفقر والجهل والتخلف الذي خيم لا على العراق وحده بل على الكثير من دول الجوار والمنطقة.

لم يكن يوجد في تكريت، الى أن غادرتها في أوائل الستينات، مطعم من أي نوع أو من أي حجم، لأن بيع الطعام لمن لا منزل له في المدينة نقيصة. ومن يزور المدينة، من غير أهلها هو ضيف عليها. وبالتالي فمن العيب أن يباع له الطعام. ونفس الشيء ينطبق على الفنادق. هذا بالإضافة الى أن أحدا لم يكن ليزورها إلا قاصدا، وإلا إذا كان له فيها مضيف من الأقارب أو الأصدقاء.

لم يكن فيها شارع كما تعرف الشوارع الآن، فأغلبها درابين، أي أزقة ضيقة الى حد أن حمارا يحمل كيساً ـ مثلا ـ يتوقف خط سيره عند وصوله الى مدخل أحد تلك الأزقة، فيحمل صاحب الحمار الحمولة عن حماره ليوصلها الى أصحابها.

المنازل متلاصقة متشابهة في أغلبها وبسيطة. غرفة واحدة لكل الأغراض، وحوش واحد، وتنور وحمام عربي وأحيانا مرحاض عربي.

كانت عشائر تكريت قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة. وشيوخ تلك القبائل هم أقرب الى عمداء الأُسَر منهم الى الشيوخ. فلم يكن هناك فرق ملحوظ بين العميد وبين أبناء عشيرته الآخرين، لا في لبسه ولا أكله ولا حتى في السلوك. فلم تعرف تكريت الإقطاع مطلقا كما هو في الجنوب أو الوسط. فحين نسمع أو نقرأ شيئا عن الإقطاعيين نكون كمن يقرأ شيئا عن عالم غريب لا يعرفه، ذلك لأن الشيخ التكريتي الذي يملك أرضا زراعية أو أغناما أكثر من حاجته يعمد الى تشغيل أقاربه فيها من أبناء عمومته، ويتقاسم معهم المردود، كل حسب حاجته. وليس في تكريت من هؤلاء الملاكين سوى أبناء عشيرتين، هما الشيايشة، وعميدهم عزاوي العلي، عم صلاح عمر العلي، الوزير السابق والمعارض الحالي، والبو حجي شهاب، وعميدهم شريف الحاج شهاب، شقيق حماد شهاب وزير الدفاع الأسبق (قتل عام 1973). أما باقي العشائر الأخرى كالبو خشمان والحديثيين والبو ناصر، ومنهم (أهل العوجا) فلم تكن تملك أراضي ولا مزارع ولا مواشي. وبحكم تلك التركيبة الاجتماعية لسكان تكريت أصبح الجميع أقارب الجميع. فقد تداخلت الأسَر ببعضها بالتزاوج، بشكل واسع وفريد. فلا تجد أحدا غريبا عن أحد، عدا أهل العوجا من (البو ناصر). فهم الوحيدون الذي لم يختلطوا بالتكارتة. فقد كانوا أقلية منطوية على نفسها، لا تجد من يزوَّجَهم أو يتزوج منهم. يقطن الشيايشة في القسم الشمالي من تكريت، والبو حجي شهاب في غرب المدينة، والبو خشمان في شرقها المسمى بـ (القلعة). أما البو ناصر الذين يطلقون على أنفسهم لقب (البيكَات)، جمع بيك، فتقطن قلةٌ قليلة منهم في جنوب المدينة، ويسمى بـ (الحارّة) أي الساخنة، ويقطن الباقون منهم في قرية العوجا.

* العوجا

* يقال إن (عْمَرْ بيك) ـ نزح مع أولاده الى تكريت من جنوب العراق، قبل مائة سنة أو أكثر بقليل. ولا يعرف بالضبط من أي المدن أو القرى في الجنوب، ولا أحد يستطيع القطع بنسبه أو أصل تسميته لنفسه بيك. وفيما بعد، وبعد أن تسلموا السلطة في العراق زعم خير الله طلفاح (خال صدام حسين)، أن نسبهم يتصل بآل البيت. ولكن دون دليل قاطع سوى روايات وشهادات رجال دين من النجف وكربلاء قد يكونون مضطرين أو مجبرين على إصدارها. ولأن أهالي تكريت في أغلبهم مسالمون وهادئون ومتدينون، فقد كرهوا النازحين الجدد، وهم يرونهم يسيرون مسلحين بخناجر ومكَاوير و(المكَوار عصا متينة طولها نصف متر أو أقصر، يكون أحد طرفيها مكللا بكرةٍ من القار الصلب، لتصبح سلاحا كافيا لفج رأس الخصم عند القتال). هذا بالإضافة الى طبعهم الذي لم يألفه التكارتة ولم يحبوه، فهم مطبوعون بالعنف وقلة التهذيب والخشونة في التعامل مع الآخرين والتسلط والابتزاز والسرقة والسطو، كما عرفوا بقلة تدينهم أو ندرته. فلا يشاهد أحد منهم في مسجد ولا في مجلس عزاء. لكل هذه الأسباب قاطعهم التكارتة وعزلوهم بشكل تام، فلا أحد يجالسهم في مقهى، ولا أحد يدعوهم الى داره أو يزورهم، وفرضوا عليهم مقاطعة اقتصادية شبه كاملة، ولكن غير معلنة، إزاء ذلك وجد (عمر بيك) نفسه مضطرا لأن يأخذ عائلته وأولاده ونساءهم وأبناءهم الى خارج المدينة، وبالتحديد الى جنوبها، بمسافة أحد عشر كيلومترا، ليبني دورا من الطين على ضفة النهر، ويزرع بعض الخضراوات، ويربي بعض الأغنام، ردا على حصار التكارتة. ثم وبعد سنين من العزلة تمكن بعض أبنائه وأحفاده من استرضاء بعض التكارتة، فاصبحوا يبيعون في تكريت ما يزرعونه في (العوجا). جاءت كلمة العوجا للدلالة على أصحاب الخلق الأعوج أو الفعلة العوجاء. فحين تسأل: من أين اشتريت هذا? يقال لك: من أهل العوجا، أو: أين المكان الفلاني? يقال: قبل العوجا بكذا أو بعد أهل العوجا بكذا.

ومع مرور الزمن أصبح الاسم المتداول الذي يطلق على تلك البيوت القليلة الطينية المتناثرة هو العوجا. وقد ثبت أن أبناء العوجا يعانون من هذه العقدة الى اليوم ويحقدون بسببها على التكارتة.

وبسبب فقرهم المدقع وقلة المتعلمين منهم، بل ندرتهم، بالمقارنة مع التكارتة، فإن أهل العوجا لم يتخلوا عن كره التكارتة والحقد عليهم أبدا. ولدى أهل العوجا، الى الآن، عدم احترام عميق واحتقار متأصل للمتعلم، إذ إنهم يعتبرونه مخنثا أو ناقص رجولة.

* دجاجة عمتي

* في أواخر الأربعينات أو أوائل الخمسينات، لا أذكر على وجه الدقة متى وكيف، تعرفت على عدنان خير الله طلفاح، ثم على صدام حسين الذي يكبرنا بأربع سنوات. أما أين فأذكره بوضوح. كانت لي عمةٌ اسمها (مدينة) تسكن في حي (الحارة) الذي يقطنه أهل العوجا. وكنا نلعب في فناء دارها. عدنان وأخته ساجدة (زوجة صدام الاولى) وأنا، بحضور أمهما (ليلو) مطلقة خير الله التي كانت تمضي معظم وقتها الطويل مع عمتي البسيطة المتدينة وأحاديثها الدافئة التي ُتسرّي عنها وتبعد الألم والفراغ. وكان أهل العوجا، على خشونتهم وعدوانيتهم، يحبون عمتي ويقبلون شتائمها، ويأنسون إليها، ويقومون بكل ما تطلبه منهم من خدمات، وهم الفرحون والمبتشرون. كانت عمتي أرملة تعيش وحدها في منزل واسع بسيط أغلب جدرانه مهدم أو مائل أو واقف على أمل السقوط. ليس لها أبناء وترفض بكبرياء أية مساعدة من أحد، حتى من أخيها (والدي) أو أختها. تفتق ذهنها عن وسيلة للعيش تغنيها عن ذل السؤال. فاقتنت عددا من الدجاجات من النوع المعروف ببيضه الكبير، لتبيعه وتنفق من ثمنه على متطلبات عيشها القليلة الزهيدة. ثم تآلفت مع دجاجاتها. كانت لا تتأخر، حين تزورنا، خوفا على دجاجاتها من خطر السرقة أو الجوع أو العطش. وحين كانت تعود من زيارتنا تجري عملية حصر وتعداد وجرد دقيقة. ذات يوم عادت من إحدى زياراتها. وحين قامت بتعداد دجاجاتها وجدت أن واحدة منها مفقودة. أعادت العد والحساب مرة ومرتين دون جدوى. وفجأة خطرت لها خاطرة. كانت الدار التي تلاصق دارها هي دار إبراهيم العبد زوج ليلى الطلفاح (احدى خالات صدام)، وكان يعمل شرطيا في تلك الأيام، قبل أن ينتقل الى جوار منزلنا في حي (القلعة). أطلت عمتي من فوق الحائط المتهدم الذي يفصل بين داريهما فرأت قِدرا موضوعا على النار، وليلى وإبراهيم يحيطان به. خرجت على الفور من منزلها ودخلت منزلهما، وحملت القدر من على النار وعادت به، وهما يراقبان بصمت. فهما يعرفان وهي تعرف أن ما في القدر هو الدجاجة المفقودة. أكملت عمتي طبخها وقسمتها نصفين، ونادت على ابراهيم العبد أعطته نصفا وهي تقول: كلا منه بالحلال. لكنها لم تسلمه نصف الدجاجة إلا بعد أن أقسم لها على عدم الغدر والخيانة، وعلى ألا يمد يده الى دجاجاتها بالحرام مرة أخرى.

* صيد السمك بالقنابل

* ولكثرة ما كنت أتردد على منزل خيرالله طلفاح وما تسببه ثرثراتنا، نحن الثلاثة، من إزعاج لأهل الدار، فقد اقترح عدنان أن نبني غرفة لنا في باحة المنزل الواسعة. وقبل اقتراحه على الفور بشرط أن نقوم نحن ببنائها وبأقل التكاليف. كنا، صدام وأنا، البناءين، نقف على أعلى الجدار نتلقى من عدنان ومن ساجدة الطين والِلبِن (الآجر الطيني المجفف). وحين كبرنا قليلا صرنا نسافر معا الى قرية العوجا مرة كل أسبوع لزيارة صبحة والدة صدام، بزورق صغير ينساب في الذهاب مع مجرى نهر دجلة في رحلة جميلة ساحرة. لكنه في العودة يصبح مهمة شاقة ثقيلة كريهة يحاول كل منا التهرب منها. إذ كان علينا سحبه عكس تيار الماء، مسافة عشرة كيلومترات. وكنا نتناوب على سحبه بالتساوي. وفي إحدى تلك الزيارات تعرفت الى (دْهام) الذي كان شهيرا يومها بأنه (البطل). قيل لي إنه قتل أحد أعمامه، ومكث في القرية دون أن يختفي، ودون أن يجرؤ شرطي من التكارتة على إلقاء القبض عليه خوفا من انتقامه. ودهام هو ابن إبراهيم الحسن (عم صدام وزوج امه) والأخ الأكبر لبرزان.

الأمر الذي لم أفهمه من تلك الزيارة هو نفور ابراهيم الحسن من صدام، ابن أخيه وابن زوجته. كان يتلقانا عدنان وأنا، برحابة وود كبيرين، لكنه لم يكن يطيق صدام. وربما كان هذا هو السبب الذي دفع بالأخير الى الهجرة الى تكريت للسكن في منزل خاله خير الله طلفاح في الصيف، ومنزل خالته ليلى في الشتاء. أما دار ابراهيم الحسن في العوجا فليست دارا كما تعرف الدور، فهي غرفة واحدة لكل احتياجات الأسرة. هي غرفة النوم والطعام والضيوف. وفي الليل، وكنا في فصل الصيف، ننام على حصيرة خارج المنزل، صدام وعدنان وبرزان، وكان صغيرا، وأنا. كان ابراهيم الحسن شريك خير الله في زراعة قطعة أرض على شاطئ النهر في العوجا. خير الله صاحب الماكينة التي ترفع الماء من النهر لسقي الخضراوات وإبراهيم بجهده. وحين يباع الحاصل في سوق تكريت يقتسمان المردود. كانت هوايتنا الوحيدة صيد السمك. أمه صبحة كانت تشجعنا كثيرا على ذلك. خصوصا أن لصدام خبرة مبكرة في تركيب قنبلةٍ خاصة ترمى في النهر لتقتل السمك الذي يطفو على سطح الماء بعد انفجارها. كان يشتري عجينتها من مكان وفتيلتها من مكان آخر. كنا، عدنان وأنا، في العاشرة من العمر أو الحادية عشرة، وكان هو في حوالي الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة. يخوض بنفسه وبجرأة عجيبة الى مدى بعيد في النهر. يشعل الفتيلة وينتظر الى أن تشب النار فيها ثم يرميها، وما هي إلا لحظات حتى يهتز الشاطئ ويتدفق الماء ويطفو السمك فنتسابق مع تيار الماء لالتقاطه. كانت تلك الصداقة باباً واسعاً لتقريعٍ شديد ومستمر من والدي الذي كان يوبخني ويؤاخذني على علاقتي المشينة، مع أهل العوجا ومع صدام بشكل خاص. كان يقول: لو لم تكن لك ميول شريرة كميـوله، ولو لم تكن (سَرسَرياً) (كلمة تركية شائعة في العراق تعني: سيئ الخلق) مثله لما ألفت رفقته. وكان يرسل ورائي من يتجسس علي. هل رافقت صدام ام لا في ذلك اليوم ? لكنني كنت متمسكا بتلك الرفقة ولم أر فيها ما يريب. صحيح أن صدام كان باردا في صداقته، وعدنان أكثر حميمية والتزاما بحدود الصداقة، إلا أنه ـ صدام ـ كان يذود عني ويتحمل المشاق أحيانا في خدمتي.

* الحب الأول.. وأمنية صدام

* أحببت ذات يوم، كما يحب المراهقون، فتاة من أقاربي. وكنت أزور أهلها في الكوخ الذي كانت كل أسرة تكريتية تبنيه من أغصان الشجر وأوراقه على شاطئ دجلة في الصيف. و«دفاعا عن الشرف» تصدى لي أقاربها وأقاربي الشباب ومنعوني من زيارتها وهددوني بالضرب إن عاودت الزيارة. وحين أخبرت صدام بذلك عرض مرافقتي. وظل يرافقني الى حدود الكوخ، ثم يجلس خلفه في مكان يراه فيه الآخرون، وينتظرني ساعات تحت الشمس الحارقة بصمت، وبقينا على هذه الحال أسابيع. كنت سعيداً جدا بذلك التحدي وأنا أتمشى داخلا أو خارجا بكبرياء، وأقاربي الذين هددوني يشتعلون غيضا دون أن يجرؤ واحد منهم على مهاجمتي. وحين ملَّ صدام من اللعبة وقرر التوقف عن حمايتي توقفت أنا أيضا عن الزيارة والى الأبد. بعد ذلك انضم الى رفقتنا نبيل نجم (وكيل وزارة الخارجية العراقية حاليا) فصرنا رباعيا لا يفترق. ولو كنا في غير العراق الذي يحكمه صدام، لكان سهلا على نبيل نجم اليوم أن ينشر الورقة التاريخية النادرة التي ذكّرني بها عندما كان سفيرا لدى اليونان في أوائل الثمانينات، ووعدني بنسخة منها ولم يفعل. قال لي نبيل: في الخمسينات كنا نراجع دروسنا على الشاطئ في منطقة يقال لها القائم الكبير، فخطر لنا أن يكتب كل منا على ورقة واحدة ما يتمناه في المستقبل. تمنى نبيل أن يصبح طبيبا مشهورا، وقد تحقق له نصف حلمه، وأصبح مضمدا في مستشفى الطفل العربي في كرادة مريم. وتمنى عدنان أن يصبح عسكريا لامعا وتحقق له ما تمنى، لكنه سرعان ما هوى، وما زال سر سقوط طائرته طي الكتمان. وتمنيت أنا أن اصبح شاعرا. أما صدام فلم يجعل أمنيته مركزاً اجتماعيا أو سياسياً، كمنصب مثلا أو مهنة، بل طلب فقط سيارة (جيب) وبندقية صيد (كسرية) كما يسميها العراقيـون ودربين (ناظور). وأظنه نال ما تمنى.