وفاة وزير الداخلية الأسبق عبد الحليم موسى: نجا من الاغتيال ورحل بعد صراع مع المرض

TT

غيب الموت وزير الداخلية المصري الأسبق اللواء محمد عبد الحليم موسى صباح أمس عن عمر يناهز 73 عاماً بمستشفى دار الفؤاد بالقاهرة، بعد صراع طويل مع المرض. وهو أحد الناجين من عملية اغتيال دبرتها ضده الجماعة الاسلامية كما انه احد الداعين للحوار معها.

وتم تشييع جنازته بعد صلاة العصر من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة إلى مثواه الأخير بمقابر الأسرة بحي مدينة نصر وموسى من مواليد 1930 بمحافظة المنوفية، وتخرج من كلية الشرطة عام 1954 وتدرج في العديد من المناصب الأمنية في مصلحة الأمن العام وادارة مباحث أمن الدولة، وتم تعيينه محافظاً لأسيوط عام 1987 حتى عين وزيراً للداخلية في يناير (كانون الثاني) 1990 حتى اقالته في ابريل (نيسان) عام .1993 وشهدت الفترة التي تولى فيها موسي وزارة الداخلية المصرية أحداثاً متوترة حيث تصاعدت المواجهة الدموية المسلحة بين الأجهزة الأمنية والجماعات الاصولية المسلحة أمثال الجماعة الاسلامية وتنظيم الجهاد الاسلامي. وكانت الحالة الأمنية داخل مصر تمر بمنعطف منذ اغتيال الرئىس المصري الراحل أنور السادات العام 1981 في عهد وزير الداخلية الأسبق النبوي اسماعيل، الذي أقيل ليحل محله اللواء حسن أبو باشا أحد الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال من قبل الجماعات المسلحة، ثم أعقبه اللواء أحمد رشدي الذي أقيل في أحداث الأمن المركزي عام 1984، ليخلفه اللواء زكي بدر ثم محمد عبد الحليم موسى بعد ذلك.

وتصاعدت المعركة الدموية بين الأجهزة الأمنية والجماعات المسلحة على نحو مغاير منذ عام 1990 الذي تولى فيه موسى منصب وزير الداخلية، بعد مقتل المتحدث الرسمي باسم الجماعة الاسلامية علاء محيي الدين وهو ما اعتبرته الجماعة اغتيالاً أمنياً قررت بموجبه الرد على هذا الاجراء وبالفعل خططت الجماعة لاغتيال وزير الداخلية محمد عبد الحليم موسى في نفس العام غير أن القدر وقف لصالحه ليتم اغتيال رئيس البرلمان السابق الدكتور رفعت المحجوب بدلاً منه والذي تصادف مروره من نفس الطريق الذي كانت الجماعة تعتقد أن موكب موسى سيمر منه لتغتال الجماعة المحجوب ظناً منها انه وزير الداخلية عبد الحليم موسى.

وتصاعدت الصدامات بين الأمن والجماعة منذ ذلك الوقت والذي شهد الكشف عن أهم قضية لهذه الجماعة وهي قضية العائدون من أفغانستان التي ضمت 26 متهماً وصدرت فيها أحكام بالاعدام ضد 8 متهمين بينهم 5 هاربين وسجن 15 متهماً وبراءة ثلاثة آخرين ورغم هذه الأحداث المتصاعدة إلا أن موسى تبنى محاولات لاجراء حوارات مع قادة الجماعة على غرار ما يحدث الآن إلا أن الظروف والأجواء المحيطة لم تكن كفيلة بانجاح هذه الحوارات وهو ما اعتبرته دوائر سياسية في مصر اجراء غير موفق في هذا التوقيت مما أدى الى تراجع أسهم موسى.