برنامج تلفزيوني تبثه قناة (إم تي في) ساعد ممثلا لبنانيا على رفض العروض السيئة

سامر الغريب: لم أعد مجبرا على قبول أي عمل من أجل أن أعيش

TT

جمع الفنان اللبناني سامر الغريب مواهب متعددة في شخصيته فكان ممثلاً مسرحياً وتلفزيونياً، وخاض غمار التقديم التلفزيوني في برنامج المسابقات «كل ميلة عيلة» واظهر براعته في عزف العود وإن لم يصل الى درجة الاحتراف. إلا ان تجربته الأخيرة في تقديم البرنامج الحواري المباشر «ليالي رمضان» يومياً عل شاشة الـMTV كرسته مقدماً وصقلت موهبته الحوارية التي ما زال يشتغل عليها ليصل الى مستوى الاعلامي الراحل رياض شرارة الذي يعتبره مثله الاعلى.

ولا يرى الغريب اي تناقض بين التمثيل والتقديم فيقول «خبرتي كممثل تساعدني في ادارة الحلقة وتمكنني من استخراج افضل ما عند الضيوف بكل سلاسة وبساطة. اضافة الى ان التقديم عزز وضعي كممثل فلم أعد مجبراً على التنازل والقبول بأي عمل لاعيش بل اصبحت قادراً على الانتقاء والرفض».

ويعتبر سامر نفسه محظوظاً لخوضه غمار التقديم من دون ان تنهار صورته كممثل واضاف: «رغم وجود عوامل مشتركة بين المقدم والممثل، كعدم الخوف من الكاميرا والتعود على الجمهور، الا انه لا يمكن لكل ممثل ان يصبح مقدماً. فالمقدم يجب ان يجمع سرعة البديهة الى خفة الظل واللباقة». مع التركيز على عدم الخلط بين خفة الدم والتهريج، اذ يفترض بالمقدم ان يحترم ضيوفه وألا يحاول احراجهم بنكاته او تعليقاته. وهذا يعتمد على احساسه الداخلي ومدى معرفته بأطباع ليعرف الوقت المناسب لاطلاق النكتة او لجمها».

ويرفض الغريب النجومية لأن «المقدم النجم هو الذي يجعل ضيوفه نجوماً، اما من يحاول ان يتسلق سلم الشهرة على حساب ضيوفه فيجب وضعه في مصح عقلي لأنه برأيي يفتقد الى التفكير المنطقي». فالمقدم حسب رأيه هو وسيلة للتواصل بين المشاهد والضيف، لذلك يعامل ضيوفه وكأنهم اهل البيت فلا يرد الاساءة بمثلها اذا حصلت، «فما يهمني هو رفع مستوى الضيف والحفاظ على رصيده في قلوب جماهيره لأن هذا ما سيرفع رصيدي وليس تدميره». كما انه يكره اللجوء الى اسلوب الصد، فيقول: «قد اضطر الى اعتماده في بعض الاحيان عندما يفتقر الضيف الى ادب الكلام فلا يتقيد بسؤال ويجيب عن اسئلة غيره من دون ان يترك لهم فرصة للحديث». لذلك وجد سامر نفسه يتقمص في بعض الحلقات شخصية الاعلامي عماد الدين اديب «فأسكت المتحدثين بحجة نفاد الوقت او انهي الحوار بطريقة، قد تظلم البعض». وسبب وذلك رغبته الصادقة في اعطاء كل ضيف حقه مع الحفاظ على ادنى حد من التشويق.

ولا يجد المقدم الشاب غضاضة في كثرة عدد الضيوف لأن المعدة هلا المر تحاول ان تحصل على خليط متجانس من الاشخاص ليضيفوا نكهة محببة الى البرنامج فتقضي بذلك على امكانية الملل.

ورغم صعوبة البث المباشر يفضله سامر على البث المسجل لأن جماله ينبع من امكانية الخطأ وتصحيحه بطريقة سليمة ويعزو سبب ذلك الى عمله كممثل الذي قدم اليه الخبرة اللازمة في هذا المجال. الا انه من الممكن ان يتخلى عن البث المباشر في حال فقد عفويته «فالهدف الاساسي من المباشر ابتكار مسرحية او مشهد جديد في كل حلقة ليتمتع المشاهد بما لا يعرفه وليس تكرار ما سبق ان شاهده».

ولم يغير البث الفضائي شيئاً في طبيعة سامر او طريقة عمله «لأن المقدم يجب ان يشعر بالمسؤولية داخل بلده وخارجه. صحيح ان حجم المسؤولية يكبر مع البث الفضائي الا ان ذلك لا يعني تغيير صيغة البرنامج».

وكشف سامر الغريب عن نية لاكمال البرنامج بشكل اسبوعي على مدار السنة، «لأننا بحاجة الى اثراء سهراتنا بحوارات فنية ثقافية لا تعتمد فقط على عرض مفاتن النساء وتسويق الاعمال عبرهن».

=