أحمد راضي: صدام حسين منحني شقة و6 سيارات وعدي حبسني 3 مرات

هداف العرب السابق: حبيب جعفر أكثر اللاعبين تعرضا للظلم وليس من حق أحمد الفهد التدخل في الرياضة العراقية

TT

خرج احمد راضي نجم الكرة العراقية وهدّاف العرب سابقا وعضو اتحاد الكرة عن صمته وكشف عن أسرار تعرض لها نجوم الكرة العراقية، إثر كل خسارة كانت تلحق بالمنتخب الوطني. وأجاب بكل شفافية وصراحة عن تساؤلات «الشرق الأوسط» حول ما أثير عن تعرض اللاعبين العراقيين للتعذيب والسجن والعقاب بأشكال مختلفة من قبل رئيس اللجنة الاولمبية العراقية واتحاد الكرة العراقي عدي صدام حسين النجل الأكبر للرئيس العراقي السابق.

وإذا كان احمد راضي الذي اقتسم مع زميله حسين سعيد لقب لاعب القرن في العراق اعترف بالعقوبات غير التقليدية التي تلقاها وبعض الرياضيين العراقيين من قبل عدي صدام حسين، فإنه اعترف بالوقت ذاته بكونه كان محظوظا بمكافأة كبيرة عينية ومالية من قبل الرئيس العراقي صدام حسين ونجله عدي خاصة في عقد الثمانينات، مشيرا الى انه التقى صدام حسين مرتين الأولى عام 79 بعد فترة وجيزة على تسلم صدام مقاليد السلطة، وذلك بعد عودة منتخب العراق للأشبال بكأس بطولة في السويد والثانية في عام 82 بعد العودة من نيودلهي بالميدالية الذهبية لمسابقة الكرة في دورة الألعاب الآسيوية.

ونوه راضي بأن صدام كافأه بـ6 سيارات وشقة عبر مراحل مختلفة من تاريخه الرياضي في عقد الثمانينات، كما أشار الى انه التقى عدي صدام حسين مرات كثيرة، حيث كان عدي حريصا على حضور تدريبات المنتخب العراقي ونادي الرشيد الذي كان يرأسه عدي قبل إلغائه مطلع التسعينات.

وعلق راضي على إعلان الشيخ احمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي تشكيل عدد من الرياضيين العراقيين لجنة عراقية مؤقتة لادارة شؤون الحركة الرياضية في العراق في الفترة المقبلة بقوله: «هذا تدخل في شؤون الرياضة العراقية، ومن يريد ان يرشح نفسه ويخوض صراع الانتخابات الرياضية، فالأولى ان يحقق من داخل العراق وليس بعيدا عنه وما سمعناه عبر وكالات الأنباء من ان الشيخ احمد الفهد الذي يشغل أيضا منصب وزير الإعلام الكويتي ووزير النفط بالوكالة حول اتصالات واسعة ومكثفة استطاع المجلس الأولمبي الآسيوي حث الرياضيين العراقيين في المنفى من لاعبين وقياديين على التجمع وعقد اجتماعهم الأول بمشاركة اكثر من 200 رياضي يمثلون كافة الاتجاهات لاطلاق (المجموعة العراقية الاولمبية الحرة) ما سمعناه لا يمثل في نظرنا اكثر من هواء في الشباك ولا يعدو كونه مسألة من اجل الحضور من قبل الذين تداعو لحضور هذا الاجتماع».

وكان الشيخ احمد الفهد قد أعلن ان المجتمعين اتفقوا بعد إجراء انتخابات حرة اختيار اللاعب العراقي السابق شرار حيدر رئيساً للجنة واللاعب السابق حارس محمد نائبا له وغازي ناجي أمينا للسر وجعفر المظفر مديرا للعلاقات الدولية.

* تحدث الإعلام عن تعرض لاعبي المنتخب العراقي للتعذيب والاعتقال بسبب خسارة مباراة او تدني مستوى الأداء فيها. فهل هذا صحيح؟

ـ هذا اصبح شيئا من الماضي، وإذا كنت سأتحدث عن ذلك، فإنما أتحدث وانظر الى المستقبل المشرق الذي ينتظر الرياضة العراقية في المرحلة المقبلة. خاصة ان المرحلة الماضية انتهت بمشاكلها وصعوبة العمل فيها. ولعل أهم ما اتسمت به المرحلة الماضية هو وقوعنا نحن اللاعبين والرياضيين تحت تأثير الضغط النفسي والرعب والخوف من العقوبة التي تنتظرنا عقب نهاية المباراة. ولا أبالغ إذا قلت ان مكالمة هاتفية كانت تأتي من بغداد بين شوطي المباراة التي يكون المنتخب العراقي طرفا فيها في أي ملعب وفي أي مكان في العالم كانت تكفي لاستبعاد اللاعب الفلاني من اللعب في الشوط الثاني. وهذا كان سببا في وقوع اللاعبين في دائرة الرعب من العقوبة التي تنتظرهم في بغداد عند العودة وغالبا ما كانت العواقب وخيمة وتأثيراتها النفسية سلبية للغاية على اللاعبين سواءً داخل الملعب او خارجه.

* لكن هذا قد يشكل حافزا لاداء افضل، خاصة ان المنتخب العراقي يوصف بكتيبة المقاتلين في الميدان؟

ـ صحيح ان اللاعب العراقي يوصف بالمقاتل داخل الملعب وهذه هي صفة عامة للاعبين العراقيين جميعهم، ولم تكن نتيجة للخوف من العقاب إطلاقا، بل هي تخضع للمعايير الفنية والبدنية التي يوصف بها اللاعب العراقي. ولو كانت العقوبات التي يخشاها اللاعبون سببا في وصفهم بالمقاتلين لكان الأحسن والأفضل ان تتم قيادة الفرق والمنتخبات العراقية من قبل الضباط العسكريين. لكن العكس هو الصحيح بمعنى أنه كان من المفترض ان يتم التعامل مع اللاعبين تعاملا إنسانيا وفنيا بحتاً وبهذا يمكن ان نفجر طاقات اللاعبين كلها الفنية والبدنية. خاصة ان اللاعب هو إنسان بحاجة الى رعاية ومعاملة إنسانية وبأقل الضغوط النفسية وعندها سيكون من الصعب ان تسجل في مرمى المنتخب العراقي 4 أهداف، لكن الذي ساد خلال المرحلة الماضية وما رافقها من خوف ورعب من العقوبة عند العودة الى بغداد، كان سببا كافيا لوصف الفريق العراقي بالهزيل والضعيف واستقبال مرماه لأربعة أهداف.

* هل تعرضت شخصيا لعقوبة غير تقليدية؟

ـ نعم تعرضت وكنت الشخصية الرياضية الثانية التي تتعرض للعقوبة بعد اللاعب «حبيب جعفر» الذي عانى اكثر من غيره من الرياضيين العراقيين.

* كيف كانت العقوبة؟

ـ تعرضت لأنواع من العقوبات فمرة «حلق شعر رأسي» وأخرى سجنت تأديبيا، والسجن أنواع هناك، قد يكون داخل معسكر للجيش وقد يكون داخل السجن المعروف «وأنت ونصيبك» كما تعرضت لعقوبة «الإنزال في الماء الوسخ».

* هل هذا بسبب خسارة مباراة فقط؟

ـ نعم.. ومنها اذكر انه في تصفيات كأس آسيا 96 التي لعبناها في الأردن التي ضمت فرق الأردن وباكستان والعراق، وبعد نهاية الشوط الثاني من المباراة التي جمعتنا مع المنتخب الأردني الشقيق صفر ـ صفر، اتصل «عدي صدام حسين» بمدرب المنتخب العراقي «عمو بابا» بين الشوطين وقال له «قعّد احمد» أي لا تلاعبه في الشوط الثاني من المباراة. فاستبعدني «بابا» من الشوط الثاني وبعد العودة الى بغداد عوقبت، بسبب هبوط مستواي، بالسجن لمدة 7 أيام مع الضبط، الذي يشمل الضرب والعقاب الجسدي، لكن القائمين على السجن ساعدوني ولم أتعرض للضرب إلا في اليوم الأخير.

* هل هذه هي العقوبة الوحيدة؟

ـ لا.. لم تكن الوحيدة، حيث سجنت 3 مرات و«زين شعري» مرتين وطردت من اتحاد الكرة.

* لكننا نسمع انك والعديد من اللاعبين قد تمت مكافأتكم وان صدام حسين شخصيا كان وراء مكافآتكم؟

ـ نعم لقد كانت هناك مكافآت وأنا شخصيا كافأني صدام حسين حيث حصلت على 6 سيارات وشقة.

* هل قابلت الرئيس صدام حسين؟

ـ قابلته مرتين الأولى في عام 1979 عندما كنت لاعبا في منتخب الناشئين الذي فاز ببطولة السويد. وكافأنا الرئيس برحلة الى إسبانيا لزيارة المعالم الإسلامية هناك. والمرة الثانية عام 1982 بعد فوزنا بذهبية الألعاب الآسيوية في الهند. وأهدانا الرئيس صدام حسين شقة لكل لاعب.

* كيف كان لقاؤكم بصدام حسين؟

ـ صافحنا واحدا واحدا وجلس معنا، وتحدث قليلا مع عمو بابا واستغرق لقاؤه 10 دقائق التقطنا معه صورا تذكارية ثم غادرنا وكان هذا في القصر الجمهوري ببغداد.

* تحدثت ان عقد الثمانينات شهد مكافآت اللاعبين، هل كان هذا بسبب عدم وجود عدي صدام حسين على رأس القيادة الرياضية في العراق؟

ـ ليس هذا هو السبب خاصة ان عدي كان موجودا في تلك الفترة ولكنه كان يهدف الى تجميل صورته أمام الحركة الرياضية العراقية، ولكنه في التسعينات أهمل الرياضة وانشغل بالعقود التجارية لدرجة ان والده عرف بذلك فأمر بتشكيل هيئة لدعم الرياضة والشباب للتمويل المالي، فالتف عليها عدي وبدأ يبيع التجهيزات والأدوات الرياضية للأندية واللاعبين.

* هذا يعني ان تجربتك مع عدي مؤلمة؟

ـ نعم وهذا سببه العقوبات التي تعرضت لها بأمر شخصي منه.

* هل كنت تقابل عدي صدام حسين؟

ـ قابلته كثيرا، خاصة انه كان غالبا ما يحضر تدريبات فريق نادي الرشيد والمنتخب العراقي.

* هل كرمّك عدي؟

ـ نعم كرمني عدي وكنت اشعر أنني قريب منه في فترة من الفترات لكنه تغير كثيرا في التسعينات.

* هل تم تكريمك في التسعينات؟

ـ لا لم أكرم في تلك الفترة بل تعرضت لعقوبات علما انه تم تكريم بعض اللاعبين بمبالغ بسيطة جدا. وأستطيع القول ان عقوبات عدي هي من الفظائع التي يشهد عليها الرياضيون العراقيون. وما قلته هو الشيء القليل والمبسّط عن عقوبات عدي.

* هل تعتقد ان الاميركيين جادون في إعادة بناء الرياضة العراقية؟

ـ التقينا بالأميركيين بمبادرة منا وكان اللقاء في القصر الجمهوري بعد ان تمّ حلّ اللجنة الاولمبية العراقية وكان اللقاء يدور حول إعادة البناء للرياضة العراقية من حيث تشكيل اللجان الفنية والإدارية.

* كيف ترى المرحلة المقبلة وهل ستشهد دخول رأس المال في مجال الاستثمار بالرياضة العراقية؟

ـ لقد تعطل الاستثمار في الرياضة العراقية خلال الحقبة الماضية وذلك لاسباب عديدة تأتي في مقدمتها المصالح الشخصية للمسؤولين عن الرياضة العراقية وطلبهم الرشاوى من هذه الشركات. واضاف: لكن المرحلة الجديدة المقبلة ستشهد تشجيع الاستثمار في الرياضية العراقية خاصة ان الإعلام هو من أهم عناصر النجاح في التسويق الرياضي وهذا لم يكن متاحا في المرحلة الماضية ولذلك فإننا سنعمل على خلق إعلام فضائي مفتوح، الأمر الذي من شأنه ان يشجع الرياضة وبالتالي يحقق النجاح للاستثمار في الرياضة العراقية.

* ما رأيك في ما كانت تقوم به اللجنة الاولمبية العراقية السابقة باستقطاع نسبة من قيمة عقد الاحتراف للاعب العراقي، قد عطل كثيرا فكرة الاحتراف؟

ـ إذا ما أضيف هذا الى التعقيدات الإجرائية في انتقال اللاعب وسفره خارج العراق بهدف الاحتراف فإننا نلمس كيف كانت اللجنة الاولمبية تعرقل احتراف اللاعب العراقي خارجيا. خاصة ان مراحل معقدة كان على اللاعب ان يمر بها قبل حصوله على إذن السفر خارج العراق بدءا من موافقة الأجهزة الأمنية واللجنة الاولمبية ومجلس الوزراء ومديرية التجنيد. وتابع راضي قائلا: رغم كل الظروف السابقة التي عاشتها الكرة العراقية، إلا أنها كانت لها فرصة جيدة للوصول الى كأس العالم وما نراه في المستقبل القريب هو أننا لدينا إمكانية للظهور مرة اخرى في نهائيات كأس العالم وهدفنا الذي نعمل على تحقيقه هو الوصول الى أولمبياد أثينا 2004. وفي نهاية الحوار، لم يستطع راضي ان يخفي حزنه على ما آل اليه ملعب الشعب. واشار الى ان هذا الملعب في بغداد هو الوحيد في العراق المنشأ بمواصفات عالمية وقد تحول الى ثكنة عسكرية أميركية ممنوع الاقتراب منه.وقال: لم استطع الوصول الى ملعب الشعب منذ بداية الحرب وحتى اليوم خاصة انه تحول الى مقر عسكري أميركي والدبابات تتجمع على أرضيته الخضراء الأمر الذي تسبب في خرابه.