العراقي حسين سعيد: جاهزون لمقابلة الفرق الكويتية وأنديتنا عادت لتدريباتها

كونا لجنة لتسيير الرياضة وسنشارك في البطولة العربية بالقاهرة ونتوقع عودة سريعة لكأس الخليج في الكويت

TT

يقف حسين سعيد (لاعب القرن في العراق) على رأس لجنة كروية رياضية بادرت بجهود ذاتية لاعادة بناء بيت الرياضة العراقية وبخاصة كرة القدم الذي دمر تماما بفعل الحرب الانجلوأميركية على العراق وحالة النهب والسلب التي طالت المنشآت الرياضية والأندية والملاعب ومقر اللجنة الاولمبية والهيئة العامة للشباب والرياضة والاتحادات الرياضية ما عزل الرياضة العراقية عن محيطها الخارجي منذ عدة أسابيع. وتمكنت «الشرق الأوسط» من الاتصال عبر هاتف الأقمار الصناعية من عمان مع حسين سعيد الذي ينظر إليه كرجل المستقبل لانتشال الكرة والرياضة العراقية، وهو ما زال يحتفظ بعضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومرشح العراق لعضوية اللجنة التنفيذية في الاتحاد العربي لكرة القدم، كما انه المرشح لتكريم خاص في بطولة كأس العالم للشباب بالإمارات أواخر العام الحالي ضمن نخبة من نجوم بطولات كأس العالم للشباب، حيث كان حسين سعيد هداف النسخة الأولى التي أقيمت في تونس عام 1977، كما انه حاز مؤخرا عضوية اللجنة الإعلامية في الاتحاد الدولي. وكان حسين سعيد قبل انهيار النظام العراقي يشغل منصب نائب رئيس اتحاد كرة القدم الذي يرأسه عدي صدام حسين، كما كان يشغل منصب امين السر المساعد للجنة الاولمبية العراقية التي كان يرأسها عدي صدام حسين أيضا.

وبسؤاله عن الجديد في أخبار الكرة والرياضة في العراق؟ قال سعيد: تعلمون ان العراق يمر الآن بظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل فقد دمرت البنية التحتية للرياضة بفعل قذائف القوات الانجلوأميركية وما تلى ذلك من حالة الفوضى وتعرض المقار الرياضية والملاعب الى النهب، وقد دفعنا ذلك نحن الرياضيين امثال شيخ المدربين العراقيين عمو بابا وحارس المرمى الشهير رعد حمودي واللاعب المعروف احمد راضي ان نبادر من باب غيرتنا على وطننا بجهود ذاتية لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه، في الجانب الرياضي على الأقل.

* ومن أين تستمدون هذه الصلاحيات في ظل غياب النظام والحكومة في العراق؟

ـ قوتنا نستمدها من القاعدة الشعبية والجماهيرية التي نتمتع بها بفضل الإنجازات الكبيرة التي حققناها للرياضة العراقية في العقود الماضية، وقد اعددنا ورقة عمل لآلية إعادة بناء واعمار الرياضة العراقية، أرسلناها الى مكتب اعمار العراق المنبثق عن الحكومة المدنية ومنه تلقينا ردا إيجابيا بأن الأيام القليلة المقبلة سوف تشهد إشهار لجنة تتولى رسميا تسيير شؤون الرياضة العراقية تمنح صلاحيات الاتحادات الرياضية واللجنة الاولمبية العراقية والهيئة العامة للشباب وكذلك إدارات الاندية، لانها خطوة لا بد منها في هذه المرحلة لاحياء ما دمرته الحرب على العراق، رغم صعوبة المهمة بسبب تجميد كافة أرصدة الاتحادات والأندية واللجنة الاولمبية والهيئة العامة للشباب والرياضة، بفعل إقفال البنوك العراقية التي تعرضت الى للنهب.

* كيف تصف لنا حالة الملاعب والمنشآت الرياضية في العراق حاليا؟

ـ لقد دمر مقر اللجنة الاولمبية ولم يعد صالحا للعمل وكذلك مقر الهيئة العامة للشباب والرياضة وطالت القذائف مقر نادي القوة الجوية كما تعرضت بعض الأندية الأخرى كالزوراء والشرطة والطلبة لحالة نهب وسلب، كذلك لم يسلم ملعب الشعب الدولي (الملعب الرئيسي في بغداد الذي يتسع لأكثر من ستين ألف متفرج) هو الآخر من بعض الأضرار لكننا لم نتمكن حتى اللحظة من الوصول إليه لكونه تحول الى قاعدة للقوات الاميركية، هذا في بغداد أما في باقي محافظات ومدن العراق فكانت الأضرار التي أصابت المنشآت والأندية العراقية اقل تأثيرا.

* ومتى تستأنف الفرق العراقية والمنتخبات تدريباتها؟

ـ لقد استأنفت هذه التدريبات بالفعل خاصة بالنسبة لفريقي الزوراء والشرطة على ان يبدأ فريقا الطلبة والقوة الجوية تدريباتهما السبت المقبل، وهذه الفرق هي الأكثر شهرة وإنجازات في الساحة العراقية، أما في خارج بغداد فقد استأنفت فرق المحافظات تدريباتها منذ عدة ايام، ولكن المشكلة الأهم التي تعاني منها هذه الأندية تكمن في تحول معظم مقارها الى مقار للأحزاب المتنافسة على السلطة في المرحلة القادمة، وقد اتخذنا مجموعة من الخطوات والإجراءات بهدف إقناع هذه الأحزاب بالخروج بعيدا عن مقار هذه الأندية.

* ما هي آخر أخبار الاتحاد العراقي لكرة القدم؟

ـ نباشر أعمال هذا الاتحاد منذ عدة أيام في مقر نادي الكرخ بعدما دمر مقر الاتحاد ونهبت كافة محتوياته بما في ذلك الكؤوس التي نالتها المنتخبات العراقية على امتداد القرن الماضي عربيا وآسيويا ودوليا، وهذا شيء مؤسف ومحزن لقد ضاع تاريخ الكرة العراقية في غضون ساعات رغم أننا استعدنا بعض التجهيزات الرياضية التي أعادها سارقوها وجمعوها في بعض مساجد بغداد.

* وعن الاتصالات مع بعض الجهات العربية والآسيوية والدولية؟ ـ لقد تلقيت شخصيا منذ عدة أيام سلسلة من الاتصالات الخارجية حيث ابلغني القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في اتصاله بي من مقر الاتحاد الدولي لكرة القدم استعداد الاتحادين الآسيوي والدولي لتقديم كل الدعم والمساندة للكرة العراقية بما يمكنها من استعادة مكانتها في اقرب فرصة، كما تلقينا اتصالات من رئيس الاتحاد القطري لكرة القدم الشيخ خليفة بن حسن ومن بعض المسؤولين في الاتحاد الإماراتي لكرة القدم ومن فادي زريقات امين عام اتحاد غرب آسيا لكرة القدم امين السر العام للاتحاد الأردني لكرة القدم وهذا الأخير ابلغني بقرار الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا واتحاد الكرة الأردني بوضع كافة إمكانات وملاعب الأردن بتصرف الكرة العراقية، وهذه مواقف لا يمكن ان أنساها في المستقبل وهي ترفع من معنوياتنا.

* باعتقادكم هل يمكن للعراق المشاركة في هذه التصفيات الاولمبية في ظل الظروف الراهنة؟

ـ إننا نقدر دعم الاتحادين الآسيوي والدولي لنا في هذا الإطار، وقد قررنا المشاركة بالفعل في التصفيات الاولمبية ، وقد كان مقررا قبل بدء الحرب على العراق ان نقابل فيتنام في دمشق ثم في فيتنام لكن بدء الحرب دفع باتجاه تأجيل هاتين المباراتين، ونحن الآن نرقب مقابلة فيتنام خلال سبتمبر (أيلول) المقبل.

* وماذا عن المنتخب العراقي الأول؟

ـ بخصوص هذا المنتخب فنحن نرقب عودة المدرب الألماني بيرند ستانغ الذي اختار مؤخرا مجموعة من اللاعبين للانخراط في تدريبات المرحلة القادمة استعدادا للتصفيات المؤهلة لنهائيات كأس آسيا حيث سيلعب العراق في مجموعة واحدة الى جانب منتخبي البحرين وماليزيا على ان نحدد لاحقا شكل هذه التصفيات التي سنقترح إقامتها على طريقة الذهاب والإياب.

* وهل يعني ذلك أنكم مستعدون لاقامة مباريات رسمية في العراق حاليا؟

ـ بكل تأكيد ونحن بعد أسابيع قليلة سنكون جاهزين لاستضافة المباريات الرسمية على كل المستويات وقد بدأنا مؤخرا جولة على الملاعب العراقية لترميم هذه الملاعب والمحافظة عليها وجعلها صالحة للتدريبات والمباريات ونحن نتوقع ان نستعيد قريبا ملعب الشعب الدولي.

* بعد التطورات الأخيرة كيف تنظرون الى شكل العلاقة الرياضية العراقية الكويتية؟

ـ كما تعلمون فقد ظل العراق يرحب بمقابلة الفرق الكويتية منذ عام 90 لكن الرفض كان يأتي دائما من الجانب الكويتي ونحن تفهمنا في ذلك الوقت الظروف التي كانت تحول دون إقامة لقاءات مباشرة بيننا حتى في المناسبات الرسمية، ولكننا نجد ان الأجواء ستكون قريبا مهيأة لاعادة الروح للقاءات رياضية عراقية كويتية مباشرة سواء في الكويت او في العراق، وقد تلقيت مؤخرا اتصالا أقدره من الكويتي أسد تقي نائب رئيس الاتحاد الاسيوي لكرة القدم والذي ابلغني برغبة كويتية في إقامة بعض المباريات يرصد ريعها لصالح أطفال العراق، ونحن نقدر هذه المبادرات الإنسانية ونجد ان الأسباب التي كانت تحول سابقا دون لقاءات رياضية بين فرق عراقية وكويتية قد زالت تماما.

* هل تتوقعون عودة العراق للمشاركة في كأس الخليج القادمة بالكويت ودورة العاب اسيا؟

ـ نعم، نحن نتوقع ذلك وننتظر دعوة لعودة العراق للمشاركة في بطولات كأس الخليج ولعلكم تدركون ان الوجود العراقي في هذه البطولة سيمنحها مزيدا من القوة ويعيد لها بريقها، وأنا شخصيا لا أنسى ذكرياتي مع بطولات كأس الخليج فقد كنت هدافا لكأس الخليج الخامسة في بغداد 1979 وحملت كأس الخليج في مسقط عام 1986.

وبالنسبة لدورة الألعاب الآسيوية فمن حقنا المشاركة بعدما حرمنا من ذلك في الدورات السابقة ومنذ أسياد بكين 90، ونحن نثق بأن الشيخ احمد فهد الاحمد رئيس المجلس الأولمبي الاسيوي سيبادر قبل غيره لاعادة العراق للمشاركة في هذه الدورات اعتبارا من أسياد الدوحة 2006.

* وماذا عن مشاركة العراق في الدورة العربية التي ستقام في الجزائر في سبتمبر المقبل؟

ـ لقد تلقينا دعوة رسمية للمشاركة في هذه الدورة ونحن ننظر تحقيق مشاركة فاعلة ومؤثرة على غرار ما حدث في الدورة السابقة بعمان 1999، وقد طلبنا من الاتحادات الرياضية العراقية سرعة معاودة تدريباتها للمشاركة في الدورة القادمة.

* لقد بادر الأمير سلطان بن فهد بدعوة فريق عراقي للمشاركة في كأس السوبر العربية ماذا انتم فاعلون حيالها؟

ـ نحن نقدر لفتة الأمير سلطان بن فهد كرئيس للاتحاد العربي لكرة القدم ونشكره على حماسه بضرورة مشاركة العراق من جديد بعدما غابت فرقه منذ عام 90 عن البطولات العربية، ولذلك نحن نتطلع بشوق للمشاركة بعد ان حالت ظروف الحرب الانجلوأميركية على العراق من دون مشاركة ممثل عنه في الاجتماع التنسيقي الذي عقد في القاهرة مؤخرا مما أدى الى استبعاد العراق عن تصفيات المجموعة الجغرافية الرابعة، وعلى هذا الأساس فإن مبادرة ولفتة الأمير سلطان تعيد الحق للكرة العراقية وتمنحه فرصة كان ينتظرها منذ سنوات طويلة.

* ومن سيمثل العراق في كأس السوبر العربية بالقاهرة؟

ـ هناك عدة خيارات في المرحلة الراهنة فنحن نفكر مثلا بإقامة دورة رباعية بين أندية الزوراء، الشرطة، الطلبة، والقوة الجوية على ان يتأهل الفائر بهذه الدورة لتمثيل العراق في القاهرة.

* هل ستشاركون في اجتماعات الجمعية العمومية للاتحاد العربي لكرة القدم التي ستعقد في الرياض يوم 12 مايو (أيار) الجاري؟

ـ نعم سنشارك في هذه الاجتماعات بوفد يضمني الى جانب احمد عباس امين السر المساعد في الاتحاد العراقي لكرة القدم وعبد الخالق مسعود وهو من منطقة الشمال ويمثل أكراد العراق، وسيغادر الوفد العراقي بغداد قبل نهاية الأسبوع الجاري الى عمان ومنها الى الرياض، وسأكون سعيدا لو حظيت بثقة الهيئة العامة حيث رشحت نفسي لعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد العراقي لكرة القدم.