العداءة فريمان تعلن الاعتزال وأستراليا تشيد بقرارها

TT

سيدني ـ رويترز: اشادت استراليا ببطلتها العداءة كاثي فريمان بعد قرارها الاعتزال. وكان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد اول من اثنوا على فريمان التي مازالت الميدالية الذهبية التي حصلت عليها في دورة الالعاب الاولمبية في سيدني عام 2000 مبعث فخر للبلاد.

وقال هاوارد الذي يزور اليابان للصحافيين «فوزها في منافسات 400 متر عدوا في اولمبياد سيدني كان احد الاحداث الرياضية البارزة».

وقال سيمون كرين الزعيم الاسترالي المعارض ان فريمان اصبحت رمزا للصراع من اجل التصالح بين الاستراليين السود والبيض وانه يمكن ان يكون لها مستقبل في السياسة ان رغبت.

وقال كرين للصحافيين في ملبورن «اعتقد انها شخصية التزمت بمفهوم التصالح في هذه البلاد واستغلت رياضتها ووجودها لدعم هذه الفكرة.. اي شخص يمكنه تحقيق ذلك بالتأكيد سيكون امامه مستقبل رائع في مجال السياسة ان اختار السير في هذا الطريق».

وقال جون كوتس رئيس اللجنة الاولمبية الاسترالية الذي ساعد في اختيار فريمان لاضاءة شعلة اولمبياد سيدني ان فريمان نموذج يجب ان يحتذي به الجميع. واضاف «نعترف بالانجاز الكبير الذي حققته لرياضتها وللحركة الاولمبية في هذه البلاد وبالطبع لنجاح دورة الالعاب الاولمبية في سيدني، انها بطلة اولمبية رائعة». وقال السباح الاسترالي دون فريزر ان فريمان تستحق ان يتذكرها الجميع على انها احد اعظم نجوم الرياضة في البلاد.

اما لاعب القوى السابق رون كلارك فقال ان فريمان اتخذت القرار الصحيح بعد ان فقدت الرغبة في تحقيق الفوز، واضاف «عندما تختفي هذه الرغبة فان الاداء في الميدان والمضمار لا يصل ابدا الى المستوى المرتفع الذي اعتاد عليه اللاعب».

وكانت كاثي فريمان قد قررت الاعتزال فجأة بعد ان شعرت انها لن تستطيع العودة بمستواها الى القمة كما كانت من قبل. ولن ينسى الاستراليون وعشاق العاب القوى عندما اضاءت عشرة آلاف مصباح ليل مدينة سيدني وتصاعدت الهتافات في الاستاد الاولمبي اثر فوز فريمان بمنافسات 400 متر رغم ان العداءة وقفت غير واعية لما يحدث حولها لمدة دقيقة قبل ان تقف لتحية المشجعين وقد ارتسمت على وجهها ابتسامة تعبر بشكل يفوق الكلمات عما يدور بداخلها.

وقالت فريمان في وقت لاحق بعد حصولها على الميدالية الذهبية «كان يتحتم ان اجلس لبعض الوقت في محاولة لاستيعاب اللحظة.. كان يجب ان اجلس بمفردي برهة لكي افكر في كل ما حدث».

وما زال فوز فريمان وهي من سكان استراليا الاصليين من ابرز اللاحظات في تاريخ الاولمبياد في الآونة الاخيرة وبالتأكيد احد ابرز الاوقات في الرياضة الاسترالية ليس لانها قدمت اي لمسات خاصة في الملعب ولكن بسبب الطريقة التي تحقق بها الفوز. كانت فريمان الخجولة النحيفة قد بدأت طريقها في العاب القوى بالعدو حافية القدمين الا انها شاركت في دورة الالعاب الاولمبية وهي من المرشحات للفوز بعد فوزها في بطولتي العالم السابقتين للأولمبياد وحصولها على الميدالية الفضية في دورة الالعاب الاولمبية في اتلانتا عام 1996. وشاركت في اولمبياد سيدني وهي واقعة تحت ضغط كبير اذ لم تكن تحمل على عاتقها آمال الفريق الاسترالي لالعاب القوى فقط وانما طموحات شعب بأكمله. ولانها ابرز رياضية من بين سكان استراليا الاصليين وجدت فريمان نفسها وقد أقحمت في صراع البلاد المستمر منذ 200 عام من أجل التصالح بين السود والبيض من سكان البلاد مما دفعها لرفع علم سكان استراليا الاصليين والدوران به حول الملعب اثناء دورة العاب الكومنولث عام 1994 في كندا في خرق لقواعد الفريق الاسترالي.

واصبح قبولها القيام بدور في التصالح بين البيض والسود من ابرز القضايا المثارة في البلاد رغم انها لم تكن تشعر براحة تجاه الامر. وامضت فريمان معظم العامين السابقين لاولمبياد سيدني 2000 في التدريب والمشاركة في بطولات في الولايات المتحدة واوروبا ولكن آمالها بالا تتسلط الاضواء عليها عند عودتها للوطن للمشاركة في الاولمبياد تبددت في اللحظة التي اختيرت فيها لاضاءة شعلة دورة الالعاب الاولمبية.

وكانت هذه لفتة اخرى لسكان استراليا الاصليين الا انها ادت الى زيادة الضغط على فريمان.

وزاد من الضغط عليها فرار منافستها الفرنسية ماري خوسيه بيريك من سيدني قائلة انها تعرضت لمضايقات، الا ان فريمان نجحت في نسيان كل الضغوط وتصدرت كل التصفيات الى ان وصلت للدور النهائي وفازت بذهبية 400 متر.

لم يكن قرارها بعد بضعة شهور بالحصول على راحة لمدة عام مفاجئا بل ان البعض قال انها قد تعتزل الرياضة تماما. وامضت فريمان معظم هذا العام خارج استراليا اذ انها اصبحت نجمة مشهورة في البلاد ولا يمكنها ممارسة حياتها بشكل طبيعي. وزادت التكهنات حول مستقبلها كرياضية عندما وصلت الى حفل دولي لتوزيع الجوائز في موناكو وقد زاد وزنها عشرة كيلوجرامات. ولكن مع مرور الوقت بدأت فريمان تدرك انها تفتقد الرياضة. وتوجهت الى موسكو لحضور مراسم اعلان اسم المدينة الفائزة بحق استضافة دورة الالعاب الاولمبية لعام 2008 كما شاركت في رفع العلم الاولمبي في حفل افتتاح دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت ليك. وقررت العودة للملاعب ونجحت في انقاص وزنها واستعادة مستواها ولكن الامور لم تسر كما كانت من قبل لانها عجزت عن تحسين ارقامها، وانسحبت من منافسات 400 متر في دورة العاب الكومنولث عام 2002 في مانشستر بعد ان تبين اصابة زوجها بسرطان الحلق ولكنها حصلت على ذهبية منافسات اربعة في 400 متر تتابع محققة آخر ألقابها الدولية الكبرى. وشفي زوجها من مرضه الا ان الزوجين انفصلا في وقت سابق من العام الحالي.

وزادت التكهنات حول مستقبل فريمان الرياضي. وفي يونيو (حزيران) اعلنت رغبتها في تحقيق نجاح شخصي الا انها كانت تعتزم المشاركة في منافسات التتابع في بطولة العالم لالعاب القوى الشهر المقبل قبل ان تقرر في نهاية الامر اعتزال الرياضة.

وقالت فيرمان انها فقدت رغبتها في ان تكون افضل لاعبة قوى وبالرغم من انه قرار صعب الا انها ستعتزل اللعبة، واضافت «انه الاعتزال».