مقالات نادرة لنجيب محفوظ في كتاب مصري

TT

مقالات صاحب نوبل نجيب محفوظ التي نشرها منذ أكثر من سبعين عاماً في مجلات وجرائد «الأيام» و«الجديدة» و«السياسة الأسبوعية» و«المعرفة» جمعها فتحي العشري وأصدرها حديثاً في كتاب عن الدار المصرية اللبنانية عنوانه «حول الأدب والفلسفة» ويتضمن مجموعة من المقالات القصيرة النادرة التي تمثل كتابات نجيب محفوظ قبل إصدار أعماله الروائية المعروفة.

في هذه المقالات، يتعرض محفوظ لمسألة تعليم الفتاة وتوظيفها ويتنبأ في عام 1930، ويتوقع في مقالٍ نشره في «السياسة الأسبوعية» بحصول المرأة على مكتسبات تتمثل في شغلها وظيفة قاضية ونائبة ووزيرة. لكن محفوظ حذر في الوقت نفسه من أن دخول المرأة الى مجال الوظائف العامة «ربما يقلقل الأسرة، ويفقد الزواج ما له من قداسة ويصبح عهده من الاستهانة والبساطة بحيث يمكن حنثه كما لو كان ميعاد لقاء لا أهمية له، وذلك بسبب أن أعباء الوظيفة قد تفرق بين الزوجين في بلاد مختلفة كما أن دخول المرأة الى مجال العمل قد يزيد من البطالة في المجتمع حيث تزاحم المرأة الرجل في شغل الوظائف، وتصبح الدراسة النظرية لحملة الشهادات حجر عثرة تمنعهم من الالتحاق بالأعمال الحرة». ويحذر محفوظ في هذه المقالة من أن هذا قد يؤدي الى جعل هؤلاء المتبطلين يعادون المجتمع ويثورون على القوانين.

وفي مقالة أخرى ، يفضل محفوظ سيادة المذهب الاشتراكي لأنه «يسد النقص الملموس الناتج عن التقدم العلمي وظهور المخترعات والآلات رغم أنها أي الاشتراكية قد تعجز عن انجاز وعودها كاملة، لكنها تستطيع أن تنتشلنا من حالتنا إلى خير منها، وهي في النهاية ليست نهاية المطاف فيما يمكن أن يتطور إليه النظام الاجتماعي، كتب محفوظ ذلك عام 1930 وكأنه يعلم ما سوف يؤول إليه المجتمع المصري وما سيدخل اليه من مراحل وأزمات بطالة رأى أن حلها في الاشتراكية، التي قد لا تكون نهاية المطاف».

في المقالات حديث مستفيض عن الفلاسفة والمدارس والنظريات الفلسفية يدور حول أرسطو وأفلاطون والسفطائيين والبروتاجوراسيين وحديثهم عن المعرفة والأخلاق وقوانينها والمادة وعالم المحسوس، ويتحدث محفوظ عن العدل والفضيلة والخير عن اتباع المدارس الفلسفية اليونانية وفلاسفتها الكبار، والمدرسة الديكارتية وليبنتز ودافيد هيوم وجون لوك واتباع المدرسة الفرنسية. أما عن الأدب والأدباء، فيتحدث عن انطون تشيخوف وطه حسين والعقاد وسلامة موسى ويترجم لحياة كل منهم وابداعاته ولا يغفل في مقالاته القصيرة أن يتحدث عن اللغة وفقهها ودراسة الفلسفة لها.

وتكشف المقالات أن نجيب محفوظ لم يكن مهموماً فقط منذ شبابه بالفلسفة والأدباء وعوالمهم الابداعية لكنه كان أيضاً عارفاً بالموسيقى مهتماً بالطرب وهو ما يتجلى بوضوح في كتابته عن أم كلثوم وزكريا أحمد، والقصبجي وتلميذه عبد الوهاب وسيد درويش.